علي الباوي
يتحتم قبل كل اعداد مراعاة الظروف النفسية والتداعيات التي تحيط بالاعداد فبنية المشكلات الرياضة العراقية تتمحور في الجذر العلوي والذي هو بكل تاكيد اتحاد الكرة وما يحيط به من اوضاع غير صحيحة.
اليوم نخاف بشدة على منتخبنا الوطني وهو يخوض غمار منافسات التصفيات المزدوجة المؤهلة الى كأس العالم 2022 وبطولة امم اسيا 2023 وفي الوقت نفسه نشعر بالاسى البالغ للنتائج الخارجية التي راوحت في التراجع منذ اكثر من عقد، وآخرها الوداع المخيب لفريقين يعدان من اعرق الاندية العراقية وهما الزوراء والشرطة، واللذين لم ينفع معهما لا دعاء الامهات ولا غيرها من ادعية.
عندما نرجع بالاسباب التي ادت الى هذا التراجع الخطير لابد من النظر الى الجذر المتخبط وهو الاتحاد الكروي وسلوكه اتجاه نفسه واتجاه الرياضة العراقية.
لا يمكن ابدا ان نلعب بشكل جيد ونحن لا نملك القواعد والاسس المهنية الصحيحة لهذا الغرض .
لا يمكن لاي فريق مهما ساندته الاقدار ودعمته الحظوظ معززة بدعاء الامهات ان ينجح وهو يعاني من صراعات تتصل بالبنية العالية لاتحاد الكرة.
لاشك ان ما نواجهه اليوم من تشظي هو نفسه ما نراه في ميادين اخرى كالسياسة والاقتصاد.
فليس من المنطقي ان تكون لدينا رياضة متفوقة اقليميا وقاريا ونحن دولة تعاني من مشكلات خطيرة في شتى اطرافها.
ان بناء الرياضي الناجح يحتاج الى بنى تحتية واسعة والى تربية تسير على نسق واحد ولسنوات طويلة الى ان تنتج اجيالا واجيالا من اللاعبين وهذا يعني زيادة الانفاق والاهتمام بالرياضي من قبل الدولة وزيادة التخصيصات المالية وبناء الملاعب والتخطيط لتنمية الالعاب وهذا كله يحتاج الى اتحادات فاعلة وسليمة العقل وتملك خططا سوية لبناء جسم الرياضي العراقي.
من غير المفيد الرهان على ما نحن عليه فعندما نعد فريقا بارتجال ونذهب به الى البطولة الفلانية ونطالبه بانجازات ثم نتفاجأ بمستواه الهابط بل والمخزي لنعود مرة اخرى ونقترف الذنب نفسه بان نرسل فريقا ونتبعه باخر .
لا جدوى من الحلول الترقيعية فرياضتنا تحتاج الى انفاق واسع والى عقلية طاهرة الخلايا واليد وتعمل من اجل سلامة الاجيال وقوة ارادتهم.
الرياضي الجيد هو الانسان الذي يملك الاصرار والارادة وينتج المعجزات.
فلو كنا نملك 1000 رياضي متفوق فمعنى هذا اننا خلقنا 1000 بطل .. بطل ليس في الرياضة فقط وانما في الحياة ليكون بعدها مرشدا وقائدا للاجيال الجديدة.