بغداد / سامر المشعل
تطوف ذكريات الفنان الكبير فاضل عواد مع هذه الصورة والمناسبة التي جعلته يمسك المايك ويغني في منطقة شعبية من أحياء بغداد قائلاً " كان المطرب الراحل عبد الزهرة مناتي من زملائي المقربين والمحببين وكنا نلتقي دائماً في مبنى الاذاعة والتلفزيون العراقي او في احد مقاهي الصالحية
كمقهى" ابو عروبة " و" أبو ناطق " و" القناديل " وأشهرها وأقربها لمبنى الاذاعة مقهى " ابو عروبة " رحمه الله تعالى فقال لي المطرب الريفي عبد الزهرة " ابو العباس عندي نخوة واريدك توكف وياي اخويه ابو العباس "، وكان الفنان فاضل عواد حينها يلقب بـ " ابو
العباس ".
أجبته أنا حاضر.. فقال: " سأعمل حفلة ختان لاولادي واريدك انت ان تغني فيها " من دون تردد قلت له؛ صار، لكن احتاج فرقة موسيقية تعزف معي ". فقال: " لا على بختك اشلون ما اجيبلك فرقة زينة ابو العباس انته
خوي".
وفعلاً ذهبت الى بيته في مدينة الثورة آنذاك واسمها الان مدينة الصدر، على حد قول الفنان فاضل
عواد.
واضاف.. حين شاهدني الجمهور الشعبي، من البسطاء والفقراء.. لم يصدقوا مشاركتي في الغناء، بسبب بساطة المكان، ولم يكن للموسيقيين مكان مناسب أو حديقة يجلسون فيها، وقد سررت بذلك، لانني من سكنة المناطق الشعبية، التي مساحتها 60 او 70 متراً اذ عشت في منطقة الكرخ ثم انتقلت للحرية العام 1960 ايام الشباب.
حيث تسود العلاقات الاخوية الطيبة والجيرة التي تملأها المحبة.. هكذا كان حال المدن والمحلات والدور الشعبية، لايمانهم الفطري بالله وبساطتهم وحسن نواياهم وكرمهم ومن اعظم الصفات الجليلة كانوا يخافون الله تعالى، فعم السلام والامن والتواضع.
ويواصل عواد حديثه.. ما ان يحل جار جديد على المنطقة، حتى يسارع الجيران الى تقديم الغداء والعشاء له، لانشغاله في نقل اثاثه البسيط جداً.. فحيا الله الطيبين وبارك بالشعبيين البسطاء
المؤمنين.
مشيراً الى صورته " هذه صورتي وانا اغني في حفلة ختان اولاد اخي الراحل عبد الزهرة مناتي في مدينة الصدر
سنة 1976.