أهالي {النوبة} يستأنسون التماسيح لجلب السيّاح

الصفحة الاخيرة 2020/03/06
...

 أسوان / أ ف ب
 
 اعتاد رجال النوبة في أقصى جنوب مصر قديما اصطياد التماسيح من نهر النيل وتقديمها لمن يحبّون كنوع من إظهار القوة... اليوم في قرية غرب سهيل النوبيّة، لم تعد التماسيح تعيش في النيل فحسب، بل انتقلت الى المنازل لتعيش جنبا الى جنب مع السكان.
في مطعمه المطلّ على نهر النيل في القرية، يجلس عبد الحكيم عبده (37 عاما)، ذو الشعر الكثيف والبشرة السمراء، متأملا النهر الذي يقول إنّه "يمثّل بالنسبة إلى النوبيّ كيانه وحياته.. كل شيء فيه نعده مثل الملائكة"، في إشارة إلى التماسيح.
ويضيف أنّ التمساح اليوم في غرب سهيل، القرية في محافظة أسوان على بعد نحو 900 كلم جنوب القاهرة، بات مصدرا للرزق وجذب السائحين.
بين شوارع القرية الضيقة التي اصطفت على جانبيها منازل وبيوت ضيافة بألوان الأزرق والأبيض وعلتها قباب ذات نقوش مثلثة، تُعلق تماسيح محنّطة على رؤوس الأبواب كعلامة تدل على أن صاحب البيت يستأنس زاحف النيل.
في أحد هذه المنازل، وقف ممدوح حسن (45 عاما) حاملا بين يديه تمساحا حديث الولادة والى جواره حوض إسمنتي واسع يمكث بداخله تمساح آخر طوله نحو متر ونصف.
ويقول حسن مشيرا الى الحوض "هذه فرانشيسكا عمرها 15 عاما.. هي حاليا في بياتها الشتوي لا تتحرك كثيرا".
ويضيف وهو يتحسس ظهر تمساحه بيده من دون خوف أو تردد "أربّيها منذ ولادتها وهي تأكل السمك واللحم والدجاج".
تعلّم حسن تربية التماسيح من والده. "كان والدي من أوائل الناس هنا في القرية النوبيّة في تعميم فكرة تربية التماسيح في المنازل لغرض السياحة".
ويقول "يكبر التمساح معنا في المنزل. وبطبيعة الحال لا يكون نتيجة لذلك شرسا كما هو معروف عن التماسيح، إذ أنه يفقد ذلك بمرور الوقت ومن خلال كثرة تعاملنا معه وتقديم الطعام والرعاية له".
الى جانب حوض التمساح، وقف هاني (35 عاما) المقبل من القاهرة، مرتديا قبعة حمراء لحمايته من الشمس وملابس صيفية ما يعكس حرارة الجو. ويقول "أتيت أنا وأسرتي لتمضية إجازة نصف العام الدراسي حتى يرى أطفالي التماسيح عن قرب ولكي نستمتع بشمس أسوان".
ويوضح حسن أنّه بعد نفوق التماسيح أو قتلها لأي سبب، يتم تحنيطها. ويقول "على الرغم من علمنا جيدا بقيمة جلود التماسيح، إلّا أنّنا لا نبيعها.. نحن نعتزّ بها".
وكان حسن يحمل تمساحا كبيرا حديث التحنيط بين يديه ويقول "هذا فرانكو. لقد مات الشهر الماضي".