دعا برلمانيون، الحكومة الى تبني خطة وطنية لإعمار المناطق المتضررة واعادة النازحين، مشيرين الى أن المرجعية اثبتت أنها الخيمة إزاء القضايا الوطنية ومعاناة العراقيين، فيما عدّ نواب من محافظة صلاح الدين أن توجيهات المرجعية الدينية الأخيرة أثبتت أنها ممثل حقيقي لكل أبناء الشعب، داعين الحكومة إلى تطبيق وصايا المرجعية وإطلاق مبادرات بناء المدن المدمرة جراء العمليات الإرهابية والعسكرية.
وقال النائب عن تحالف سائرون ماجد الوائلي: «من المؤكد ان المتبنيات التي تبنتها المرجعية ستصب في محاربة الفساد وكل ما يقف امام عجلة التطور وتقديم الخدمات والقضاء على البطالة».
واضاف الوائلي في تصريح
لـ» الصباح» ان ما طرحته المرجعية من مشروع اصلاحي ينسجم مع ما تتبناه كتلة سائرون وعلى لسان زعيمها السيد مقتدى الصدر»، مشيرا ان هذه المتبنيات مهمة جدا في تطبيق عملنا السياسي والذي يجب ان تخرج عنه نتائج ايجابية تصب في الصالح العام «.
فيما يرى النائب عن كتلة البناء، احمد الكناني، ان جميع خطابات المرجعية الرشيدة تصب
في مصلحة ابناء الشعب العراقي ولا تفرق بين مكون او مذهب او طائفة، مبينا ان «المرجعية ودعوتها باتجاه تشكيل الحكومة تعتد خطابات ابوية اضافة الى انها خارطة طريق وخصوصا في وضع المناطق المحررة واعمارها وعودة النازحين الى مناطقهم، وهو دليل على ان المرجعية تنظر الى ابناء الشعب العراقي نظرة واحدة من
دون تفريق».
ودعا الكناني في تصريح لـ»الصباح» جميع الكتل السياسية لتبني خطابات المرجعية، لانها تشير الى تغليب المصلحة العامة على الخاصة، وضرورة الالتزام بنهج المرجعية على اعتبارها السلطة الروحية لكل ابناء الشعب العراقي.
الى ذلك، قال نواب محافظة الانبار في بيان مشترك تلقته «الصباح»: إنه «لم يعد خافياً على أحد حجم الدمار الذي طال مدن الانبار جراء سيطرة تنظيم داعش الارهابي على المحافظة، وما تبعه من عمليات تحرير وتطهير توجت بطرد قوى الشر
والارهاب».
وتابع النواب، «دعونا وناشدنا الحكومة وأجهزتها المختلفة الالتفات الى معاناة أبناء المدن المحررة عامةً وأبناء الانبار خاصة، والذين لا يزال مئات الآلاف منهم بعيداً عن مدنهم نتيجة الخراب الذي طالها وانعدام الخدمات فيها»، وبين النواب، «لقد أثبتت المرجعية الدينية ولا تزال أنها الخيمة التي يحتمي جميع العراقيين عبر مواقفها الثابتة إزاء القضايا الوطنية وهموم ومعاناة
العراقيين».
ولفت النواب، الى «اننا في الوقت الذي نثمن فيه موقف المرجعية الدينية الرشيدة الداعي الى اعمار المناطق المتضررة وإعادة النازحين بصورة لائقة وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين بالشكل المناسب وتوفير فرص عمل للعاطلين، فإننا ندعو الحكومة الى تبني خطة
وطنية عاجلة، وفق مراحل زمنية ثابتة لتنفيذ تلك المتطلبات، فالفرصة سانحة اليوم وقد لا نحظى بفرص مشابهة، وليس أمامنا سوى ان ننجح في توفير حياة كريمة تليق بالمواطن العراقي الذي عانى الأمرين خلال الفترات
الماضية».
ودعا النواب، القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب والحكومة الى «إبداء أكبر قدر ممكن من التعاون المشترك وبما يجسّر العلاقة مع السلطة التنفيذية ويسهم في اتخاذ خطوات حقيقية لتحسين
الاوضاع».
بدوره، قال النائب عن صلاح الدين القيادي في تحالف المحور الوطني علي الصجري في بيان تلقته «الصباح»: إننا «نثمن دور المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وما جاء بخطابها الوطني (أمس الأول الجمعة) إنما يدل على انها ممثل حقيقي لكل أبناء الشعب وتتعامل مع الجميع بالصفة الأبوية حرصاً منها على وحدة العراق بكل مكوناته، ونستلهم من وصاياها الهمم والقوة والعزيمة على خدمة العراقيين وتوفير أفضل الخدمات وخلق الظروف المناسبة لاستقرار البلد أمنياً
واقتصادياً».
ودعا الصجري الحكومة، إلى «تطبيق وصايا المرجعية الرشيدة وإطلاق مبادرات بناء وتعمير المدن المدمرة جراء العمليات الارهابية والعسكرية والظروف الطبيعية التي ألمت بالمناطق لاسيما الغربية منها والإسراع بعودة العوائل النازحة وانصافها ورفع الحيف والظلم عنها»، مضيفاً «من واجبنا الإنساني والديني والوطني والاخلاقي ان نكون مع شعبنا من شماله إلى جنوبه وأن نتبع ما جاء من قرارات ووصايا المرجعية الدينية التي تحمل هموم أبناء الشعب عموما وهذا ليس بغريب عن حكمة المرجعية وعدالتها دائما».
وتابع الصجري، «نتمنى على المرجعية الرشيدة أن تساند مجلس النواب ممثلاً بالرئيس ونوابه وأعضاء المجلس جميعا
لكي تستثمر هذه الدورة التي تبشر بالتحول الكبير في اداء البرلمان منذ تأسيسه نتيجة اختيار الطاقات الشبابية المفعمة بالحيوية والنشاط وتمتعها بالروح
الوطنية بعيدا عن الطائفية والعرقية التي أدت لهذا الوضع
المتردي».
وختم الصجري بيانه بالقول: «علينا أن نعمل كممثلين
عن أبناء الوطن الواحد في مجلس النواب العراقي من رئيس ونواب وحكومة تنفيذية والعمل على إنصاف أهلنا ونصرتهم وكما انتصر العراق بالفتوى المباركة ضد داعش الاجرامي لا بد من أن
ننتصر اليوم ضد الفساد والمفسدين وينتصر قرار المرجعية الناصر للمناطق المحررة والمنكوبة واهلها النازحين
المتضررين».
من ناحيته، يرى المتابع للشأن السياسي، الباحث رحيم الشمري، ان سماحة المرجع الديني الأعلى، حدد ملامح المرحلة المقبلة للحكومة بايجاد حلول ضمن مدة زمنية للازمات التي تواجه العراق، واولها إنهاء التدخل الخارجي أياً كان، وايجاد فرص العمل والسير نحو مستقبل افضل .
وتابع الشمري في تصريح لـ «الصباح» ان «الرسالة الواضحة من السيد السيستاني بليغة المعنى وواضحة، بانهاء الفساد والاهتمام بالخدمات الانسانية للشعب العراقي، ووضع حد لبطالة الشباب والخريجين، وايجاد ستراتيجية سريعة وعميقة لانهاء أزمة السكن وتوفير
الخدمات».