عندما مدت المستشارة الالمانية، انجيلا ميركل، يدها لتصافح وزير داخليتها، هورست زيهوفر خلال حضورها اجتماعاً وزارياً، رفض مصافحتها واكتفى بالتلويح لها من بعيد. قبيل تفشي "كورونا"، كان لتصرفه هذا أن يفهم على انه سلوك سيئ، لكن وجود 150 إصابة مؤكدة في المانيا، دفع ميركل للقول مبتسمة: "هذا هو الشيء الصحيح والواجب فعله".
أجبر فيروس كورونا على تغيير الكثير من التفاعلات الاجتماعية في الغرب، فباتت التحيات اليومية المنتشرة في الثقافة الغربية كالمصافحة والتقبيل والعناق، غير مرحب بها كما في السابق.
تشير نيكي ميلنر، مدير التعليم الطبي بجامعة انجليا روسكن البريطانية الى أن: "العلم يقول ان المصافحة أمر مثير للاشمئزاز"، موضحة "ان الابحاث تشير الى اننا نحمل في ايدينا، في المتوسط، 3آلاف و 200 نوع من البكتيريا تنتمي الى 150 صنفاً مختلفاً، وان معدل عدد مرات مصافحتنا للآخرين خلال سنوات حياتنا هي 15 الف مرة، وتنقل المصافحة بكتيريا بمعدل ضعفي ضربة القبضة او "هاي فايف". تقول ميلنر ان الانحناءة اليابانية والطريقة التايلندية بضم راحتي اليدين معاً بطريقة تشبه وضع الصلاة مع الانحناء، هي طرق صحية أكثر"، مضيفة "في اثيوبيا، صارت التحية من خلال اللمس من منطقة الكوع ومن ثم ضرب الاكتاف بصورة متعاكسة". لكن مثل هذه التحايا قد لا نراها في المملكة المتحدة لأن "التحدي هو التحول الثقافي".
ومع تزايد التغيير في سلوك الناس، كانت المجتمعات الكنسية من بين الذين بدؤوا باتخاذ الاحتياطات اللازمة، من خلال تقديم النصح للمصلين ممن يعانون من السعال أو الانفلونزا، بالامتناع عن المصافحة "كعلامة السلام"، فضلاً عن القيام بوضع "قربان التناول" في أيدي المصلين وليس على لسانهم. وقد لجأت الكثير من الكنائس الكاثوليكية بالفعل الى تسليم القربان بهذه الطريقة.
في ايطاليا، يشير انجيلو بوريلي، رئيس إدارة الحماية المدنية ، الى أن الطبيعة الودودة للايطاليين قد تسهم بانتشار الفيروس، وحث مواطنيه ليكونوا "أقل تواصلاً وانفتاحاً". والحال ذاتها في فرنسا، اذ نصح اوليفيه فيران، وزير الصحة، الناس بالامتناع عن العناق والتقبيل، بالرغم من ظهور الرئيس الفرنسي ماكرون وهو يقبل رئيس الوزراء الايطالي، جوزيبي كونتي مرتين خلال قمة نابولي مؤخراً.
*صحيفة الغارديان البريطانية