مؤتمر دولي لإطعام مليار جائع وتنفيذ 3 ملايين مشروع خدمي

قضايا عربية ودولية 2018/11/28
...

الصباح / وكالات
يوما بعد آخر بات مسلسل ضحايا الحروب والتطرف يصارع في حلقات روتينية تعجز فيه الانسانية عن وصف معاناة الشعوب التي عانت من صراع الفرقاء في السياسة على حساب لقمة تسد رمق الشعوب او ليل صامت يهدئ روعهم، ليدفعوا هم وحدهم من اطفال وشيوخ ضريبة الانقسامات، التي تنعكس على الخدمات الانسانية في البلاد. وفي مسعى اممي ودولي لايجاد حل للازمات الانسانية وسط نقص الامدادات الضرورية للعيش من دواء وغذاء نجح المؤتمر الإنساني الثامن للشراكة الفعالة المنعقد في الكويت في جمع تعهدات بتقديم 2.2 مليار وجبة غذاء لإطعام مليار جائع وتنفيذ 3.1 مليون مشروع لخدمة 102 مليون محتاج في العالم.ومن المقرر تنفيذ هذه التعهدات خلال عام من انعقاد المؤتمر الذي شاركت فيه الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ومقرها الكويت، والأمم المتحدة عبر مكتب الأمين العام المساعد للشراكات الإنسانية، ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ومقره أبوظبي.
 وقدمت التعهدات جهات من دول عدة، بينها الكويت والسعودية والسلطة الفلسطينية وتركيا ومصر والأردن والولايات المتحدة وبريطانيا ولبنان وأستراليا.
وتتضمن مبادرة، “إطعام مليار جائع حول العالم”، ثلاثة محاور، أولها العمل على توفير مليار وجبة للمستفيدين في المجتمعات الفقيرة والمنكوبة، والثاني هو تمكين هؤلاء الفقراء من خلال المشاريع المختلفة.
ويتمثل المحور الثالث في تعزيز الشراكات بين الجهات المهتمة بالشأن الإنساني وتوقيع اتفاقيات شراكة في مجال مكافحة الجوع بين المنظمات المشاركة.
وخلال المؤتمر الذي عقد برعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، أعلن رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عبدالله المعتوق، عن صياغة آلية لتتبع إنجازات المبادرة وتشكيل فريق عمل لمتابعة تنفيذ التعهدات على مدى عام كامل وحتى نهاية 2019 وتقديم تقارير مفصلة بالبرامج والمشاريع المنجزة.
وحذر المعتوق، وهو أيضا مستشار خاص للأمين العام للأمم المتحدة، من “زيادة مطردة ومخيفة ومروعة في معدلات الجوع”، وقال إن “إحصاءات الأمم المتحدة والمؤشرات العالمية لعام 2018، تشير إلى أن الجوع هو الخطر الأول الذي يهدد حياة الإنسان وصحته”.
وأوضح أن “أكثر من 821 مليون شخص في العالم يعيشون في براثن هذه الآفة، أي أن واحدا من كل تسعة أشخاص في العالم لا يحصل على ما يكفيه من الغذاء، ويعاني 150 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية بشكل مزمن
مساعدات الاتحاد الأوروبي
 في الوقت نفسه أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص حزمة مساعدات جديدة بقيمة 30 مليون يورو لمعالجة أزمة النزوح في اليمن.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان لها،: “اعتمد الاتحاد الأوروبي زيادة بقيمة 30 مليون يورو لبرنامج دعم المجتمعات الضعيفة التي تعاني من آثار النزوح في اليمن”، متابعا: “هذه الحزمة ترفع مساعدات التنمية الممنوحة لليمن خلال عام 2018 إلى 71 مليون يورو”.
وأضاف البيان: “الدعم الطويل المدى يهدف لحماية النسيج الاجتماعي، وفرص كسب العيش، وتأمين الطعام والتغذية”، لافتا الى ان هذه المساعدات موجهة للاحتياجات الملحة والطارئة للنازحين، والمجتمعات الضعيفة المستضيفة لهم داخل اليمن، بتقديم الخدمات الأساسية كالصحة، والتعليم، والمشورة القانونية.
 
برنامج الغذاء العالمي
 وبالشأن نفسه حذر برنامج الغذاء العالمي من انخفاض مخزون السلع الغذائية الأساسية في اليمن جراء تصاعد التوتر في ميناء الحديدة، غربي اليمن.  
وذكر برنامج الغذاء العالمي في بيان: “خلال الأسبوعين الماضيين، انخفضت العمليات في ميناء الحديدة إلى النصف، بسبب تصاعد التوتر، وانعدام الأمن في المدينة وحول منطقة الميناء”، متابعا: “برنامج الغذاء العالمي يواصل دعوته لكل الأطراف لحماية ميناء الحديدة، الذي يعتبر شريان الحياة لليمنيين، والمساعدات الإنسانية، وإيصال السلع والبضائع للبلاد”.
وأضاف البيان: “يستقبل ميناء الحديدة 70 بالمئة من الواردات إلى البلاد، التي تعتمد على الاستيراد في كافة احتياجاتها الغذائية تقريبا”، محذرا “مخزون القمح كاف لنحو شهرين ونصف الشهر فقط”.
وأكد البيان: “هذا الانخفاض سيكون له انعكاس عنيف على توافر الغذاء وأسعاره في الأسواق، وسيصبح من الصعب على غالبية العائلات شراء السلع الأساسية بسبب ارتفاع أسعارها”، لافتا “أي انقطاع لعمل الميناء سيعرقل الجهود الإنسانية المبذولة لتجنب حدوث مجاعة هائلة، في المناطق المنكوبة بالحرب”.
الأزمة اليمنية
وضمن تداعيات الحرب والمجاعة وسوء التغذية في اليمن والتي تواصل المساعي الاممية محاولاتها لايجاد حل سلمي وايقاف العنف والصراع هناك ، وبهذا الشأن أعلنت السلطة اليمنية المعترف بها من طرف المجتمع الدولي  أنها ملتزمة بالمشاركة في مفاوضات السلام التي ستعقد في السويد مطلع الشهر المقبل. وهو الأمر الذي أكده متحدثون باسمها خلال اجتماع مع المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في العاصمة الرياض.   
وكان غريفيث قد تفقد خلال هذه الزيارة مدينة الحديدة الستراتيجية التي شهدت تصعيدا عسكريا كبيرا خلال الأسابيع الماضية.
وبدأ المبعوث الدولي لقاءاته في العاصمة السعودية باجتماع مع نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”. 
وتناول اللقاء “سبل تعزيز فرص السلام وترتيبات أي جولة قادمة وموقف الشرعية الداعم لإجرائه”، واستعرضا “عددا من القضايا والمواضيع الهامة المرتبطة بعقد الجولة القادمة وتركيزها على بناء جسور الثقة”، بحسب الوكالة. 
وبحسب مصدر حكومي سعودي، من المقرر أن يلتقي غريفيث في السعودية أيضا الرئيس اليمني ووزير خارجيته خالد اليماني.
ودعت الأمم المتحدة إلى مفاوضات حول اليمن تعقد في السويد في مطلع الشهر المقبل، من دون أن تحدد تاريخا معينا لها. 
وتصاعدت الدعوات لعقد محادثات سلام مع اشتداد المعارك في الحديدة التي تضم ميناء تمر عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين اليمنيين. 
وتخشى دول كبرى ومنظمات إنسانية والأمم المتحدة أن تصل المعارك إلى ميناء المدينة وتؤدي إلى تعطيل العمل فيه، ما قد يفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يواجه نحو 14 مليونا من سكانه خطر المجاعة، بحسب الأمم المتحدة. 
 
الازمة السورية
وفي سياق الحديث عن الازمات الانسانية فان دمشق لا تختلف كثيرا في المعاناة اذ عانت الويلات بسبب حربها على الارهاب، بالاضافة الى هناك صراعات بين اطراف الازمة، وبشأن المساعي الاممية المتواصلة لحل الازمة، يشارك المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، في محادثات أستانا، المقرر عقدها اليوم الأربعاء في العاصمة الكازاخية، حيث يترأس اجتماع كبار ممثلي الدول الثلاث الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار وخفض التصعيد في سوريا.
وقال مكتب دي ميستورا في بيان، اليوم الثلاثاء: “المبعوث الأممي الخاص سوف يترأس  اجتماعا رفيع المستوى لممثلي الدول الضامنة روسيا، وتركيا، وإيران”.
وتابع: “يناشد المبعوث الأممي الدول الثلاث الضامنة لبذل كل الجهد المطلوب لدعم الجهود الأممية المبذولة من أجل دفع العملية السياسية” للتوصل لحل للأزمة في سوريا”.