قصيدة النثر النسويّة .. الهيمنة والانعتاق

ثقافة 2020/02/15
...

بغداد/ متابعة الصباح
 
أقام نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين في ميسان الاسبوع الماضي أمسيّة نقدية للشاعر والناقد ماجد الحسن، بحضور نخبة من الادباء والمثقفين والمهتمين بشأن الادب النسوي
أدار الشاعر والناقد نصير الشيخ الجلسة النقدية الموسومة “قصيدة النثر النسوية ــ الهيمنة والانعتاق»، قائلاً في بعض حديثه: شاعرات عراقيات أثبتن حضورهنّ المتميز في ساحة الشعر العراقي المعاصر، الشعر العراقي المكتظ بالتجارب المغايرة حاملا فانوس طلائع الحداثة منذ اربعينيات القرن العشرين الماضي.
تناولت الجلسة في ورقتها النقدية الاولى جملة أسئلة وطروحات منها مصطلح (قصيدة النثر النسوية)، وما يترتب عليه من استحضار الهوية وخصائصها الابداعية، التي ينبثق عنها الصوت النسوي وحضوره داخل صراع انساق وخطابات إنسانية ووجودية مضمرة بفعل هيمنة ذكورية ترى أنْ لا مجال للمرأة خارج بنية هذه الهيمنة بوصفها المظلة (الابويّة) لنتاجها.
كما أكدت الورقة النقدية على ثنائية (الأنا/ الآخر) التي هي من الثنائيات البارزة في قصيدة النثر النسوية، إذ تتسع اتساعاً يكاد يغطي عموم التجربة الشعرية، كما ان لهذه الثنائية تجليات كثيرة كونت مفهوماً خاصاً (للأنا) على المستوى الوجودي والثقافي، فضلاً عن ذلك أن العلاقة التي تقوم بين طرفي الثنائية تتخذ طريقين وهما أما (الهيمنة) أو (الانعتاق)، وبينهما يتحرك النص الشعري ليبني مفارقاته التي تشكل اطاراً كلياً لدلالة (الأنا والآخر)، فتتنوع أهمية كل منهما، وتنتج عنهما تصورات كثيرة من أهمها الركون إلى نسقية الهيمنة
 أو الانعتاق.
 وقد تناولت الورقة ثلاثة محاور هي: جدلية الهيمنة والانعتاق، التي أكدت على أن الهيمنة الرمزية ستقودنا إلى الكشف عن طبيعة الوعي الشعري للنص النسوي وعمق الواقع وتجلياته، فالمرأة تعيش حدثاً شعرياً تحاول فيه تبرير وجودها الإنساني، وهذا التبرير يتماهى ولوعتها كفعل انعتاق ووجود، وهذا الفعل كفيل بالكشف عن طبيعة الوعي الشعري ومدى قدرته في التحول الثقافي الذي تروم فيه المرأة الكشف عن ذاتها في سياق لغوي يضمن لها خصوصية نصوصها الشعرية، هذه الخصوصية التي ستختصر لها الكثير من التداعيات الاجتماعية
 والثقافية.
فيما سلط الضوء في المحور الثاني على (أنوثة النص وجدار اللغة) الذي أكد أن من أهم عتبات الكشف عن خصائص النص (النسوي) هي (اللغة)، وهذا يعني ببساطة أن هناك خصائص معينة تتميز بها هذه النصوص، ومنها ما اطلقنا عليه بــ (ضمير التأنيث)، الذي سيكشف لنا عن فضاء (الأنثى) وطبيعة لغتها، وأقصد بضمير التأنيث الذي يدور في محور الـ (هي) واسقاطاته النصيّة التي تكشف عن عالم المرأة وحدود تكريسها لهذا الضمير، مما سيتبيّن لنا لاحقاً ان هذا الضمير هو إشارة واضحة تمكننا من التوصل إلى استنتاج مفاده ان هناك نوعاً من انواع المطابقة بين المرأة وابعادها اللغوية، وتلك المطابقة تسعى لإنتاج علاماتي يكرس عالمها.
وجاء المحور الثالث عن (حضور الجسد وإشكالية المتخيل الشعري) الذي ركز فيه الناقد على أن ثمة التباسات كثيرة ترافق الجسد في حضوره الواقعي ومن أهم هذه الالتباسات ان الجسد (الانثوي) محل اتهامات كثيرة، شكلت هذه الاتهامات في الخطاب الاجتماعي مفاهيم كثيرة تمركزت اغلبها في مفهوم (التغييب) الذي تحكم هو الآخر في تغييب أهمية الجسد في الوعي الشعري النسوي، لذا بات هذا الالتباس المتحكّم بالجسد هو ذاته المتحكم بالنص الشعري، ومن هذا تبيّنَ لنا ان الخطاب الشعري النسوي، خطاب يعاني اشكالية ثقافية إذ خضع هذا الخطاب لحقيقة الاتهامات وسار وفقاً لفلسفتها.
ضمت الجلسة مداخلات الأدباء (جميل جبار مويعز، مهند عبدالجبار، د.جبار ماجد البهادلي، رعد زامل، حامد عبدالحسين حميدي)، فيما يخصّ موضوعة النص الذكوري والانثوي، ومسوغات اعتماد الناقد الحسن بعض الاسماء في بحثه وما يدور في فضاءات النص الانثوي واشكالية مصطلح قصيدة النثر النسوية. وفي نهاية الجلسة قدم اتحاد الادباء لوح صورة للمحتفى به  سلّمها له الدكتور الشاعر مولود محمد زايد.