في ختام قمة العشرين.. دعوة لإصلاح منظمة التجارة العالمية
قضايا عربية ودولية
2018/12/02
+A
-A
بوينس أيرس / وكالات
بينما يواصل العالم معاناته من تأثيرات المناخ من حرائق وفيضانات وتصحر وغيره من المتغيرات بالاضافة الى تدهور الاقتصاد والتجارة الدوليين، علاوة عن سياسة العقوبات الاميركية التي تنتهجها واشنطن، والتي تضرب بكل شكل من الاشكال انسيابية التجارة الدولية، اختتمت امس السبت في العاصمة الارجنتينية بوينس أيرس اعمال قمة المجموعة العشرين، وهي منتدى رائد لمناقشة مسائل التعاون العالمي في المجالين الاقتصادي والمالي، ويجمع أكبر اقتصادات العالم، التي تدير نحو 85 بالمئة من الناتج الإجمالي المحلي العالمي . اذ حاول الأوروبيون خلال اجتماعاتهم «العمل على مواجهة تحديات تغير المناخ»، على أن تؤخذ في الاعتبار «الظروف الوطنية المختلفة».
وحاول القادة الكبار من (فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي) توجيه دعم أكبر لاتفاق باريس حول المناخ الذي يرفضه الأميركيون. اذ أعلنت مبعوثة روسيا إلى مجموعة «العشرين»، سفيتلانا لوكاش، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اقترح استخدام منصة مجموعة العشرين لوضع آلية لإصلاح منظمة التجارة العالمية والخروج بمقترحات مشتركة بعد عام. وقالت لوكاش، للصحفيين: « الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اقترح، استخدام منصة مجموعة العشرين، للبدء بمناقشات لوضع آلية لإصلاح منظمة التجارة العالمية وبعد عام، عندما ستجتمع مجموعة العشرين في دورتها القادمة في اليابان، ربما قد يكون بوسعها تقديم بعض المقترحات المشتركة في هذا المجال».
كما اقترح الرئيس الروسي، خلال اجتماعه مع قادة الصين والهند، إجراء اجتماعات دورية بصيغة « روسيا - الهند - الصين”، لا سيما على هامش مؤتمرات القمم الرئيسة وغيرها من الأحداث الدولية، مشيرا إلى ان هناك ضرورة للتنسيق بين الدول في مجال الأمن، فضلا عن التمسك بشكل مشترك بمبادئ المنافسة العادلة في التجارة والتمويل العالميين.
اتفاقيات دولية
في الوقت نفسه اسفرت القمة التي اختتمت اعمالها امس عن توقيع معاهدة جرى الحديث عنها مطولا وكانت موضع مفاوضات شاقة بين الدول الثلاث اذ وقعت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، اتفاقية التبادل الحر لأميركا الشمالية، خلال حفل رسمي نظم على هامش قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. وقال الرئيس الأميركي: «هذا نموذج اتفاق للتبادل الحر سيغير الخريطة التجارية بالنسبة للجميع»، في إشارة إلى الاتفاقية التي كانت موضع مفاوضات شاقة بين الدول الثلاث، بضغط من دونالد ترامب.
والاتفاقية الجديدة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، التي أبرمت في 30 ايلول الماضي تحل محل اتفاقية التبادل الحر لأميركا الشمالية السارية «النافتا» منذ 994 التي قرر الرئيس الأميركي الانسحاب منها.
وكان المفاوضون من الدول الثلاث توصلوا إلى اتفاق، بعد ماراثون من المحادثات بدأ في مطلع ايلول الماضي. وتوصلت الأطراف الثلاثة أخيرا إلى تسوية بشأن عدد من المسائل الحساسة، وخصوصا في ما يتعلق بالسيارات والزراعة.
وشكّل اللقاء بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ اللذين عملا في التفاوض على هدنة في حربهما التجارية، محور اهتمام القادة خلال القمة.
{الحرب التجارية}
تخيم على قمة العشرين
وبينما اختتمت امس فعاليات مجموعة العشرين ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية مجريات القمة. وتمثل مجموعة العشرين، المكونة من 19 دولة والاتحاد الأوروبي، 85 في المئة من الانتاج الاقتصادي للعالم، وثلثي سكان العالم.
وقال إميل أمين، في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: إن القمة «تكتسب أهمية كبرى إذا أدركنا أن رؤساء وزعماء العالم العشرين المشاركين يمثلون من الناحية الديموغرافية ثلثي سكان العالم». وتساءل الكاتب: «هل لا يزال حلم التنمية العادلة والمستدامة بعيداً عن المنال، وربما بات ضرباً من ضروب اليوتوبيا غير المنظورة؟».
واعتبرت صحيفة العرب اللندنية القمة «محطة أخرى من المواجهة بين الرئيس الأميركي ترامب وقادة العالم بحسب رأي الصحيفة». وأضافت الصحيفة: «التوتر بين واشنطن وبكين وأوروبا يخيّم على أشغال قمة العشرين». في السياق نفسه، أشارت لميس عاصي، في العربي الجديد اللندنية، إلى أن «العالم كلّه يترقب نتائج هذه المحادثات. فشلها يعني تصاعد أكبر حرب تجارية في التاريخ، وما لذلك من تأثيرات ستطول التجارة الدولية والنمو الاقتصادي العالمي بمجمله». فيما أعرب أسامة نور الدين، في الوطن العمانية، عن أمله في أن تسفر قمة مجموعة العشرين عن «طرح شكل جديد للنظام العالمي، شكل تتوافر فيه أسس العدالة الناجزة، بدلا من التحركات الفردية التي تقودها بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية».
وحذر الكاتب من أنه «رغم أن هذه القمم تعنى أساسا بدراسة المسائل الاقتصادية، إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل ما هو اقتصادي عما هو سياسي، فالمجالان متداخلان ويؤثر أحدهما في الآخر، وما نشهده من حروب ونزاعات إقليمية ودولية تعود لأسباب اقتصادية كما تعود كذلك لأسباب سياسية ومذهبية وعرقية، فالمجالات صارت متداخلة بدرجة يصعب فيها فصل أي مكون من تلك المكونات عن الآخر».
فيما لم تبد صحيفة الشرق الأوسط اللندنية تفاؤلاً كبيراً، إذ أشارت إلى انعقاد القمة «على وقع انقسام غير مسبوق» بين الدول الأعضاء، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين بسبب الحرب التجارية بينهما، وبين روسيا والدول الغربية على خلفية أكثر من أزمة، وأكثرها سخونة الأزمة الأوكرانية».
موقف ايراني
من جانب آخر أعلنت ايران أنه يجب منح الاتحاد الأوروبي وقتا أكثر لوضع آلية تجارية للتحايل على العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، لكنها حذّرت من انها لا تستطيع الانتظار «الى ما لا نهاية». وتعمل بروكسل على انشاء نظام لدفع الأموال لمواصلة التبادل التجاري بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق عام 2015 النووي، وفرضها حزمة جديدة من العقوبات على الجمهورية الاسلامية.