الانفلونزا تحتاج للتحصن بلقاحاتها الوقائية المتوفرة

ريبورتاج 2020/01/07
...

بغداد/ رلى واثق
في فصل الشتاء تزداد حالات الاصابة بمرض الانفلونزا، وقد تكون مصحوبة بمضاعفات خطيرة تهدد المصابين ويمكن الاستعداد لهذا الموسم قبل بدئه بتقوية جهاز المناعة بطرق طبيعية وتناول اللقاح الذي يحد منها او يخفف من شدة  المرض
 الا ان هذا العام شهد معاناة مواطنين من الانفلونزا التي اختلفت عن الاعوام السابقة بطول مدة الاصابة اذ تستمر لأكثر من اسبوعين واحيانا تتجدد بالموسم نفسه ولا ينفع معها العلاج هذا ما قالته منى عبد الوهاب الأم لطفلين واضافت:{بدأت المعاناة مع طفلي منذ تشرين الثاني ولم تنته حتى الان فبمجرد شفائها وانتظامهما بالدوام يعاود المرض بانتقال العدوى وهكذا، فهذه السنة يختلف المرض، والجميع على حد علمي يعاني من المشكلة نفسها وهي استمرار المرض وعدم الشفاء التام».
 
انفلونزا موسميَّة
المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور سيف البدر يبين :{الانفلونزا مرض معروف بكل العالم وما موجود في العراق حالياً يعرف باسم الانفلونزا الموسمية، واي فايروس من الممكن ان يتطور ويتغير مستوى الشدة والخطورة للمرض».
ويضيف:{ بحسب منظمة الصحة العالمية والادلة والتحاليل التي اجريت في مختبرات بداخل وخارج العراق اثبتت انها انفلونزا موسمية، هذا لا يعني انها غير خطيرة او لا تؤدي الى الوفاة، لاسيما لفئات عمرية محددة مثل كبار السن والاطفال والذين لديهم ضعف مناعة، وهذا الذي حصل بالفعل والاعداد المسجلة فعليا اقل نسبيا  من السنوات السابقة في جميع المحافظات العراقية حتى الان، على عكس ما يشاع في بعض وسائل الاعلام على انها حالات
تفش وبائي».
وعن اللقاحات الخاصة بالمرض تحدث البدر{اللقاحات متوفرة، لكننا لا نرى التفاعل المطلوب من قبل المواطنين، لاسيما الوقت المناسب للتحصن باللقاح في فصل الخريف، وهذا لا يعني عدم امكانية اخذ اللقاح في فصل الشتاء، الا ان النتيجة للقاح تكون اكثر فاعلية قبل
موسم الشتاء}.
ويتابع{على الرغم من الاعلانات المتكررة عن توفر اللقاح في المراكز الصحية والمستشفيات الا ان التفاعل قليل بهذا الجانب، ولكن الوزارة تحرص وضمن الاجراءات الروتينية على تلقيح الفئات التي تكون احتمالية الاصابة لديهم اعلى ضمن المتواجدين في المستشفيات للعلاج، علماً ان جميع اللقاحات والادوية المستوردة من قبل وزارة الصحة هي من افضل المناشئ العالمية ،وقانونياً لا يتم استيرادها قبل التأكد من كونها حاصلة على شهادات جودة وهناك جهات رقابية اخرى عدا وزارة الصحة
تتابعها». ويختتم البدر حديثه بقوله» في كل دول العالم يوجد مرض الانفلونزا، ومن الممكن ان تحدث اوبئة، لكن يتم التعامل معها بالطرق العلمية ومن قبل منظمة الصحة العالمية بصورة تضمن عدم انتشاره»
 
الأعراض والوقاية 
الدكتور الاختصاص محمد غني يوضح «الفئات الاكثر حاجة للقاحات هم الاطفال، والحوامل، والمصابون بالأمراض المزمنة، وكبار السن، والعاملون في المجال الصحي، فضلاً عن المصابين بنقص المناعة، اذ ان لقاح الانفلونزا هو الوسيلة الوحيدة للوقاية من 70 – 90 بالمئة من الانفلونزا الموسمية، الامر الذي يستوجب معه اخذ اللقاح سنوياً».
وتطرق غني لأعراض ومضاعفات الانفلونزا بقوله «تظهر عن طريق سيلان في الانف، والتهاب في الحلق، والم في العضلات، وسعال مستمر وجاف، ورجفة وتعرق، وصداع، يصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة لأكثر من 38 درجة، وتتدرج المضاعفات الى التهاب الرئتين، وصولاً الى الوفاة في
حالات قليلة».
ويستطرد{في الغالب لا تستدعي الاصابة بالانفلونزا القلق الشديد، وفي حالات كثيرة لا يذهب المصاب الى الطبيب، ويكتفي بتناول مسكن للآلام وخافض للحرارة، الا ان هناك حالات تستدعي استشارة الطبيب ففي حال بقيت درجة الحرارة مرتفعة لعدة ايام، وازدادت حدة الاعراض كصعوبة في التنفس وألم في الصدر، مع الدوار والتقيؤ المستمر، او زوال الاعراض وعودتها بعد التحسن، وارتفاع درجات الحرارة لاكثر من ثلاثة ايام».
 وللوقاية يؤكد»الالتزام بغسل اليدين جيدا، والاهتمام بالنظافة والابتعاد عن المصابين لضمان عدم انتقال العدوى، والحرص على اخذ اللقاح بالنسبة للأشخاص الذين لديهم ضعف بالمناعة،  هذا وان اهم الطرق التي تنتقل بها عدوى الانفلونزا هي الرذاذ المتطاير عند العطاس، ولمس الاسطح الملوثة، وان مدة العدوى تستغرق من 5-7ايام، يعاني خلالها المريض الشعور بالنحول والتعب وعدم الرغبة بالطعام وهذا الامر طبيعي الا انه من الضروري تناول السوائل الدافئة لتعويض الجسم ولتسهيل تناول الدواء».
 
حقيقة اللقاح 
يستعرض تقرير طبي تم وضعه من قبل” كونسلتو” من الاطباء بشأن لقاح الانفلونزا، فهو عبارة عن تطعيم موسمي يحتوي على اجسام مضادة تقاوم ثلاث سلالات فقط من فايروس الانفلونزا، هم الاكثر شراسة وخطورة وانتشاراً، واللقاح يعد احد عوامل الوقاية الاساسية من الاصابة بهذا المرض، والذي يمكن تناوله من قبل الاشخاص  من عمر 6 اشهر»
المتحدث باسم مفوضية حقوق الانسان الدكتور علي اكرم البياتي مسؤول ملف الحقوق الصحية يبين:
{فايروس الانفلونزا يغير تركيبته الجينية كل عام ويجعل من نفسه مقاوماً للمناعة التي تتطور داخل جسم الانسان، حتى ان اللقاح الذي يعطى للفرد لا يصلح الا لموسم واحد بسبب التطور الجيني الموجود داخل تركيبة هذا الفايروس، هذا وان الانفلونزا الفايروسية تصيب الانسان من موسم الى اخر وهي تعتمد في المضاعفات على طبيعة الشخص وعمره واصابته بالأمراض المزمنة او نقص في المناعة، فالشخص الطبيعي الذي يتمتع بمناعة طبيعية لا تستغرق اصابته بالمرض سوى ايام ولا يكون الا مرضاً عابراً ولا يؤدي الى خطورة او حالة وفاة، لكن لدى كبار السن وبسبب المشاكل المناعية والامراض المزمنة تكون الاثار والمضاعفات اكثر».
ويشيد البياتي{بالجهود التي تبذلها وزارة الصحة في توفير اللقاحات لمرض الانفلونزا في المراكز الصحية، معرباً عن اسفه لعدم وجود توعية حقيقية للمواطن للحصول على هذا اللقاح، بل على العكس من ذلك فان هنالك تخوفاً من قبل المجتمع من هكذا لقاحات، داعياً وزارة الصحة الى زيادة الوعي لدى المواطنين للحصول على هذا اللقاح، فضلاً عن البرامج التي تعمل عليها وزارة الصحة بالقيام بجولات ميدانية لتلقيح فئات معينة داخل المجتمع من الذين يكونون اكثر عرضة للاصابة بمضاعفات هذا المرض».