لم يعد امام مدرب نادي النفط حسن احمد أي خيار ثانٍ غير الفوز على ضيفه الهلال السعودي في مباراة العودة لحساب دور الـستة عشر من بطولة كأس زايد للاندية الأبطال ، حيث يقام هذا اللقاء في مدينة أربيل ويحتضنه ملعب فرانسوا حريري، إذ لم يتمكن أحمد من قراءة مجريات المباراة ووضع الحلول المناسبة لمنهجية الفريق السعودي الذي لعب بنظامي لعب (4-3-3) و (4-2-3-1) واعتمد على مبدأ اللامركزية في تحركات الثلاثي الخطير (اندري كاريلو و كارلوس إدواردو و سالم الدوسري ) في الامام ولاسيما في طرفي الملعب وكان الغرض الحقيقي من ورائها، تفريغ المساحات وفسح المجال الى الظهيرين محمد البريك في جهة اليمين وياسر الشهراني في جهة اليسار للتقدم وتشكيل زيادة عددية في دفاع النفط وعكس الكرات الى منطقة جزاء الحارس مصطفى سعدون وقد شكلت هذه اللامركزية والسرعة في تغيير المراكز مشاكل دفاعية لرباعي الخلف احمد عبد المجيد وعصام ياسين ورعد فنر وبيار أبو بكر بالإضافة الى لاعبي الارتكاز ليث تحسين وقاسم زيدان في معرفة واجباتهما الساندة في الشق الدفاعي كما اسهم تراجع لاعبي النفط المبالغ به الى مناطقهم الدفاعية في منح الفريق السعودي الحرية في تدوير الكرة واتقان عملية تبادل المراكز بين اللاعبين الثلاثة الذين كانوا بحاجة الى مراقبة ومتابعة وتفعيل الأدوار الدفاعية للاعبي الطرف مازن فياض وعماد عبد الزهرة وقد تسبب ببعض الأخطاء الدفاعية.
كنو وعطيف في التحضير
لقد تمكن مدرب الهلال جورجي جيسوس في اللقاء الاول من توظيف لاعبيه بشكل مثالي وهنا بات لزاما على المدرب حسن التعامل بشكل مغاير مع تحركات اللاعب محمد كنو وسط ميدان الهلال وصانع العاب الثاني في الفريق الذي كان بفعل بيضة القبان في لقاء الذهاب عبر تمركزه الصحيح واعتراض الكرات والافتكاك البدني في الكرات المشتركة وتدخلاته في اكثر مناسبة مع وليد كريم بالإضافة الى اجادته العاب الهواء والتمرير القصير وفوزه بالصراعات الهوائية بحكم طوله الفارع وأيضا اجادته التغطية والحصول على الكرة الثانية في المباراة السابقة ولم يتعرض الى أي ملازمة بغية شل حركته ومنعه من الاستلام والتسليم في مختلف ارجاء الملعب، علماً ان اغلب الكرات التي كانت تصله من المدافعين لحظة البناء يستلمها بطريقة الوقوف العكسي أي انه يعطي ظهره للاعب المنافس ويجب ان تتم مراقبته لحظة البناء من قبل احد اللاعبين زياد احمد أو وليد كريم وذات الكلام يقال عن لاعب الارتكاز عبدلله عطيف منسق الهجمات مع كنو والذي دائما ما يبحث عن الجناح سالم الدوسري او الظهير الإيسر ياسر الشهراني او البيروفي اندري كاريلو لتمرير كراته لحظة البناء وفتح طرفي الملعب وقد مرر العديد من المناولات الى طرفي الملعب بالإضافة الى تراجعه كمدافع خامس الى جانب رباعي الدفاع عندما كان يشن النفط هجماته رغم شحتها وربما يفكر المدرب جيسوس بزج متوسط ميدان المنتخب السعودي سلمان الفرج في هذا اللقاء الى جانب كنو في منتصف الملعب وما يمتلكه من مقدرة في الفوز بالكرات واعتراضها والمشاركة في صناعة الهجمات علاوة على الحل الفردي.
كاريلو وإدواردو واللامركزية
البيروفي اندري كاريلو نشط في الامام بصفته لاعب وسط يمين، فقد كان يستلم الكرات في العمق وبالقرب من منطقة الجزاء أي في المساحة المحصورة بين خطي الدفاع ووسط النفط لأنه دائم التغيير وقد احرز الهدف الثاني وكان فاعلاً في جهة بيار أبو بكر ومرر العديد من الكرات العرضية الى منطقة الجزاء واحيانا كان يفرغ المساحة الى زميله المنطلق من الخلف الظهير محمد البريك وأيضا كان يتراجع الى الخلف لقطع الكرات من أمام مازن فياض، كما أجاد المراوغة والتخطي وتسريع اللعب في الهجمات وهو بحاجة إلى مراقبة مشتركة بين الظهير وأحد لاعبي الارتكاز او الطلب من مازن فياض اعتراضه عندما يكون في طرف الملعب ولا يقل الجناح البرازيلي كارلوس إدواردو خطورة عن زميله كاريلو وقد تميز ايضا باللامركزية في التموضع واللعب في طرفي الميدان واسهم بصناعة هدفين من اهداف الهلال الأربعة في الشوط الاول وكان محور لعب الفريق السعودي في جهة اليسار وشكل عبـأ كبيراً على احمد عبد المجيد وليث تحسين واستطاع تمرير الكرات خلف رباعي الدفاعي الى زميله غوميز وفي الشوط الثاني انتقل الى جهة اليمين ليشكل ثنائيا مع الظهير البريك و كاريلو وقد ارهق لاعبي النفط بكثرة تنقلاته وتحركاته خلف المدافعين مع العودة الى جهة اليسار حسب الفراغ .
الدوسري وخريبين
في حين لم يؤد سالم الدوسري دور الجناح التقليدي بل كان أيضا دائم التحركات والتغيير ومن ثم التحول الى لاعب وسط يأتي من خلف المهاجمين بفضل سرعته واجادته لحالات التخطي مع الكرة وتفريغ الجهة الى الظهير ياسر الشهراني او مع البديل حسن كادش او كارلوس إدواردو وهذا ما أفشل التنظيم الدفاعي لنادي النفط وتجميد فاعلية الادوار الساندة لعماد عبد الزهرة او ليث تحسين وقاسم زيدان، اما في خط الهجوم فأنه من المرجح مشاركة الهداف السوري عمر خريبين في هذا اللقاء على الرغم من تصريحات النادي السعودي بقرب اعارته ويبقى هذا اللاعب من أخطر الهدافين في اسيا والعرب وتكمن براعته في انهاء الهجمات والانتقال السريع والتحرك نحو الفراغ في الهجمات المرتدة والتحرك من دون كرة او ربما يرغب المدرب البرتغالي في الإبقاء على الهداف غوميز الذي سجل أحد اهداف اللقاء في مرمى النفط في مواجهة الذهاب في الرياض.
زبدة القول
مدربنا المجتهد الشاطر حسن بات مطالباً برد الاعتبار للكرة العراقية على المستوى العربي بعد الخسارة الكبيرة في مواجهة الذهاب وقوامها أربعة اهداف نظيفة إذ لم يظهر ممثلنا في التجمع بمستواه المعهود وكأن في جعبته الكثير على الرغم من الفوارق الفردية والمهارية والفنية ما بين اللاعبين وما يضمه الزعيم من أسماء محترفة واخرى تشكل ركائز أساسية في المنتخب السعودي لكن ثقتنا كبيرة بهذا المدرب الطموح في دراسة الفريق المنافس بشكل جيد كل حسب خصائصه الفنية والخططية وإيجاد توليفة مثالية جديدة علها تحد من خطورة الفريق الشقيق وفق ما هو متاح من اللاعبين والبدلاء.