محمد خضير سلطان: القصة القصيرة هي الشكل الأدبي لتقويض الحريات

ثقافة 2018/12/15
...

حسن جوان
 
 
تناول باحثون في جلسة استضافة القاص والروائي محمد خضير سلطان يوم الخميس الماضي، خلال أمسية خاصة بمناسبة صدور روايته الصادرة مؤخراً " شبح نصفي " في جمعية الثقافة للجميع، تناولوا بالبحث مجمل سيرة الروائي الأدبية وصولاً الى روايته المحتفى بصدورها، معززين رؤية مشتركة على ان هذه الرواية قد تنتمي الى ما يطلق عليه بـ " رواية أفكار" نظراً لمغايرتها عناصر تقليدية معروفة في السرد العراقي، وارتكازها على خيوط فكرية ورؤيوية بشكل 
واضح. 
قدم الجلسة وادارها الشاعر جاسم العلي الذي أشار الى ان الادب هو صورة الشعوب بما يلتقطه من ظواهر يمور بها المجتمع، والكاتب هنا حالة جدلية مع الواقع، اذا لا يستطيع ان يشيد مسافة فاصلة بينه وبين مشروع ابداعه. وفي كلمة الضيف محمد سلطان المعنونة " نروي لكي نمتلك" فصل فيها معنى ودلالات امتلاك الحدث في السرد، وتحويله من مشاعيته الى تسجيل ملكيته عبر فعل الروي، وهو احد أدوات الملكية هنا، مستشهدا بنظرية "بول ريكور" حول الهوية السردية وتطبيقاتها في السرد التاريخي والقصصي. وأضاف محمد خضير سلطان في معرض اجابته على سؤال حول اشتغاله بين القصة والرواية بان القصة القصيرة كانت الشكل الادبي الملائم لمرحلة تقويض الحريات، وكانت القصة العراقية بصفة فنية تعمل على انها حلم، والحلم عند المستبد لا يمكن ان يقارن باليقظة حينما 
تكون رواية.
 
اوراق نقدية 
وتقدم الناقد إسماعيل ابراهيم عبد بورقة نقدية بعنوان ( قد نشم السردأحيانا) تناول فيهاالاشتغال بطريقة الروي المعتمدة على اتجاهين فنيين فقط هما الحوار والوصف، وعدم الالتقاء بينهما الا عبر القيم البعيدة واعتماد الوحدة المضللة لعائلة العراق المؤسسة للملكية، إذ أن الجغرافيا عمل فني يقوم على تعويم المكان، والزمان بالانفتاح والترميز والأرخنة المخادعة , نماذجه (طريق الهند القديم ، الكرنتينة , الكلية الحربية)، وذكر الناقد بأن السرد لم يكن قصاً موحداً ولميكن روياً متواصلاً , أنما هو لقطات من أحداث , منلوحات , من أفكار , تتضامن مع بعضها لتعطينا متعة السرد وفتنته دون إن تلهيناباشتراطاته. الناقد محمد جبير عقببإن الرواية صعبة وصعوبتها تكمن في كتابتها من نوعمختلف. فله ميزه خاصة في هذه الرواية، فاطلق مقترحا لتسميتها بالرواية الثقافية باعتمادها الفاعلالسردي وهو هنا فاعل ثقافي منظم. وختم الكاتب شمخي جبر عبر بورقته السسيوثقافية في النص الروائي(شبح نصفي)للروئي محمد خضير سلطان من خلال تصفح وتأويل الوقائع سياسيا وتاريخيا واجتماعيا ورصد الحراكات الاجتماعية وتمثلاتها في الانفلاتات والانتقالات الطبقية وفق الظروف والتطورات الاجتماعية والاقتصادية. 
واشار جبر الى ان الرواية تسعى لان (تنضوي ضمن حقل رواية الافكار)، فهناك ثلاثة مرويات كما يسميها المؤلف (الاولى تمثل النسخة الرعوية الضامرة والثانية تندرج في سياقات التحول الحديث والثالثة كانت الحصيلة الرمزية لشقاءاتهما عبر التاريخ) فهي رحلة سيسيولوجي ترصد منظومة القيم الاجتماعية الحاكمة لاتضع فواصل واضحة بين الصحراء والريف، ربما يتجلى الفرق بوجود الماء الذي يعد عامل استقرار، فتتحول الخيمة المصنوعة من الشعر او الصوف الى كوخ او صريفة مصنوعة من القصب والبردي. ربما يكون الكوخ والصريفة اكثر ثباتا واقل قلقا من الخيمة، لكن العدة العقلية والقيمية والاطر المرجعية لاتختلف بين هذا وذاك (البدوي والريفي)، ربما تتهذب او تتشذب بعض السلوكيات عند البدوي حين يصبح قرويا ريفيا، ومنها رضاه وقبوله بممارسة العمل اليدوي (الزراعة) وقد يكتسب بعض اللين والطراوة بعيدا عن الاضطراب الذي يعيشه وهو يواجه الصحراء ومجاهلها
 وتحدياتها.