ترجمة: ليندا أدور
توجه الناخبون السويسريون الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في استفتاء غريب وبعيد عن السياسة، نُظم مؤخراً، حول "قرون البقر"، القضية التي وضعت التقليديين في مواجهة مع المعارضين بعد اتهامهم بالنيل من مسألة تتعلق بصحة الأبقار وسلامتها.
فقد صوت الملايين ببلاد الألب في الاستفتاء الذي سيقرر ان كان من حق المزارعين الذين سيدعون ابقارهم تحتفظ بقرونها، التمتع بالاعانات المالية من أجل ديمومة هذا التقليد. اذ تمثل قرون الأبقار، ولأمد طويل، رمزاً للهوية السويسرية حالها حال الشوكولاتة والجبنة، اذ تعد مصدراً كبيراً للفخر الوطني. يقول يورغ كراتيغر، مدير بريغ سيمبلون للسياحة، "يتوق زبائننا لرؤية الأبقار بقرونها فهي جزء من صورة بلادنا"، لكن ثلاثة أرباع الابقار السويسرية تتم ازالة قرونها او تولد بدون قرون لاسباب تتعلق بالجينات الوراثية.
يصر آرمين كابول، (66 عاما)، المزارع والمعارض المعروف لعملية قص القرون وهو صاحب فكرة اقامة الاستفتاء، على المحافظة على "كرامة الماشية" منذ ثماني سنوات، مشيراً الى ان الابقار بدون قرون تكون ذات معنويات منخفضة، بقوله: "يجب علينا احترام أبقارنا بأن ندعها تحتفظ بقرونها فعندما تنظر اليها تجدها تشعر بزهو وترفع رأسها بفخر، لكن بدونها تشعر بالحزن" مضيفاً من مزرعته الصغيرة في شمال غرب سويسرا "ان "الاستماع الى بقراته أوحى اليه باطلاق مبادرته للحصول على دعم مادي لتوفير مساحة اضافية تتطلبها الأبقار المحتفظة بقرونها من أجل المحافظة عليها من ايذاء أو إصابة بعضها البعض أثناء الرعي.
أكد كابول بأن القرون هي بعيدة كل البعد عن كونها مجرد شكلٍ للزينة، اذ انها تساعدها على الاحتفاظ بدرجة حرارة أجسامها، في الوقت الذي يشير الخبراء الى انها تلعب دوراً في عملية الأيض. يطالب كابول في حملته بتخصيص ما مقداره 190 فرنكاً سويسرياً (أي ما يعادل 191 دولاراً أميركياً) لكل مزارع يمتلك حيواناً بقرون. يقول معارضو عملية ازالة القرون، عن طريق كي براعمها باستخدام الحديد المحمى، هي عملية مؤلمة وغير طبيعية، بينما يراها مؤيدوها بأنها ليست ذات آثار سيئة وتتعلق بسلامة الحيوان. يذكر أن الحكومة السويسرية حذرت من أن مبادرة كابول يمكن أن تستنزف ما قد يصل الى نحو 30 مليون فرنك سويسري من ميزانيتها الزراعية السنوية، اذ ان الابقار ذات القرون ستشكل خطراً أكبر على كل من الحيوانات والعاملين عليها، كما انها تتطلب مساحة أكبر". يقول كابول: "ما أريده فقط هو أن أمنح الأبقار والماعز صوتاً" فعندما فشل في توفير الدعم السياسي لحملته، قدم التماساً في العام 2014 والذي تطلب منه جمع 100 الف توقيع بهدف اطلاق مبادرته باجراء الاستفتاء لحسم الخلاف الدائر بشأن قرون الأبقار والماعز.
*صحيفة التلغراف البريطانية