صدر حديثاً عن دار آشور بانيبال في بغداد، رواية الخيال العلمي "شر من كوكب كبلر" وهي باكورة أعمال الكاتب عز الدين الجوهر، وتتميز الرواية وتتفرد في صنفها الأدبي لخلو المكتبة العراقية منذ عقود من روايات الخيال العلمي، ولقد جمع الجوهر في روايته؛ بين حسن اللغة والحبكة المحترفة والتشويق والإثارة على الطريقة الهوليوودية وبين المعلومات الفلكية والفيزيائية والعلمية القيّمة المقدمة للقراء بصورة سلسة خالية من التعقيد.
تدور أحداث الرواية عن بعثة علمية تصل الى كوكب "كبلر" عن طريق تقنيات التكنولوجيا الحديثة، فيكتشفون أن طاقة القوى الاربعة موجودة بالفعل في كوكب "كبلر" فيبعثنوها للارض عن طريق ثقب دودي الى مركز "رايجل" العلمي التابع لوكالة "ناسا"، وبالاتفاق مع منظمة سرية علمية وعضو حكومي؛ يقوم "جاك" التابع لهذه المنظمة بالسيطرة على المركز بعد دخول اشارة ونبضة وعي كونية لغلاف كوكب الأرض لتحل هذه النبضة في أجسام "الاسود الهجينة" التابعة للمتحف الوطني لإكثار الحيوانات والتي يتم ارسالها بعد ذلك للمريخ المستعمر من البشر تقريبا.
تنتشر "الأسود" بين الناس وتفتك بهم، فيتصدى لها شاب جامعي "روبرت- بطل الرواية"، ويقتل "جاك" الجميع ويسيطر على المركز ويقوم بتوجيه تجربة "الاكوان المتوازية" على الناس لإظهار نسخ منهم لتعم الفوضى، أما والد "روبرت" الذي اعترض في السابق تجارب مركز "رايجل" الخطرة فيتصدى للمدعو "جاك" داخل المركز الى أن يقتله وينهي "الأب" التجربة ويخلص العالم، ويقضي "روبرت" على "الاسد" الاخير الذي يمتاز بوعي كوعي الانسان والذي يبحث بدوره عن برنامج الروبوتات العضوية في مركز "نيو روبوت" لكنه لا يفلح فيقتله "روبرت" وينقذ حبيبته التي تتعرض للخطر، والرواية دراماتيكية فيها اكشن عالي تشابه أي رواية مثلت في هوليوود.
الرواية، تشد القارئ بكل شغف لاكتشاف الاحداث وضمنها الكاتب عز الدين، المواضيع العلمية الفيزيائية مثل "توازي الاكوان والثقوب السوداء وطاقة ونظرية كل شيء" بأسلوب مبسط غير معقد.
يسير الكاتب عز الدين الجوهر في روايته "شر من كوكب كبلر" على خطى روايات الخيال العلمي الشهيرة عالمياً والتي جرى تحويلها إلى أفلام سينمائية لاقت رواجاً كبيراً، من أمثال "المريخي" و"الروبروت" اللتان أنتجتهما هوليوود، كما أن الكاتب في مراحله الأخيرة من إنجاز روايته الثانية في حقل الخيال العلمي وهي تحكي عن "عودة گلگامش من أرض سومر"، والتي يقول عنها الجوهر: أنها "تجمع بين الخيال العلمي ومفرداته في الفيزياء والفلك وعلوم الفضاء من جهة، والميثولوجيا وتاريخ أرض الرافدين من جهة أخرى، حيث سعيت إلى المزج بين الفضاء العلمي والتاريخي بأسلوب يجذب القارئ".