الدمى تساعد الأطفال في التغلب على السرطان

اسرة ومجتمع 2018/12/07
...

/غرايم كوليفورد
ترجمة: شيماء ميران
تعتز بيلا روز الطفلة الجميلة ذات السبعة اعوام بالدمى التي ساعدتها في صراعها مع مرض السرطان والخلاص منه في اقسى {كريسمس» مرَّ عليها في حياتها، فقبل عامين ضعفت اعضاؤها، وملأت الخلايا السرطانية دمها ولم يعطِ الاطباء سوى 20 % كنسبة لبقائها على قيد الحياة. واخيرا تمكنت من التغلب على السرطان والخلاص منه بعد صراع قاس مع لوكيميا الغدد اللمفاوية، وذلك من خلال رفع روحها المعنوية بهدايا الكريسمس التي تسلمتها في المستشفى وخضوعها لعلاج ثوري جديد.
اما الان فان بيلا روز ووالديها يناشدون الرحماء من الناس للتبرع ومساعدة الصغار في صراعهم مع المرض والاحتفال بهذا الكريسمس مع صحيفة (The Sun) وتقديم الهدايا لهم، والتعاون مع الجمعية الخيرية للاطفال المصابين بالسرطان في بريطانيا التي افتتحتها الاميرة ديانا، لشراء الهدايا للاطفال وتشجيعهم ضد هذا المرض اثناء فترة بقائهم في المستشفى.
آبي والدة بيلا والبالغة من العمر 37 عاما تقول {اناشد الجميع بالتبرع بسخاء من اجل هذه القضية المهمة، فجناح المستشفى هو من اكثر الاماكن حزنا لقضاء {الكريسمس» فيه، فمن خلال تجربتي اعلم الجهد الذي يقع على الوالدين اللذين يؤديان صلاتهما بجانب سرير طفلهما المريض ولن يتمكنا من شراء الهدايا، وهناك الاف الاطفال الذين يصارعون السرطان هذا”الكريسمس” فتقديم هدية واحدة لهم في المستشفى تشكل فرقا كبيرا”.
وهي تستذكر اوقاتهم الصعبة قالت آبي “ لقد قضينا ثلاثة اعياد كريسمس في المستشفى، ففرحة بيلا وبهجتها بعد حصولها على هذه الدمى ستظل معنا للابد، فهي تحتفظ بها الى جانبها في السرير منذ ذلك الوقت، وكانت تلجأ لعناق هذه الدمى اثناء الاوقات العصيبة».
اما بيلا روز تقول عن عناق الدمى المفضلة لديها  {حسب ما اذكر ان العلاج كان يؤلمني كثيرا ولم اكن ارغب بالبقاء في المستشفى، اما الان فمن الرائع البقاء في منزلي مع الدمى الصغيرة والتي اسميتهن (صوفي وروبي وربنزيل)، والرائع انني سأقضي {الكريسمس» في المنزل هذه السنة».
ان رؤية  الطفلة بيلا في منزلها تجلعنا 
 
نتصور حجم  العذاب الذي كانت تعانيه، فقد عاشت صدمات يصعب على طفلة بعمرها  ان تتحملها، الا ان حالتها تشبه حال 45 ألفا من اطفال وكبار يعانون من مرض السرطان في بريطانيا سنويا.
والدتها آبي ووالدها مارس ليتش البالغ من العمر 36عاما والذي يعمل في مجال التصميم الفني، تلقيا الخبر بفزع كبير، فبعد عشرة ايام فقط من عيد ميلادها الثالث في تشرين الثاني 2014 بدأت تظهر عليها اعراض المرض، وتقول آبي “عندما اخبرنا الطبيب بانها مصابة باللوكيميا اجهشت بالبكاء”.
خضعت بيلا روز للعلاج الكيميائي الا ان السرطان ما لبث ان عاد مجددا، ففي آب عام 2016 اجريت لها عملية نقل نسيج من النخاع العظمي لكن بسبب اعياد” الكريسمس” اصيبت بعدوى ادت الى تورم جسمها الى ثلاثة اضعاف حجمه الطبيعي.
آبي والدة بيلا اوضحت بان “ الاطباء اخبرونا بان نكون جاهزين للاسوأ، لكن في كانون الثاني من العام الماضي وبشكل مدهش اخضّعَ الفريق الطبي بيلا روز في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن للعلاج بـ إيكوليزوماب” ( وهو علاج مكلف جدا عبارة عن جسم مضاد لداء البيلة الهيموغلوبينية الانتيابية الليلية يمكن أن يؤدي إلى الوفاة نتيجة تحلل خلايا الدم).
واخيرا تمكنت بيلا في آب الماضي من التغلب على السرطان، الا ان والدتها تعاني اضطرابا ما بعد الصدمة بسبب محنة الصراع مع السرطان وتقول “ انا سعيدة جدا الان بيلا روز تمكنت من التغلب على المرض والان هي بصحة جيدة وستقضي عيد”الكريسمس” في المنزل بعد مرور عدة سنين، ولن استطيع رد الجميل لكل من ساعدنا في تلك الاوقات الصعبة”.
مؤسسة اطفال السرطان البريطانية والتي انشأها أيدي اوغرمان وزوجته ماريون تخليدا لذكرى  طفليهما بول وجاين اللذان توفيا بفارق اشهرعن بعضهما اثر اصابتهما بمرض السرطان عام 1987، ومنذ افتتاحها عام 1988 رصدت اكثر من 230مليون يورو لتمويل اكثر من 200 مشروع من مشاريع الابحاث المتخصصة.
يقول أيدي “ كانت امنية باول ان اساعد الاطفال الاخرين المصابين باللوكيميا واستطعت الوفاء  بالوعد عام 1988 عندما قامت ديانا اميرة ويلز بافتتاح هذه المؤسسة الخيرية التي تعرف اليوم باسم اطفال بريطانيا المصابين بالسرطان، فاصبحت هي الرائدة في البلاد وتخصصت في بحوث سرطان الاطفال والشباب”.
واضاف ايدي “ ان باول كان يقضي”الكريسمس” في المستشفى لذا فانا اعرف مدى صعوبة هذا الوضع بالنسبة للعوائل، خصوصا في هذا الوقت من السنة”، لهذا السبب فان صحيفة (The Sun) والمناشدات الخيرية ستحدث فرقا عند هؤلاء الاطفال الشجعان في صراعهم ضد هذا المرض كونهم لن يتمكنوا من الاحتفال بـ”الكريسمس” في منازلهم هذا
 العام.
فمن خلال التبرعات سيتم شراء الالعاب وتوزيعها بين المرضى في اجنحة الاطفال في كل من مستشفيات ساوثامبتون العام، لييد للاطفال، بريستول الملكي، الشمال الكبير للاطفال، بيرمنغهام ومستشفى كرويدون العام.
 
عن صحيفة The Sun