باريس تحذر الجهات الساعية لإسقاط ماكرون

قضايا عربية ودولية 2018/12/07
...

 
 باريس / وكالات
للاسبوع الرابع على التوالي تتواصل جماهير الستر الصفراء احتجاجاتها على الرغم من تراجع الحكومة الفرنسية عن قرارها بزيادة اسعار المحروقات في وقت اعلن مصدر امني اغلاق برج ايفل وعدد من المتاحف والمحلات اليوم السبت تحسبا لوقوع عمليات شغب وتخريب، بدورها عدت الحكومة الفرنسية "عناصر راديكالية" تحاول استغلال احتجاجات "السترات الصفراء" لإسقاط النظام في البلاد، محذرة من أن الرد عليهم سيكون "مناسبا وحاسما".
وفي تعليقه على الفعالية الاحتجاجية المزمعة قرب قصر الإليزيه في باريس اليوم السبت، قال المتحدث باسم الحكومة بنجامين غريفو في حديث لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية: "عناصر مسيّسة وراديكالية تحاول استغلال الحراك. هم يريدون الإطاحة بالسلطة"، معربا في الوقت نفسه عن قلقه إزاء احتمال "انتشار الأسلحة النارية" بين المتظاهرين، وقال: "قتل أربعة أشخاص وأصيب مئات آخرون خلال الفعاليات الاحتجاجية".
وتابع: "السترات الصفراء" الحقيقيون يجب ألا يكونوا دروعا بشرية. يوجد في صفوف المتظاهرين من يمنع الشرطة من شن حملات التوقيف".
كما نصح غريفو المواطنين بعدم المشاركة في احتجاجات السبت في باريس، محذرا من أن "أي اعتداءات خلال التظاهرات ستواجه برد مناسب وحاسم". 
وأكد أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيلقي كلمة في وقت قريب حول الوضع في البلاد على خلفية الاحتجاجات الأخيرة.
وفي وقت سابق من اليوم صرح رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ريشار فيران لوكالة فرانس برس بأن ماكرون سيلقي خطابا "مطلع الأسبوع المقبل" حول أزمة "السترات الصفراء" التي تشهدها فرنسا، موضحا أنه اختار هذا الموعد لتجنب "صب الزيت على النار" قبل التظاهرات المقررة اليوم.
 
انتشار أمني
في السياق الامني أعلن رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب تعبئة استثنائية في صفوف قوات الأمن للتصدي لأعمال تخريب وعنف محتملة قد تندلع خلال احتجاجات حركة "السترات الصفراء" اليوم مشيرا إلى نشر 89 ألف شرطي وعربات مدرعة لم تستخدم منذ أعمال الشغب التي شهدتها ضواحي باريس في 2005. 
وأضاف فيليب "نواجه أناسا لم يأتوا إلى هنا للاحتجاج بل للتحطيم ونود أن يكون لدينا الوسائل التي تكبح جماحهم" حسب تعبيره.  
وتحسبا، طلب من أصحاب متاجر جادة الشانزليزيه الشهيرة في باريس، محور الشغب، إبقاءها مغلقة اليوم السبت، كما تقرر غلق عشرات المتاحف وبرج إيفل. أما في بورودو (غرب) التي شهدت كذلك مواجهات عنيفة، فقد أعلنت البلدية إغلاق نحو عشرة مراكز عامة وثقافية.
وتقرر تعزيز وحدات الشرطة عبر كل أنحاء فرنسا بأعداد تضاف إلى 65 ألف دركي نشروا السبت الماضي في المواقع الحساسة، وفق وزير الداخلية كريستوف كاستانير. 
وفي بادرة جديدة، بدا فيليب منفتحا على إقرار تدابير لتحسين الأجور المتدنية وهي من بين مطالب المحتجين على ألا تؤثر في تنافسية الشركات. في المقابل، بات مستبعدا البحث في إعادة فرض الضريبة على الثروة بعد أن رفضه ماكرون.
وطالب ماكرون الذي تنصب عليه الانتقادات خلال التظاهرات، رسميا من الأحزاب السياسية والنقابات وأصحاب الشركات بتوجيه "دعوة صريحة وواضحة للهدوء".
 
نقابات وأحزاب نددت بالعنف 
وفي بادرة نادرة تعبيرا عن وحدة الصف، استجابت سبع نقابات للدعوة ونددت "بكل أشكال العنف لدى التعبير عن المطالب".
ودعا زعيم حزب "الجمهوريون" اليميني المعارض لوران فوكييه المحتجين إلى تجنب "كل أشكال التعبير العنيف "، بينما تمنت كتلة النواب الاشتراكيين أن تجري التظاهرة دون مواجهات.
وفي جميع أنحاء فرنسا، تتزايد الدعوات للتعبئة، في حين تحدثت وزارة الداخلية عن "تعبئة من أقصى اليسار وأقصى اليمين".
وإضافة إلى خشيتها من أعمال عنف اليوم، تخشى الحكومة من اتساع نطاق الغضب إلى قطاعات أخرى. وفضلا عن المدارس الثانوية، أعلنت النقابة الزراعية الرئيسية تنظيم تحرك طيلة الأسبوع المقبل. ودعت نقابتان للنقل البري إلى الإضراب اعتبارا من مساء الأحد لفترة غير محددة.   
 
اجراءات متواضعة
في المقابل أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "إيلاب" ونشرت نتائجه الخميس الماضي ان 78 بالمئة من الفرنسيين يعدون إجراءات الحكومة لا تستجيب لمطالب "السترات الصفراء". 
وقال بنجامين كوشي أحد وجوه التحرّك: إنّ "الفرنسيين لا يريدون الفتات، يريدون تحقيق كل مطالبهم"، بينما رأى خبير العلاقات الاجتماعية ريمون سوبي أنّ خطوات الحكومة "أتت متأخّرة". 
 
إضراب أمني
وبينما تستعد باريس لتظاهرات جديدة  "صفراء" قال الأمين العام لنقابة الشرطة الفرنسية ألكسندر لنجلو: إن "النقابة بصدد تنظيم إضراب عن العمل اليوم السبت دعما لاحتجاجات "السترات الصفراء"، ضد زيادة أسعار الوقود.
وصرح "لنجلو"، لموقع إخبارى محلي، بأن "مطالب السترات الصفراء، تهمنا جميعا، وحان الوقت للتضامن معهم بشكل قانوني، موظفون إداريون وتقنيون وغيرهم من العاملين في وزارة الداخلية سيشاركون في الإضراب". وتجدر الإشارة إلى أن هذا النبأ لم يرد على وسائل الإعلام الفرنسية حتى الآن.