مهدي القريشي
وإنْ تعطّل المصعد،
ثمّة سلّم للطوارئ
ومحطات لم يعطبها الضوء الخافت.
أرجلي تفيض نشوراً،
فوق بلاط السلّم،
تناغم أوتاراً جامحة رغم دلال الرئتين.
للرئتين ما يتيسّر من
عويل السنابل
وانكسار أجنحة الليل
وتدّخر ما تبقّى لأشجارٍ خدّج
كي تديم الخضرة في عرش الشهوات.
يزاحم اللهاث الشفتين
مصحوباً بغيوم الأسئلة
وكلمات تغسل سفوح الأسنان
من بقايا
قمح
وعسل
وفراشاتْ.
المصعد عاطل
والمسافة بين الجذر وشهقة السلّم
كالمسافة بين الهطول والأجنّة في رحم الأرض.
هل شاهدتم جسدي
تجرجره رغبة المصعد
نحو وصاياه المستقيمة؟!
محشور في عربات الفوضى
بفقد الإقامة مع أسماك الزينة.
جسدي أنهكه التمدّد بين الطوابق
وبوصلته مزّقها ضجرٌ خجولْ.
أفتّش في دفاتري القديمة
عن حرف لا تكسره السنوات
وفي ليالٍ داكنة الضحكة
عن طريق يفضي إلى مجهول
لا يسوّس عينيه مرور الحسناوات.
لا الأشجار لها القدرة على مشاكسة الريح
ولا للريح أخلاق البحّارة
حين يلوّحون للفرح.
صعبٌ على المصعد أن يهضم أحشاءه
بعدما يتعفّن الهواء في سمائه المحتفلة باللغو
ثمة أسرار مضاءة بازدحام الظن
وأجساد لا تشعر بغربة البرد
والضحكات سجال.
لا مُنقذ إلّا رجاحة الوردة.
كيف تستعيد عافيتها
والعطر محاصر في بريد العودة؟
والمصعد غافٍ في لجة الصخب
وذاكرته معطوبة؟