كثفَت السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، جهودها لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد بعد تسجيل حالات اشتباه جديدة بإصابة عدد من المواطنين في محافظات البلاد، فخصص مجلس الوزراء جلسته الاعتيادية، لاتخاذ القرارات الاحترازية اللازمة للحد من خطورة الفيروس، وأكدت وزارة الصحة إطلاق خمسة ملايين دولار لمواجهته، وبينما شكل مجلس النواب لجنة برلمانية لمتابعة الإجراءات الحكومية، وجه مجلس القضاء الاعلى رئاسات الاستئناف الاتحادية كافة باتخاذ الاجراء المناسب الذي يكفل تقليل زخم المراجعين وحسب ظروف عمل كل محكمة.

وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء، تلقته «الصباح»، أن الجلسة التي عقدت، أمس الثلاثاء، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير النفط الدكتور ثامر الغضبان، «خصصت لبحث مواجهة فيروس كورونا، حيث استضاف المجلس لجنة الأمر الديواني (55 لسنة 2020)».

وأضاف البيان أن المجلس «ناقش سبل مواجهة فيروس كورونا المستجد في عموم العراق واتخاذ القرارات الاحترازية اللازمة للحد من خطورته، بحضور عدد من المحافظين في المحافظات الحدودية وممثل منظمة الصحة العالمية في العراق».

وأكد مجلس الوزراء «دعمه لوزارة الصحة والبيئة وأثنى على جهود لجنة الأمر الديواني (55 لسنة 2020)».

وعرض وزير الصحة والبيئة الدكتور جعفر صادق علاوي، بحسب البيان، «آخر التطورات وجهود السيطرة الصحية والتوعوية والمقترحات اللازمة لزيادة فعالية عمل اللجنة والتعاون مع الوزارات والمؤسسات لتنفيذ مقررات لجنة الأمر الديواني».

وفي سياق الجهود الحكومية، قال مدير عام دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور رياض عبد الأمير، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية «واع»: إن «وزارة المالية أطلقت خمسة ملايين دولار لتأمين أجهزة متطورة لمواجهة فيروس كورونا»، لافتاً إلى أن «المبلغ تم توزيعه بين المحافظات وبحسب حجمها والكثافة السكانية ونسب الحالات المصابة بالفيروس».

وأضاف أن»خلية الأزمة طالبت رئاسة الوزراء بتأمين مبلغ لشراء أجهزة طبية حديثة ومعدات ومستلزمات حماية ووقاية من المرض في بغداد والمحافظات».

كما نفت وزارة الصحة، التي خصصت الرقم (123) المجاني من أجل التواصل معها للحد من «كورونا»، نفت وفاة اي شخص مصاب بالفيروس في البلاد.

وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، في بيان تلقته «الصباح»: إن «الانباء التي تم تداولها حول وفاة احد المصابين بفيروس كورونا عارية عن الصحة». 

واضاف ان «جميع المصابين في بغداد وباقي المحافظات يتابعون من قبل المؤسسات التابعة لوزارة الصحة وهم محجورون في المراكز المخصصة واغلبهم حالتهم جيدة»، مشيرا الى ان «كبار السن المصابين الذين يعانون من مشكلات صحية نتابع حالتهم اكثر».

بدوره، أكد مقرر اللجنة القانونية في مجلس النواب، محمد الغزي، ان متابعة جهود السلطة التنفيذية لمنع انتشار فيروس كورونا في العراق سيكون من ضمن اولويات البرلمان في الفصل التشريعي الحالي.

وقال الغزي، في حديث لـ»الصباح»: ان المجلس بدأ فصله التشريعي فعلياً منذ يوم امس وسيعقد جلساته في الاسبوع المقبل ليكون من ضمن اولوياته ملف فيروس كورونا والوضع الصحي للبلاد، فضلا عن ملف الحكومة وقانون المحكمة الاتحادية، موضحاً ان المجلس شكل لجنة برلمانية لمتابعة اخفاقات الحكومة بشأن فيروس كورونا.

وبشأن مقترح لجنة الصحة النيابية الداعي إلى تمديد العطلة الربيعية للطلبة الى الحادي والعشرين من آذار الحالي، يرى عضو لجنة التربية عباس الزاملي ان تمديد العطلة الربيعية لن يضر العام الدراسي،  خاصة أن صحة الطلبة تأخذ الأولوية القصوى.

ودعا الزاملي، في حديث لـ»الصباح»، خلية الازمة ووزارة الصحة إلى دراسة الوضع جيدا في الجانب الصحي بشأن فيروس كورونا وانتشاره وإعطاء صورة واضحة لمدى انتشار الفيروس وكيفية السيطرة عليه، مرحباً بمقترح تمديد العطلة لوقف انتشار الفيروس وتحوله إلى وباء، لاسيما أن عدداً من المدارس تعاني اكتظاظاً كبيراً في عديد طلابها.

في غضون ذلك، ذكر المركز الاعلامي لمجلس القضاء الاعلى، في بيان تلقته «الصباح»، ان المجلس اوعز الى رئاسات الاستئناف الاتحادية كافة، بضرورة اتخاذ الاجراءات المناسبة التي تكفل الحد من زخم المراجعين وحسب ظروف عمل كل محكمة لمواجهة مخاطر انتشار فيروس كورونا».

وأضاف البيان أن «ملاكات الدفاع المدني والفرق الطبية باشرت اعمال تعفير وتعقيم مبنى المجلس بمادة الفاركون وهايبو كاربونات الصوديوم، فضلا عن فحص الموظفين للتأكد من سلامتهم».