السياسة مسرح الشارع
ثقافة
2018/12/01
+A
-A
الروائي والمفكر الفرنسي باسكال بروكنر في حوار صحفي:
ترجمة / عدوية الهلالي
ترجمة / عدوية الهلالي
روائي ، فيلسوف وباحث، بهذه الطريقة يتنقل الكاتب والمفكر باسكال بروكنر مابين بحوث شاخصة وملتزمة تتناول قضايا المجتمع وروايات تتخللها الغرابة والقلق ..بدأت هرة بروكنر بعد نجاح ثالث كتبه الصادر عام 1983 تحت عنوان مثير ( نحيب الرجل الابيض) وقد نال الكتاب جائزة مونتاني.. ويعتبر باسكال بروكنر اليوم من المفكرين الذين يسبحون ضد التيار كما تبين أعماله الكثيرة الناقدة للايديولوجيات المهيمنة في فرنسا.. في حوار أجرته معه مجلة الاكسبريس الفرنسية أجاب الكاتب على أسئلة تتناول الأصناف الادبية التي يخوض فيها ومنها :
* هل تتطور الرواية – في نظرك – كأسلوب ذاتي اكثر من المقالات والبحوث النظرية ؟
- ينبغي علينا ابتكار اسلوب جديد في الرواية ، والذي لايناسب البحث النظري بالتأكيد ، نحتاج في المقالات والبحوث الى اسلوب يروي قصص العالم ، اما الرواية فتحتاج الى أسلوب مرن يبنى على تلك القصص ، ويرافقه الخيال ليقول الكثير من الأشياء التي تختبئ خلف شخصيات يمكن للكاتب أن يمر من خلالها الى أعمق رغباته ، فالرواية لها بعد ذاتي واذا كان لابد لها أن تكون محض سرد، فهذا هو الجزء البعيد عن الذات فيها ، أما البحث والمقال السياسي فيحتاج الى
الموضوعية ..
* ماهو الصنف الأدبي الذي تتميز فيه بقوة أسلوبك ؟
- لدي ميل للأدب الرائع ، في روايتي الجديدة ( عام ويوم) الصادرة عن دار غراسييه للنشر ، يمكن اكتشاف هذا النوع ، انه يربكني ويفتتني . على الطاولة قرب سريري ، توجد روايتان تمنحاني القشعريرة في كل مرة افتحهما ..( ملكة البستوني ) لبوشكين ، و( الستارة القرمزية ) لدورفيللي ، اذ يبدأ الافتتان بانزلاق رقيق نحو عالم يشوش الحياة اليومية ويخل بنظامها ، وبالتدريج ، ينمو عنصر القلق وينتهي بانغماسنا في
الفوضى ..
* أسلوبك في الكتابة يبدو مسكونا بمشهد متكرر ..العاصفة الثلجية ؟
- عندما تفتح كتابا ، ستدخل الى عالم لايمكنك السيطرة عليه ، وفجأة ، يمكنك الهرب ..صحيح ان عاصفة الثلج هي مشهد قوي لدي ، انها مساحة فوضوية حيث يتوه المرء ولايمكنه معرفة الاتجاهات ، كل المعالم تكون مضطربة ، ثم يفتح الباب فجأة على عالم جديد لايكون بالضرورة جيدا دائما ..
* بعيدا عن الافتتان ، هل يقوم المقال – وعلى النقيض من الرواية – بتجسيد الصرامة في فك شفرة الواقع ؟
- أنا باحث ، وهذا يعني انني أسعى الى الوضوح ، لأن الهدف من المقال والبحث هو الخط الواضح والشفافية ، فهو ممارسة للصدق الفكري من اجل العثور على كلمة دقيقة لجعل الفكرة اكثر وضوحا ، ولبلوغ ذلك ، ينبغي على المفكرين الفرنسيين تبني مواضيع واسعة ، سياسية وبيئية واقتصادية لايضاح موضوع معقد وجعله مقبولا عند عامة
الناس ..
* ماسر اختلاف الاسلوب مابين الكاتب والمفكر ؟
- بصفتي روائيا ، أحاول الغوص في الظلمات ، اما بصفتي فيلسوفا ، فانا أحاول بلوغ الضوء أي ( الوضوح) ..
* ماهو النمط الأدبي الذي يقترب من الحياة السياسية الفرنسية ؟
- السياسة الفرنسية أشبه بـ ( مسرح الشارع ) ، فهي عبارة عن كوميديا برجوازية ، أما السياسة الاميركية بالمقابل ، فهي روح مجنونة تعبر عنها وسائل الاعلام لتصور دونالد ترامب مخلوقا مسرحيا دراميا ..
عن مجلة الاكسبريس الفرنسية
