دوناوشينغن / أ ف ب
تحاول شابات ايزيديات كنّ ضحايا السبي عند " داعش" في العراق أو في سوريا، أن يطوين بالعلاج النفسي تلك الصفحة المرعبة من حياتهن التي يزيد من قسوتها الشعور بالعار المتجذّر في المجتمعات الشرقية.
ومن هؤلاء النساء اللاجئات في ألمانيا نادية مراد التي حصلت على جائزة نوبل للسلام أخيراً، وهي تستعد لتسلّم جائزتها في العاشر من الشهر الحالي، وتسعى لأن تكون صوت الايزيديات في العالم كي لا تبقى الجرائم المرتكبة بحقّهن طي الكتمان.
فقد تعرّضت نساء هذه الأقلية الدينية المنتسبة للقومية الكردية للاغتصاب والتعذيب، وعُرضن للبيع كسبايا في سوق الجواري أيام اتساع رقعة "داعش" قبل سنوات.
والآن، وعلى بعد آلاف الكيلومترات عن موطنهن في جبل سنجار في شمال العراق، يحظى عدد كبير منهن بالرعاية في منطقة الغابة السوداء في ألمانيا، ضمن برنامج شرعت به السلطات المحليّة أواخر العام 2014.
وتقول لويزة، وهي شابة أيزيدية وصلت ألمانيا قبل ثلاث سنوات ""كان كلّ شيء جديداً هنا، العلاج النفسي، الكلام عن حالتي، ولكن في كلّ مرة كنت أتكلّم فيها كنت أشعر أنني أفضل".
يجلس إلى جانبها في العيادة المتخصصة في دوناوشينغن معالج نفسي اسمه يان إيلان كيزيلهان، وهو يتابع عن كثب تطوّر الحالة النفسية لهؤلاء الشابات، من بينهن نادية مراد التي شجّعها على أن تلقي خطاباً في مجلس الأمن الدولي.
وهو قصد مخيّمات اللاجئين في شمال العراق للبحث عن النساء اللواتي عشن هذا الكابوس.
ويوضح يان "حين يشعر المرء بثبات في هويته، يمكن حينها أن يبدأ رحلة العلاج".
كانت نادية مراد من أوائل النساء اللواتي رفعن الصوت بما جرى معهن، وكانت "تبكي وتطرح نفسها أرضاً في البدء، لكنها كانت تقول: أريد أن أتكلّم".
بعد ثلاث سنوات من العلاج، أصبحت لويزة قادرة على التعبير عن ألمها، حتى وإن كانت عيناها تسرحان في عالم آخر وهي تقصّ تفاصيل كابوسها.
ويلفت الطبيب إلى ملاحظة كوّنها في عمله مع الجماعة الأيزيدية، وهي أن النساء اللواتي كنّ من قبل خاضعات لإرادة الرجال، أصبحن اليوم هنّ الصوت المدافع عن الجماعة في العالم.