آلية المجاميع ستحرم أنديتنا من البطولات القارية

الرياضة 2020/01/29
...

قراءة / علي النعيمي
مرة أخرى نعود الى عشوائية العمل والتخبط في الرؤى عند رسم ملامح مسابقة دوري الكرة لهذا الموسم التي خضعت للعديد من عمليات التجميل والترقيع خلال الستة أشهر الماضية، لكن صدقاً لا نعلم هل فكر ممثلو الأندية الجماهيرية مثل الزوراء والقوة الجوية والشرطة كثيراً عندما وافقوا على هذه الآلية البائسة المتمثلة في "دوري المجاميع" المؤمل انطلاقه في الشهر المقبل؟ ودعونا نسأل ثانية هل فكرت هذه الأندية ملياً بشأن مشاركتها المقبلة في مسابقة دوري أبطال آسيا للموسم المقبل؟
 
 
 وهل لديها علم بأنّ الموسم المقبل ربما لن تكون هناك أي مشاركة عراقية قارية بسبب آلية المجاميع، بمعزل عن الاستثناءات المذلة والالتماسات المخجلة من اتحاد الشيخ سلمان؟ وقد أكلت كثيراً من جرف نفوذنا وهيبتنا وصوتنا في المحفلين العربي والاسيوي، هل تعلم تلك الأندية بحدوث تغييرات كبيرة وتنظيمات جديدة طرأت على تصنيف الدوريات الآسيوية ما أثر كثيراً في معايير هذه المسابقة التي تعد الأهم والأغلى من حيث القوة والمنافسة وعدد المحترفين؟ قطعا الإجابة ستكون (لا) لأن تلك الأمور لطالما كانت غائبة عن اذهان الإدارات الحالية التي لا يتعدى أفق تفكيرها الظهور كل يوم في وسائل الإعلام والتنظير المثالي للعمل الإداري والاهتمام بالمشاركات المحلية واستبدال المدربين وطريقة الحصول على الدعم المادي من قبل الوزارات؟.
 
معايير جديدة
لقد شدد الاتحاد القاري خلال السنة الماضية على معايير قوة الدوري وحث الاتحادات الآسيوية التي لديها دوريات محترفة بأن تنهض بواقعها الاحترافي وسوف يضاعف لها الأموال بسخاء كل ما حسنت موقعها في التصنيف الذي يعتمده الاتحاد الدولي عن طريق قسم التاريخ والإحصاء عند تقييم دوريات العالم، وقد بدأت تلك الاتحادات التفاعل إيجابا مع التوصيات اللازمة وتطبيق معايير مهمة، لعل من أبرزها وأهمها قوة المنافسة على لقب الدوري وكثرة الأندية المتنافسة، فضلا عن نتائج الأندية في البطولات القارية خلال آخر أربع مشاركات، وكذلك تقييم الحضور الجماهيري الكبير للمباريات طوال الموسم ولجميع المباريات، ما ينعكس ايجاباً على آلية توزيع المقاعد المخصصة للدول المؤهلة للمشاركة في دوري المحترفين الآسيوي، إذ أخذ بعين الاعتبار التزام الأندية بالتراخيص ومؤشر جدول الأعمال والتنظيم والرعاية والتسويق الإعلاني وعليه سيتم اعتماد توزيع مقاعد المشاركة في دوري الأبطال لنسختي 2021 و2022، بناء على التصنيف الأخير الذي صدر في العام 2019 للدوريات المحترفة في القارة، التي يلتزم بها الاتحاد الآسيوي وفقًا للأرقام المتاحة بالنقاط المجمعة حديثا بحسب قوة الدوريات في القارة أي وفق التصنيف الجديد سيتم تحديد المقاعد المباشرة، ومقاعد الدور التمهيدي او الحرمان من المشاركة بسبب عدم الالتزام بشروط المسابقة.
 
الاحتراف الدولي
لكن يبقى معيار الاحتراف الدولي وفق تقييمات الاتحاد القاري هو المؤشر الحقيقي لقوة المنافسة وخصص لها العديد من النقاط  ومنه ألا يقل عدد المباريات لكل فريق آسيوي وفق المعادلة التالية (مجموع عدد الأندية المشاركة في الدوري  - 1  x 2  = عدد المباريات المطلوبة في الموسم)  شرط الا تقل عن 27 مباراة على أقل تقدير او تقترب من هذا الرقم وأن تصل مدة مسابقة الدوري إلى 8 أشهر ويشمل إقامة حدث تنافسي ثان على غرار بطولة الكأس، فعلى سبيل المثال في الموسم 2019-2018 كان عدد الأندية في الدوري الأسترالي عشرة فرق واذا ما طبقنا المعادلة أعلاه ( 10 اندية-1= 9 x 2  18 =مباراة لكل فريق وبالتالي اضطر الاتحاد الأسترالي الى عمل ثلاث مراحل للدوري لكي يكون كل ناد قد لعب 27 مواجهة كي يحقق شروط الاشتراك في مسابقة كأس أبطال القارة وهذه المعادلة لا تتوفر حالياً في الآلية الجديدة المطبقة في دورينا، اذا ما وضعنا نصب أعيننا فكرة الاشتراك في البطولات القارية وتحسين قوة دورينا لأنه تم تقسيم الاندية 15 الى ثلاث مجاميع، كل مجموعة فيها خمسة أندية (5اندية-(8=2x4 =1يعني اننا بحاجة الى عمل ثلاث  مراحل  تنافسية كي نصل الى الحد الأدنى لشروط الاسيوي 24 مواجهة على الا تقل مدة المسابقة عن 8  أشهر وهذه لا تتوفر في الآلية الجديدة لا من حيث عدد المباريات ولا الوقت ولا حتى الحضور الجماهيري وبالتالي ستكون أنديتنا معرضة للحرمان في النسخة المقبلة بعيداً عن لعنة التوسل وكسر حياء المهني والتنصل من الالتزامات واسترحام لجان التراخيص, واستجداء لجنة الابطال واسترضاء واستعطاف الشيخ سلمان للحصول على استثناءات كما درجت العادة والتي رسخت فينا التخطيط الخاطئ والخدر الإداري والجهل في العمل والقصور في التفكير والرؤى.