بغداد / فاطمة رحمة ومحمد اسماعيل
"التسكام" مفردة بغدادية، تكاد تنقرض من ذاكرة النجّارين، قال الأسطة ناظم صادق صاحب محل للنجارة في الصالحية، مؤكدا "التطور عجّل بالتغييرات، لكن ما زال الناس يوصون بنجارة الأثاث بالمواصفات التي يريدونها، وهذا هو معنى كلمة "تسكام" التي تعني "توصاه" أي أن الطلب مستمر لكن التسمية غير متداولة".
أضاف الأسطة ناظم: "أنواع الخشب التي نشتغل بها، هي "الجام" و"الجام المصفى" من ألمانيا وكندا، و"الجاوي" الروسي، والآن دخل المستورد من مصر وسوريا، منقوشا وجاهزا من مناشئه"، متابعا "يختص كل نوع بحاجات معينة، مثلا "الكنتور" نستعمل له خشب "المعاكس"، اما المناضد فـ "جاوي" او "صاج" كاونرات المطابخ لزاما نستخدم لها خشبا صقيلا؛ لأن أي خشب آخر تتشبّع مساماته بأبخرة الدهون مسبّبا رائحة فظيعة".
أشار ناظم صادق، الى أن "النجّار يعمل كلّ شيء يطلب منه، فبعد التقطيع "يكنش - ينفذ" وتكون الحاجة جاهزة بعدئذ"، موضحا "أغلب النقشات هي الـ "NDF" ولكل حاجة نقشتها "الكومدي له نوع و"الجرباية – السرير" للصدر.. أي الرأس العالي أنموذج متخلف عن الرأس الناصي.. عند القدمين".
بيّنَ النجّار نجم الخفاف في منطقة الفضل، أن: "النبي نوح.. عليه السلام يعد النجّار الأول في التاريخ"، مواصلا "بارك الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله، بالنجارة والتجارة؛ لأنهما عماد كل بيت".
لفت الخفاف الى أنّ "تعلّم النجارة "ذبّة" تبدأ من الطفولة"، متلكئاً بلفظ "العلم في الصغر كالنقش على الحجر" مفيداً "تتوزع مهمات النجارة بين خلفات وصنّاع، مساعد نجّار، بغض النظر عن العمر، في المعامل الكبيرة، وهي مهنة تدرس، قسماً في إعداديات الصناعة، يتخرج فيها حرفيون بدرجة خلفة".
نوّه نبيل نوري المطيري نجّارٌ في منطقة الشهداء "لم تحتفظ النجارة بحرمتها، إقتحمها الطارئون وأبعدوا أهلها، صاروا أهم منهم، مثل كل المهن بعد 2003"، مرجحا "كما تعاني من مزاحمة المستورد بأسعار أرخص من الـ "التسكَام" فتفضله الناس برغم عدم كفاءته وسرعة تلفه"، مشددا "لكن بموازاة المستورد، ما زال الناس يطلبون الـ: تسكَام – توصاه".