مصطفى النعمان.. موصلي يعشق اللهجة «الجنوبية»

الصفحة الاخيرة 2018/12/15
...

 
بغداد / فاطمة رحمة
تمتد ذكريات الاذاعي الرائد مصطفى النعمان، الى أيام التأسيس الاولى، لتلفزيون المملكة العراقية، العام 1956. وقال النعمان، لـ {الصباح} انه {في العهد الملكي تأسس معرض بغداد التجاري، والجناح البريطاني ضم {سستم تلفزيوني} لشركة {باي} عند انتهاء المعرض اشتراه العراق، وافتتحت البنكلة وهي عبارة عن سقيفة من الجينكو} مؤكداً: {كانت الكاميرات في حينها كبيرة جدا و{الواير} كأنه حبل والمصور يقود الكاميرا مثل سياقة سيارة لكبر حجمها}.
وأضاف: «افتتحها الملك فيصل الثاني،  وكان التقديم على الهواء، وحال البنكلة حساس، بحيث التمثيلية تعرض مباشرة، فاذا مرت سيارة او طائرة او صدر اي صوت يجب ايقاف التصوير باكمله» متابعاً: «عملت فيها تمثيليات، منها مسلسل لسليم البصري و14 حلقة من «مضرب الامثال» وفي فرقة سميراميس، مع جعفر السعدي وسامي عبد الحميد وفوزية الشندي وعمانوئيل رسام، قدمنا تمثيلية «الاسطة حسن» مثلت فيها دور فتاح فال».
واشار الى ان: «افتتاح الاستوديوهات العازلة للصوت، كان بداية الستينيات، واستخدم الفيديو واستوديوهان 2 و5، وفي 1979 جاء التلفزيون الملون» مبيناً: «الاذاعة اقرب الى قلبي من التلفزيون، مع ان العمل في الاذاعة اصعب؛ الاذاعي مطلوب منه تكوين صورة شخصية مكتملة في ذهن المستمع».
وأوضح: «احس بالراحة  في العمل الاذاعي اكثر من التلفزيوني لانه يقيد الحركة والملابس وطريقة الجلوس» مواصلاً: «اعتبر نفسي خبير لهجات عراقية، سواء موصلية.. مسقط رأسي او بغدادية، ولهجة الوسط تحمل بعض التفاصيل، عشقت اللهجة «الشروكية» من خلال قصائد عريان السيد خلف واتقنتها، خاصة في الشعر الشعبي؛ لانها تعطي حق الصورة الموضوع الذي كتبت من اجله، وهذه اللهجة قريبة الى قلبي من خلال اطلاعي ومتابعتي لها منذ الستينيات؛ لانها تحمل كل البلاغات الموجودة في اللغة العربية الفصحى».
ولفت الى انه: «يحمل امنياتٍ وافكاراً عامةً اكثر من الخاصة، سألوا عبد الرزاق عبد الواحد، عن تكوين الشعر؟ فأجاب: اعطوني وزناً وقافيةً اعطيكم قصيدة، اذن هي مسألة حرفية، الحمدلله اعرف امكانياتي وقدراتي في المحاورة».
ويرى النعمان، ان: «كل بداية صعبة، وبوجود خبراء واساتذة ومحللين ومخرجين  ومذيعين، من الصعب ان تدخل بينهم، ما لم تتسلح بادوات المهنة، واهمها القراءة.. احب القراءة ومواظب عليها، واسمع اكثر مما اتكلم، الى هذا العمر وكأنني ابتدئ الان؛ فأنا راضٍ عن مسيرتي وحققت بها ما لم يأتِ على بالي».