مظفر النواب.. يتلألأ في ضمائرنا

ثقافة 2020/02/23
...

السليمانية/ ابتهال بليبل
اختتم مساء السبت ملتقى الشاعر مظفر النواب الذي أقامه مركز «كه لا ويز» الثقافي في السليمانية بحضور رئيس مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي جعفر الونان ونخبة من الشخصيات الأدبية والثقافية والإعلامية بقاعة الدكتور عز الدين مصطفى رسول بفندق «كراند ميلينيوم».
افتتحت فعاليات الملتقى بكلمة ألقتها رئيس مركز «كه لا ويز» الدكتورة ابتسام إسماعيل، قالت في بعض منها: تأتي أهمية هذا الملتقى من أهمية النواب نفسه، كشاعر سياسي ثوري عاش حياته مشرداً بين الدول ليكون سندا وعوناً للفقراء ولرفعة كلمة الحرية والديمقراطية لكل شعوب المظلومة من قبل الأنظمة الديكتاتورية
 الظالمة. 
كما وقد تحدث ملا مصطفى وهو من الأصدقاء المقربين للشاعر مظفر النواب، عبر كلمته عن مشواره السياسي وعلاقته بالنواب التي بدأت واستمرت بالنضال داخل الحزب الشيوعي العراقي.
وتناول مصطفى العديد من محطات حياته مع النواب ابتداءً بزيارته دمشقَ، وصولاً إلى لقاءاتهم الأدبية والغنائية والسياسية وانتهاءً
 بأشعاره.
ومن الفعاليات التي تخللت جلسة الملتقى عرض فيلم وثائقي موسع حول سيرة الشاعر مظفر النواب، كما وقد شاركت الشاعرة آمنة عبد العزيز بقراءات لمجموعة مختارة ومتنوعة من قصائد الشاعر المحتفى به مظفر النواب.
وكانت الجلسة الأولى للبحوث، والتي أدارها الدكتور نوزاد أحمد أسود قد شارك فيها كلّا من الدكتور قاسم حسين صالح، إذ كانت ورقة البحثية المشاركة بعنوان (التحقير الجنسي في شعر مظفر النواب)، بينما شارك الناقد المرواتي بورقة نقدية بعنوان (عندما السرد ملاذا.. والنَّوّاب يرى)، وقال في بعض منها: إنّ الشاعر مظفر النواب لم يكن الأول في توظيف السردي في الشعري بكل تأكيد، ولكن، بكل تأكيد أيضا، لم يشبه من سبقه،
 ولا أحسب أنّ شاعرا بعده سينجح، قريبا في أقل تقدير، في توظيف السرد على هذا النحو، لأن ثمة خصوصية في الابتكار هي توظيف نسق بناء مبتكر وجديد أصلا في على أنساق البناء الروائي، وهو نسق البناء الحلزوني، فكلنا يعرف أن النسق الأول الأساس في الكتابات الحكائية على نحو عام، نسق بناء الحكاية الشعبية التي عرفتها كل الشعوب، أي البناء التصاعدي المتراتب الذي يبدأ من الـ (ألف) وينتهي بـ (الياء)، ثم تنوعت الطرائق فداء البناء المقلوب، والدائري، إلّا أن البناء الحلزوني لم يظهر إلّا مؤخرا نسبيا في عالم السرد الذي يسميه الناقد الأدبي والطبيب النفسيّ الدكتور حسين سرمك «السرد اللّاخطي» مع تحفظي على هذه التسمية، لأن البناء الدائري ليس خطيا أيضا ولكنه ينجح في وصفه قائلا عنه إنّه «الذي لا يطفئ الملاحقة الفضولية، ثم يعود ليسميه «اللولبي». أمّا الباحث غزاي درع الطائي فقد كان عنوان ورقته البحثية (مظفر النواب شاعر العشق والضياء
 والأغاني). وقد كان للطائي كتاب من اصدارات دار الشؤون الثقافية- وزارة الثقافة بعنوان (مظفر النواب.. شاعر الصبر العراقي الجميل)، الكتاب هو دراسة موسعة احتضنها الكتاب بأكثر من (٣٨٤) صفحة من القطع الكبير، تحدث خلالها عن الإيقاع وأنماطه ودلالاته في شعر النواب، كما وقد تناول فيه جماليات التنوع الإيقاعي في الشعر العربي المعاصر، وكذلك الإيقاع في شعر التفعيلة والشعر العمودي واختفاء القافية وكثافة القافية وغير ذلك من الدراسات المتخصصة في شعر مظفر النواب.
أيضا، تخللت جلسات الملتقى العديد من المداخلات والمشاركات منها للملحن الكبير كوكب حمزة وغيره، كما وقد قُدم بعض المعزوفات الموسيقية لأغانٍ من كلمات الشاعر المحتفى به مظفر النواب.
أمّا الجلسة الثانية للبحوث والتي كانت بإدارة الأكاديمية الدكتورة بسمة حبيب، فقد شارك فيها كل من الإعلامي قحطان جاسم جواد ببحث عنوانه (مظفر النواب شاعر العشق والثورة والتمرد)، بينما حملت الورقة التي شارك فيها الدكتور سعد الحسني عنوان:
 (مظفر النواب صليب اللغة الشعرية)، في حين شارك الشاعر كاظم غيلان في ورقة بحثية بعنوان (الثورة تراثاً ومعاصرة في شعر العامية العراقية، مظفر النواب أنموذجا).
وفي ختام ملتقى الشاعر مظفر النواب تم توقيع كتاب (مظفر النواب- الكلمة المنغمة- حياة وابداع) للناقد حاكم الحداد، الكتاب جاء بتبني مركز «كه لا ويز» الثقافي طباعته وتوزيعه، وهو عبارة عن دراسات موسعة عن التجربة النوابية، بسماتها العديدة، والتي ترتكز على الحداثة والأصالة، ومن عناوين مقالاته:(البداية والتاثيرات، الشاعر واللغة، الشاعر والغناء، الشاعر والرسم، الشاعر والحب، الشاعر والموروث الشعبي، الشاعر والصورة الشعرية، الشاعر والثورة،
وغير ذلك).