المستورد الرديء يحاصر منتجات شركاتنا الرائدة
ريبورتاج
2018/11/30
+A
-A
بغداد / سها الشيخلي - تصوير/ محمد احسان
يتصاعد طموح المواطن العراقي يوما بعد آخر في أن يرى صناعته الوطنية متداولة في الاسواق المحلية، بعيدا عن السلع والبضائع المستوردة الرديئة الصنع كون اغلب موادها الاولية معادة وغير خاضعة للتقييس والسيطرة النوعية، وبالتالي فهي مضرة بالصحة العامة، ويشير اغلب المعنيين بالتسويق الى ان المواطن تنقصه ثقافة الاستهلاك فهو يبحث دوما عن السلع الرخيصة مع ان عمرها الافتراضي قصير جدا، ومع كل هذا تواصل الشركات التابعة لوزارة الصناعة والمعادن تطوير وطرح منتجاتها ذات الجودة والمتانة، ومن بين تلك الشركات شركة ديالى العامة التي انشئت في العام 1978 وهي احدى شركات الوزارة المتميزة في مواصفات منتجاتها وتامينها متطلبات السوق العراقية منذ عشرات السنين وتتكون الشركة من المعامل التالية: - معامل المحولات (القدرة والتوزيع) وتصنع المحولات حسب حق المعرفة لشركة ميتسوبيشي اليابانية.
- معمل انتاج المقاييس الكهربائية الذي ينتج حسب حق المعرفة لشركة لاندزاندركييرالسويسرية والمقاييس الالكترونية المنتجة حسب حق المعرفة الفنية المشتراة من شركة السويدي الكتريك وبامتياز من شركة اسكر اميكو – مصر.
- معمل انتاج القابلو الضوئي المنتج حسب حق المعرفة من شركة روزندال النمساوية.
- خط انتاج المحطات الصندوقية بالشراكة مع شركة الابتداء المحدودة وبامتياز من شركة شنايدر الكترك الفرنسية العالمية.
معامل اخرى بانتظار فرص استثمارية لتشغيلها وتطويرها من قبل شركات متخصصة لانتاج المراوح السقفية والمكاوي البخارية وشمعات القدح ومعمل لانتاج غازي الاوكسجين والاركون.
ويتساءل المواطنون :اين انتاج شركة ديالى من المراوح السقفية والمكاوي البخاري التي كانت عالية الجودة؟.
شركة ديالى العامة
التقت صحيفة "الصباح" بالمهندس محمود عبد الرزاق يعقوب مدير التسويق في شركة ديالى العامة الذي تحدث قائلا:
منتجات شركتنا خاصة باحتياجات وزارة الكهرباء تحديدا والتي تتمثل بالمحولات بانواعها من محولات توزيع الى محولات قدرة ومحولات التوزيع تنتج في معمل مختص، ومحولات التوزيع تقوم بتحويل سعات ضخمة تصل الى 132 (كي في) ومنتجنا هو منتج عالمي وتعد شركتنا شركة ستراتيجية ، ومنتجاتها تغطي والحمد لله الكثير من احتياجات السوق العراقية ، وتنتج شركتنا سنويا 6 الاف محولة.
ويقول يعقوب : لدينا اشكالية في عملية التسويق وهي ان احتياجات وزارة الكهرباء لم تتوضح لدينا وهذا من اهم المعوقات في عملنا، وكانت الشركة تنتج المراوح بانواعها وكذلك المكواة الكهربائية البخارية سابقا، وحاليا لا نستطيع الان المنافسة في السوق بعد ان تم فتح الاستيراد بصورة غير طبيعية من دون النظر لمتانة وجودة المنتج المحلي، ولكننا حصلنا على حماية للمحولات والمقاييس، وسنحصل على حماية للمقياس الالكتروني، وهو مرحلة متطورة من المقياس الكهربائي المستخدم لدينا سابقا، كما قمنا بتحديث خطوطنا الانتاجية من المحولات والمقاييس، ولدينا منتج آخر هو القابلو الضوئي الخاص بوزارة الاتصالات.
ويلفت يعقوب الى ان الطلبات واحتياجات السوق غير واضحة وليس هناك تواصل مباشر بين وزارات الدولة ولا توجد خطة موحدة للعمل لكي نعرف ما هي الاحتياجات الفعلية لكي نعلم كيفية تغطية احتياجات السوق، والان نغطي اكثر من 50 بالمئة من احتياجات وزارة الكهرباء، وكانت كل احتياجات وزارة الكهرباء سابقا من شركتنا وكانت تشكل انذاك نسبة 100 بالمائة، ونعاني من مشكلة الاستيراد المفتوح وحصلنا على قرار حماية المنتج من مجلس الوزراء وهو بحاجة الى التفعيل من قبل الدوائر المعنية ومنها الجمارك وغيرها.
ويضيف ان من مشاكل التسويق الاخرى هي عدم توفر السيولة المالية فوزارة الكهرباء لسنوات ماضية لم تتوفر لديها السيولة وتضطر للشراء بالآجل مما تترتب على ذلك ديون عليها، وهي الان بحدود 70 مليار دينار وكذلك عدم وجود التخصيصات المالية.
واكد يعقوب انعدام منافذ تسويقية مباشرة كون منتوج الشركة اجهزة ثقيلة وهي بالاطنان اما المنتجات المنزلية ومنها المراوح والمكواة فهي متوقفة الان بسبب عدم مواكبتنا للسوق وانفتاح السوق غير الطبيعي، اما عودة نشاط الشركة السابق فتعيقه عدة عوامل من بينها عدم استقرار الكهرباء في المعامل.
شركة ابن ماجد
شركة ابن ماجد العامة للصناعات الهندسية الثقيلة احد تشكيلات وزارة الصناعة والمعادن، ومقرها الرئيس في البصرة الا ان عملها ممتد على طول المحافظات، ولديها في بغداد مصنع للزوارق وهو (ذات الصواري) في التاجي، وانتاجها غيرنمطي، ومن اهم اعمالها التنفيذ الموقعي لمد شبكات النفط والغاز، كما تقوم بالتنفيذ الموقعي لشبكات الماء ونصب الهياكل للجسور والابنية والمسقفات والمقاطع الحديدية لمنصات وارصفة تصدير النفط الخام، وتنفيذ ومد شبكات الانابيب من مختلف المواد كالحديد والبولي اثلين المستخدمة في نقل الماء الصافي والماء الخام ونقل مياه المجاري ، وتصنيع وتجهيز الاعمدة المستخدمة في خطوط نقل الطاقة الكهربائية، الضغط العالي والضغط الواطئ وتصميم وتنفيذ الجسور الثابتة والمتحركة وذات الفتحات الملاحية والعائمة بكافة انواعها واحجامها، وكذلك نصب الاجزاء الضغطية للمراجل البخارية لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، كما تنتج الشركة خزانات تستخدم في مجال خزن الغاز السائل والمبرد ومياه الشرب والسوائل الصناعية، وتصنع ابدان الزوارق والقطع البحرية والنهرية للاستخدامات المدنية والعسكرية ومن مختلف المعادن وتصنع زوارق دورية وسياحية وزوارق اطفاء وزوارق ربط وزوارق المدفعية وزوارق البحرية وتنتج ايضا (بانطونات) لنقل السوائل والمنتجات النفطية كما تنتج المراجل البخارية لغاية (10) أطنان.
التقت صحيفة "الصباح" برئيس قسم الجودة الصناعية المهندس محمد ياسين نزال في الشركة المذكورة فتحدث قائلا:
انتاجنا غير نمطي وغير محدد، واغلب عملنا يتناول المعدات النفطية منها الببلاين ومد شبكة انابيب والخزانات بمختلف انواعها واحجامها والعازلات والمبادلات الحرارية، ولدينا مصنع متخصص في مقر الشركة في البصرة اسهم في زيادة انتاج النفط من خلال مد شبكة انابيب وانشاء محطات العزل والفصل ومن خلال انشاء خزانات بمختلف الانواع والاحجام.
ويلفت المهندس نزال الى ان انتاج الشركة قد ازداد خلال السنوات الخمس الاخيرة وقد وصل الطلب على انتاجنا اكثر من نسبة 80 بالمائة عن السابق وهذا مؤشر جيد وهذه النسبة في ازدياد وشركتنا اول شركة في الوزارة حصلت على شهادة الجودة الدولية (الايزو) لجميع مصانعنا.
اهم المعوقات
وبين المهندس نزال ان اهم معوقات العمل هو الروتين الاداري بما في ذلك الموافقات وكتابنا وكتابكم الذي يستغرق فترة طويلة، ونحاول بعد حصولنا على شهادة الجودة الدولية تقليص هذا الفارق باسرع وقت ممكن، وقد صدر كتاب بالزام جميع وزارات الدولة باعطاء العمل والعقود الى شركات وزارة الصناعة الا في حالة اعتذار الشركة فيذهب العمل الى القطاع الخاص، ومع ذلك لا زالت بعض الاعمال يكلف بها القطاع الخاص بينما لدينا كل الامكانيات والقدرات والتصاميم التي لا يمتلكها هذا القطاع، ولدينا منتسبون بالالاف ونحن نعمل بنظام التمويل الذاتي وهناك شركات تزاحمنا في العمل خاصة في جنوب العراق .
ويؤكد نزال ان الشركة رائدة في عملها وتتعاون مع كبريات الشركات العالمية منها شركة (دامن) الهولندية في الصناعات البحرية وهي شركة رصينة ونحن من الشركات المتميزة بالقوى البشرية، ولدينا جميع المعدات والاجهزة الحديثة، ونعمل مع كبريات الشركات العالمية منها شركة (بي بي) وشركة (اكسموبيل) التي نعمل معها في ابار النفط ومد الانابيب والمحطات في غرب القرنة والشعيبة والرميلة وشركتنا مختصة بصناعة الزوارق والبانطونات وصناعة الحفارات النهرية لصالح وزارة الموارد المائية، وهي اول شركة عراقية وعربية على مستوى المنطقة في صناعة الحفارات النهرية.
واضاف نزال ان قوانين الاستثمار طاردة للمستثمر وليست جاذبة له نتيجة ضعف التسهيلات مع وجود روتين اداري معطل للعمل، ومعوقات مصرفية، ومن الضروري سن قوانين جديدة تسهل عملية الاستثمار.
وطالب نزال الحكومة الجديدة بتقليص الروتين لمواكبة التطور الذي قطعته
اغلب الدول.