المذيعة فريال حسين، من شاشة تلفزيون جمهورية العراق، واحدة من المعيات تربّعن على عرش محبّة المشاهدين، بوجه ملائكي ولغة سليمة.
تحدثت فريال لـ "الصباح" عن احتفاظها برنين
نبرة الصوت، برغم العمر وتوالي السنين: "حافظت على صوتي، حتى بعد ابتعادي عن العمل الاذاعي والتلفزيوني، بالقراءة بصوت مسموع قائلة: "أهم مرتكزات الفن والثقافة، هي حب العمل والحرص على إنجازه في الوقت المطلوب والتعاون مع الآخرين". وأشارت الى أنّ: "التحدث بلغة غير الأم، وخاصة الانكليزية، امر ضروري لكل إنسان، ودراستي للادب الانكليزي أفادتني، في الاطلاع على ثقافات الشعوب، وتوسيع دائرة معارفي وتوفير فرص عمل في الإعلام الغربي" مؤكّدة: "الصدفة قادتني الى الشاشة؛ إذ كنت في زيارة لصديقتي النحّاتة اعتقال الطائي.. مقدمة برنامج "السينما والناس" والرسّامة سناء التميمي.. مقدمة برنامج "المجلة الثقافيّة" مع المخرج الراحل رشيد شاكر ياسين، الذي عرض عليَّ فكرة العمل في التلفزيون، فأجرى لي اختبارا لمدة عشر دقائق ونجحت".
موضحة: "مارست التخصصات الإعلاميّة كافة، كمذيعة ربط وقراءة نشرات الاخبار ومواجيزها، لكن وجدت نفسي في البرامج الحواريّة.. الثقافيّة، معدةً ومقدمةً: "لوحة وفنان" و"من المكتبة السينمائية" و"آفاق الفن" مع نوري الراوي، و"حروفنا الجميلة" الذي حصل على الجائزة الاولى كافضل برنامج في مهرجان التلفزيونات العربية بمصر 1976"، مواصلة: "أعددت برامج لمذيعات أخريات، منهن الراحلة خمائل محسن: "رحلة مع الالحان" و"المجلة الثقافيّة" أعدها بمساعدة أدباء وصحفيين، ترافقني في التقديم الراحلة لمى سعيد".
ونوّهت: "أشعر بالفخر؛ لأرشفتي التشكيل العراقي تلفزيونيّا، بمقابلات يستمر عرضها خمسين دقيقة، في برنامج "لوحة وفنان" مجرية 250 مقابلة مع فنانين ونقّاد، منهم فائق حسن واسماعيل الشيخلي ومحمد غني حكمت وخالد الرحال وسهام السعودي ونهى الراضي وسعدي الكعبي وجبرا ابراهيم جبرا وفاروق يوسف ورافع الناصري ومي مظفر، والقائمة تطول" متمنية: "أن أجد هذه الأشرطة؛ فهي تؤرّخ للتشكيل العراقي".
أمّا عن المؤهلات الضرورية التي يجب أن يتحلّى بها المحاور، فبيّنت: "الثقافة الواسعة، والتعرّف بشكل عميق على ثقافة الضيف، وخلق جو من الود والاستقرار النفسي، ينعكس ايجابيا على الضيف"، ملمحة: "تعدد القنوات الفضائيّة، يتيح للمشاهد حرية الاختيار، بينما في السابق كان محكوما بقناتين، تطاردانه بالبرامج السياسيّة".
واستفاضت: "في المجتمعات العربية، رسالة الإعلام مسيّسة، يغلب عليها الكذب والنفاق وتجميل صور الحكام، واستغباء المشاهد"، كاشفة: "تعرّضت مذيعات للاعتقال والتحقيقات الامنية وحتى التصفية الجسدية والضغوط النفسية، التي تسبب معاناة لنا ولعوائلنا؛ جراء ردّة فعل تلقائيّة بالضد من ذلك".
أمّا عن المواقف المحرجة فقالت: "عشت فزعا بسبب حروق، نتجت عن انفجار الاضاءة قرب رأسي في استوديو البث، قبل ظهوري بثوانٍ؛ ما سبب ضجّة في الاستوديو وادارة التلفزيون والمسؤولين في الوزارة؛ لتأخر ظهور المذيعة في تقديم فيلم السهرة.. وعانيت ألم الحروق في وجهي ويدي وشعري متداركة الموقف بعد دقائق وظهرت على الشاشة، أستعرض البرامج والفيلم وأنا ارتجف خوفا"، مؤكّدة: "المذيع بلا ثقافة مكشوف أمام المشاهد، خاصة بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تلتقط مواقف المذيع، ويصبح مادة للتندر أينما يكون وتطيح بمركزه بسهولة".
واعلنت: "قراءاتي متنوّعة، ضمن منهج.. التزم ما يتعلق بالروايات التي تعكس حياة وتاريخ الشعوب؛ إذ قرأت الاداب الصينية والهندية وتاريخ الأديان، وينصب اهتمامي حاليا على الكتب البحثيّة، التي ألّفها الشاعر د.خزعل الماجدي"، مكملة: "أنا إنسانة هادئة متروّية بأحكامي قارئة جيدة، لكن ندمتُ على شهرتي في مجتمع تسوده الذكوريّة واستبداد الفكر الغيبي، وهما عنصران اساسيان في تجهيل المجتمع وهروب العقول النيرة خارج
الحدود".