إرتفعت أسعار النفط ،أمس الأربعاء، قبيل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الأسبوع المقبل، الذي من المتوقع أن يقرر خلاله الأعضاء شكلا ما من أشكال خفض الإنتاج، لمواجهة تخمة تلوح في الأفق.

وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 44 سنتا توازي 0.7 بالمئة إلى 60.65 دولارا للبرميل بحلول الساعة 01:48 بتوقيت غرينتش.

وصعد كذلك خام غرب تكساس الوسيط الأميركي مسجلا 51.88 دولارا للبرميل، بعد أن زاد 32 سنتا تمثل 0.6 بالمئة.

وعلى الرغم من الزيادة المتحققة يوم الاربعاء، فقد انخفضت أسعار النفط بأكثر من 30 بالمئة منذ أوائل تشرين الاول الماضي ، تحت ضغط بوادر على تخمة في المعروض، وضعف الأسواق المالية على نطاق واسع.

ويوازي هبوط الأسعار منذ تشرين الاول تراجعها في 2008، لكنه أكثر انخفاضا مما كانت عليه في 2015-2014.

 

اجتماع أوبك

تجتمع منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" في السادس من كانون الاول المقبل في العاصمة النمساوية فيينا، لمناقشة سياسة الإنتاج مع بعض المنتجين من خارجها، ومن بينهم روسيا.

ويأتي اجتماع "أوبك" في أعقاب قمة لزعماء مجموعة العشرين في بوينس أيرس يومي 30 من الشهر الحالي والأول من كانون الاول المقبل ، الذي سيبحث على رأس جدول أعماله الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وكذلك السياسة النفطية.

وفي حين يتوقع معظم المحللين أن يتمخض اجتماع "أوبك" عن خفض في الإنتاج، فإن المعنويات في أسواق النفط لا تزال سلبية.

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين بمجموعة (سي.إم.إي)، إريك نورلاند، في مذكرة بحثية: "التجار لا يزالون يركزون في خياراتهم على المخاطر النزولية، في أعقاب انخفاض نسبته 30 بالمئة في خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي".

 

تباطؤ التجارة

يساور الأسواق العالمية القلق من أن يتسبب تباطؤ التجارة العالمية نتيجة للنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، فضلا عن تراكم الديون وقوة الدولار في الضغط على الأسواق الناشئة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكد الاثنين عزمه على زيادة الرسوم الجمركية العقابية على ما قيمته مئات مليارات الدولارات من السلع الصينية المستوردة، كما هو مقرر في العام المقبل.

وقبل أيام على لقاء مرتقب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، تعهد ترمب أيضًا فرض رسوم على كل السلع المستوردة من الصين في حال فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

وقد فرض ترمب رسومًا على أكثر من 250 مليار دولار من السلع الصينية - تمثل نحو نصف إجمالي السلع المستوردة في كل عام - في مسعى إلى الضغط على الصين لتغيير قوانينها التجارية. في السياق نفسه قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصيني إن بلاده تأمل أن تلتقي الولايات المتحدة بها في منتصف الطريق وأن تدفع الاجتماع المقبل بين رئيسي البلدين لتحقيق نتائج إيجابية.

وأدلى المتحدث قنغ شوانغ بالتصريحات في إفادة صحفية تعليقا على الاجتماع المقبل بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة مجموعة العشرين.

وفي رده على سؤال عن تصريحات ترامب حول الصين التي قال فيها إنه "من غير المحتمل إلى حد كبير" أن تقبل الولايات المتحدة طلبا صينيا بتأجيل زيادة الرسوم الجمركية، قال قنغ إن الصين أكدت مرارا على أن جوهر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة هو التعاون متبادل النفع والمربح للجانبين.

وأضاف أن الصين مستعدة لحل القضايا الاقتصادية والتجارية عبر الحوار والتشاور على أساس الجدية والمساواة والصدق والوفاء، مشيرا إلى أن الصين ستحمي بقوة مصالحها وحقوقها المشروعة.