ألان سرحان: عملي رسالة انسانية لعالم يسوده السلام

الصفحة الاخيرة 2018/12/07
...

بغداد / رشا عباس 
 
« من يرميني بالرصاص ارميه بالورد» بهذه العبارة بدأ المهرج ألان سرحان من اصول عراقية « شنكالي» تولد دمشق عمله بحثا عن ابتسامة يرسمها على وجوه الاطفال، فالحروب والدمار الذي تعرضت له المحافظات العراقية صنعت حافزا لدى سرحان لدخول معترك الحياة وان يكون طبيبا نفسيا عن طريق ارتداء ازياء بهلوانية قريبة من عالم يتمنى ولو يسوده بعض من الامان . 
سرحان في حديثه لـ»الصباح» قال:» تهجّرت من سورية بسبب الحرب ، وبعدما وصلت إلى أربيل، شعرت أنّني بحاجة إلى رسم البسمة على وجوه الأطفال الهاربين من الحرب، فأنا أحسّ بمعاناتهم ووجعهم لأنني أعيش المعاناة نفسها متخذا من شريحة الاطفال عالم خيالي لتحقيق احلامي التي اطمح اليها، فقررت التنكر بزي بهلواني واقيم حفلات تطوعية بالمخيمات ودار الايتام ومراكز اطفال التوحد ومرضى السرطان معتمدا على رقصات والدبكات الفولكلورية التي كثيرا ما كانت  في مخيلتي طورتها وعملت بها لادخال الفرحة في قلوب الاطفال بغض النظر عن الوانهم وقومياتهم ودينهم. وتابع، التهريج والحركات البهلوانية رسالة انسانية اكثر مماهي مهنة عادية تحقق الذات، سيما في التعامل مع اطفال من مختلف الفئات العمرية، فمنهم من هو مقبل على عمليات جراحية بسيطة ومنهم من يعاني من امراض مزمنة وخطيرة، وهنا عليك أن تكون إنسانا من الدرجة الأولى، بشوشا وعطوفا، مشيرا الى انني اشارك اطفالي معي بالحفلات حيث يتنكرون هم ايضا بزي المهرج، لكي يتعلموا معنى الانسانية والمحبة  والتواصل الايجابي مع الاطفال، مبينا لغاية هذه اللحظة اسهمت برسم البسمة على شفاه 22 الف طفل والحمد الله، لكن هدفي هو الوصول الى قلب مليون طفل. 
سرحان الذي يقدم هذه الاعمال تطوعا من دون أي مقابل، يشعر بالأمان والطمأنينة عندما يسهم بجعل الأطفال يبتسمون ويفرحون، موضحا عندما أخفف معاناة الأطفال وأصبح سببا في إسعادهم، أكون قد خففت من معاناتي ووجعي أيضا، فنحن نعيش الألم نفسه، متمنيا  أن يعود الكل إلى أوطانهم وأماكنهم وديارهم، وأن نعيش جميعا في عالم يسوده السلام والاستقرار. 
يذكر ان ألان سرحان درس علوم الحواسيب، بعدها انتقل الى مدينة» الحسكة» حيث تعين اعلاميا لفرع الاتحاد الرياضي، وفي العام 2013  قرر اللجوء الى اقليم كردستان العراق والعمل بمنظمات مدنية كداعم نفسي واجتماعي للاطفال اللاجئين والنازحين.