رافع الناصري.. ظاهرة فنيَّة تخطّت حدود المحلية

الصفحة الاخيرة 2020/02/28
...

بغداد/ رشا عباس 
تصوير/ محمد احسان 
استذكرت دائرة الفنون العامة، الاربعاء الماضي، على قاعة عشتار، في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، الفنان التشكيلي الراحل رافع الناصري في جلسة شملت افتتاح معرض ضمّ أبرز أعماله وكلمات نقاشية حول إنجازاته وحكاياته وانتقالاته الفنية والحياتية ومعارضه منذ دخوله كلية الفنون الجميلة في الخمسينيات ولغاية وفاته بالعاصمة الأردنية عمان.
التشكيلي قاسم العزاوي أثناء إدارة الجلسة قدم شكره وتقديره الى الفنون العامة كونها تستذكر رمزا وقامة أسهمت بشكل كبير في إخراج الفن العراقي الى حدود العربية والعالمية، قائلا: "الناصري ظاهرة فنية استطاع من خلال دراسته في الصين ان يربط الشرق بالغرب ويستلهم العديد من المفاهيم الشرقية والاوروبية في تجربته التي لعبت فيها الألوان بتدرجاتها دورا كبيرا وعناصر أساسية، فأعماله تميزت بالواقعية والانطباعية، شكل الحرف العربي فيها عنصرا جوهريا، فقد أسس مع مجموعة من الفنانين جماعة الحرف الواحد، فضلا عن كونه المسهم الكبير في الرؤية الحديثة المهمة بالحركة التشكيلية العراقية والعربية".
من جانبه أشار الناقد د. جواد الزيدي الى أن الناصري ليس فنانا بل هو معلم وأستاذ رسخ مفاهيم التشكيل في نفوس طلبته من الفنانين الذين يملؤون الساحة التشكيلية في الوقت الحاضر بوصفه واحدا من الغرافيكيين المهمين الذين ذهبوا الى المرموزات الروحية العراقية والاسلامية الشرقية، مبيّنا ان الوزارة في جلستها اليوم استطاعت ان تعيد رافع الى الاضواء من جديد. 
أما المسارات الاخيرة التي عمل عليها الفنان الراحل فهي الحنين الى بغداد فقد أنجز أعمالا سمّاها "بالنهر" وهي محاكاة لنهر دجلة وتأثيره في الشعرية العربية القديمة سواء بزمن العباسيين والاندلسيين، اذ خط بلوحاته أشعارا تغنّت ببغداد وجمالها، بحسب الزيدي. 
وفي الختام، عدّ الفنان علي الدليمي الاحتفاء بالفنانين الاموات والاحياء منهم هو وفاء لهم ولاعمالهم التي لاتزال تحدث تأثيرا في نفس المتلقي وتعرف الاجيال المقبلة باهمية هؤلاء الفنانين الذين اسهموا في تأسيس القواعد الاساسية للفنون، فهو يرى ان عرض تجارب الرواد واستذكارهم بمثابة دروس علمية تقدم الى الطالب والمتذوق.  
 ويذكر أن الناصري ولد في تكريت عام 1940 وتخرج من معهد الفنون الجميلة ببغداد ، أقام عشرات المعارض الفنية، ومن كلماته في لوحته "رجل وامرأة": لا تلعن الظلام، أشعل شمعة، ثم ارسم رجلا وامرأة، في حالة حب، تستعد الحياة".