أحياناً.. وربّما

ثقافة 2020/02/08
...

بغداد/ مآب عامر
 
صدرت حديثاً عن دار الشؤون الثقافية- وزارة الثقافة وضمن سلسلة شعر المجموعة الشعرية «أحياناً.. وربّما» للشاعر مهدي القريشي، وجاء في الإهداء: (ما يشبه المقدمة.. إلى أمي لميعة عباس/ غطائي أزرق/ وإزار أمي أسود/ كلما يختلس الليل ثيابه/ نكاية بأمي/ تفصّل أمي روحها قطعاً/ تخيطها 
بضفيرتها).
وتضمن الإصدار قصائد كثيرة، من عناوينها: (بلاغة الوضوح، بُعدك يشعرني بالبرد، أنت اللحظة.. لست أنت، خفة الهواء، رغوة الوقت، نكايات، سيرة عصفور، أصدقاء، وثائق، فنطازيا، عمار المسطر، منقار الحرب، بنكهة الوطن، شال أصفر، امرأة غامضة، اعتراف، وغير ذلك)..
ففي قصيدة بعنوان «أحياناً ... مرتبك أنا» يقول الشاعر: (أحياناً أرتكب المعصية/ لأنني لم أقرأ ما كتبته العاصفة/ ولأنّها سريعة في توزيع بذاءاتها/ لم تمنح الوضوح فرصة للتأمّل/ فكّرت كثيراً .../ كل فكرة استنشقت جنون الأخرى/ فكّر قدري أن يضيف ماضيه/ ألبسني جلبابا من وبر الإبل/ واسمعني وقع حوافر ليل/ فكّرت بالحرية / الخجل فتت جسدي قبل ان أتذوقها/ فلم يبق لي سوى استدراج الصمت/ وسالت وجهة نظري نحو مستقرها/ سأعلق أفكاري 
كزينة..). 
أما في قصيدة «جماهير الترفك لايت» يقول الشاعر مهدي القريشي: (الأرجل تتناسل/ تطوي عناء الأرض/ وتستنطق قهر الماضي/ وتتبادل التحايا بمهارة ناسك/ السماء بعد أن زمّت ضروعها/ وعدتهم بشواطئ/ ومرايا باذخة الشهوة/ يشهونها صوب رماله/ وال آه ... ألم يتسع/ يستحوذ على الجهات الخمس/ ويسبح بعدها هواء فاسداً/ فيما الاخرون مرتدين ما في الغيمة/ فعلامَ نمحو أهداب الفرح/ ونرمم أجسادا ترتعش في كل الفصول؟)
أما في قصيدة «غيمة بلا مزاج» فيقول الشاعر: (الضوء، الضوء، الضوء/ بدأ يؤرقني/ زيته فاسد وفاقد سولاف ثمالته/ هذا المنسكب باستقامة زاهد/ والمتراقص مع همهمات سريري/ المتدلّي بخيط أهوّن من علاقة مجنونين/ إلى أين يريد بي؟ / فالطريق شاسع بدون غيمة بلا مزاج/ والرياح أطفأت زهو نشيده وأزقته بعصير حكمته/ والصرخات ذات أفواه معطوبة بزفير أصفر/ في كل المحطات ثمة طريق ليس على مقاس قدمي/ لذلك: أعمدة الكهرباء امتهنت الصمت/ والباعة مؤيّدون على الأرصفة/ والشحّاذون مجرد مصادفات..). 
ويقول القريشي كذلك في قصيدة بعنوان «قبل سقوط المطر.. بعد هطول الشعر»: (المطر الذي في الأعالي/ المطر الحالم يغور في تشققات احلامنا الجافة/ المطر الصاعد من شهيق البحر والمتمرد على هدوئه/ المتطاير من افواه الامهات الثكالى ممزوجا بلوعة تشبه محنة ابي حنيفة/ او نكبة ابن رشد/ او ملحمة كربلاء/ يراودنا مرة على رؤوس الأعشاب/ رياحاً باردة، وأخرى محلقاً في ثنايا النزيف المقامر في خلجات 
الروح). 
والشاعر مهدي القريشي ولد في محافظة واسط، وحاصل على بكالوريوس إدارة واقتصاد، وبكالوريوس فنون جميلة، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عمل مدير تحرير مجلة للكمارك العراقية، وعضو مؤسس لبعض منظمات المجتمع المدني كجمعية طواسين الثقافة، ومن اصداراته (اليد الحافية، أخطاء، تجاعيد الماء، وغير ذلك). 
جاء الكتاب في (١٠٣) صفحات من القطع المتوسط.