عبد الكريم قاسم وهيام يونس

الصفحة الاخيرة 2018/11/29
...


سامر المشعل
من المصادفات الرائعة والجميلة هي تعرفي على الفنانة هيام يونس في لبنان قبل خمس سنوات، ويعود الفضل في تعارفنا الى الزميل الصحفي السعودي علي فقندش، وهو من الشخصيات الاعلامية الفاعلة في مجال الفن، اضافة الى ذوقه العالي فهو يحمل من الدماثة والخلق الشيء الكثير.
وعلى الرغم من بلوغ الفنانة هيام يونس من العمر عتيا، الا انها ظلت محتفظة بجمالها واناقتها، وتضمر في نفسها حبا للعراق والعراقيين على نحو كبير. ولها ذكريات كثيرة عن بغداد ما زالت ندية في افياء مخيلتها المتقدة، فقد كانت تعمل في بغداد ولها زيارات كثيرة وطويلة.
ومن لطائف ماذكرته الفنانة هيام يونس، موقف مشوق جمعها بالزعيم عبد الكريم قاسم، من الجميل أن نتوقف عنده، لنستخلص منه العبرة ونتأمل كيف كان يتصرف ويفكر الزعيم عبد الكريم قاسم .
والحديث للفنانة هيام يونس تقول "قبل خمسة وخمسين عاما عزمنا الزعيم عبد الكريم قاسم، أنا واختي المرحومة نزهت يونس، على عشاء في حديقة قاعة الشعب بباب المعظم، جنب وزارة الدفاع.. لما جلسنا على المائدة، كان هناك اطفال حفاة على السياج يلبسون " دشاديش" قديمة.. الاطفال بدؤوا يصرخون:" عبد الكريم بوسهه "، " كريم عليك الله بوسهن أثنينهن "، " بوسهه عبد الكريم"..!!.
وتواصل هيام  سرد القصة :" احمر وجه عبد الكريم من الخجل، والتفت نحو الاطفال، وقال " بابا عيب .. كافي ".
لكن الاطفال استمروا بالصياح :" بوسهه عبد الكريم ". فتقدم احد الجنود من الزعيم وقال :" سيدي أطرد ذولي الحفاي..؟. فقال له عبد الكريم " اذا هم حفاة، فالعار علينا احنه الحكومة مو عليهم.. خليهم براحتهم ".