نسيت اسمي هناك

ثقافة 2018/12/01
...

زهير بردى
كانت هناك ذاكرةٌ بفمٍ مطبقٍ بدون عناية, تلملمُ تجاعيدَها المتآكلة أبداً ليست تعتني بالضوءِ. لكنّها تجلسُ بلذّةٍ في حضنِ الظلام, تهزأُ بالحبِّ كلّ طيف يظهرُ من بعيد, يثقلُ ضجرها هي دائماً هكذا تهمدُ بإنتشاءٍ في عزلتها ,ماذا أفعلُ بها؟ وهي تتشتّتُ رماداً دائما
................
رفقا أيّتها الحلكة. أنا نسيتُ أسمي هناك في إضبارة أبجديّتها أرجلٌ وغبارها سخام أسود وحين أهمُّ بتنظفها  تختفي قطعة من ذاكرتي خفاش. وحين أنتشلُ أسمي من عبارةِ الظلام, أجدهُ بلا أبجديّة يحرقني ويقذفني في البحر. لأنّي كما يبدو صرتُ رثّاً لا أسم لي ولا أنقاض تدلّني عليَّ
................
صورةُ طفولتي باطمئنان كانت تقولُ لي. أنتَ فاتنٌ لا كلاب تركضُ كانت خلفك ولا سماء تبولُ عليك. كانت  كما كنتَ أنتَ تعتقدُ فأجلسُ رجاء ولا تتهوّر حين تنظرُ اليك وليكنْ مسقط فمك وأنت صغير. جسدٌ تنظرُ منه الى أرضٍ حين تعتلي أرضَك وهي تشخرُ تحت سرير
.................
جسدي يردّدُ باستمرار لو مرّة تركتني وحدي. لكنه استغل الفرصةَ مرّةً وخرجَ منّي ولأنّه خرجَ للمرّةِ الاولى ولا خبرة له في أيّ شيءٍ دوني فقد عادَ وكأنّه في قفص
............
الآن بين خطوتي والغروب شهوةٌ والموسيقى شتاءٌ طينه أوتار ثلج ومزمارهُ نار لا تملُّ من تعريةِ ذاكرةٍ.  تنامُ في فنجانِ قهوةٍ عتيق الآن نايٌ لم ينضج مفروشٌ بزخرفةِ الدخان .لم تنضج الى الآن. والآن القوسُ يطعنني بنصفِ رماد
.................
أمسحُ البحرَ بمنديلٍ صغير. والهواءَ بموسيقى التاريخ وهذيانِ العرّافات, أمسحُ النارَ بالحطب وشفةِ الورد
...............
ليست العينُ مدهشةً. أنا لا أثقُ بهكذا عيون. أحيانا تكتبُ جسدَك وأحيانا بلا شكٍّ. تخطيءُ ولا تتذوّقك وتترككُ بدونِ جسد
.............
أقفُ طويلاً أمام بقعةٍ بيضاء تحت جدارِ نافذةِ سيّدة رأيتها تدخلُ شقّتها ليلةَ أمس, ضوءُ شرفتها ينظرُ لي .ما زال يتربّصه ظلامٌ منذُ مزحةٍ منها ليلةَ أمس وأنا أتعثّرُ بنقاطٍ بيضاءَ تبلّلني
...................
لم أغادر المدينةَ فقط .ذهبتُ لمحطّةِ قطارٍ ليس لأنّي إبتعتُ تذكرةً ولم أصعد عربةً أيضاً. بل لأحدّق بالمسافرين ليس نكايةً أنْ أوزّعَ إبتساماتٍ, لكن أفعل ذلك من شدّةِ الثلج على معطفي المثقوب. يصفرُ مثل مؤخّرةِ حمار
.............
اتكأت بما فيه الكفاية على ذكرى بحجمٍ صغير.كحبّةَ رملٍ تعترضُ على سيرةٍ لفّقتْ باسمها 
أكاذيبا لم تكتملْ. وأنا لم أكن أكركرُ حينَ لمستُ إشراقةَ ضوءٍ منك, أنا كنت برائحتي أتكئُ وأمضي اليك .فدعيني أمضي بيدي وأغرسُ في أناملِك حماقتي  
............