بغداد / محمد اسماعيل
تصوير: محمد احسان
لفت اهتمامي سائق التاكسي علي عبد الحسين حافظ، وهو يرتدي كمامة ذات شبكة بلاستيكية سوداء، بانت من عيون الشبكة تفاصيل مركبة تحتها، تجعل صوته يأتي للسامع من عمق بئر سحيقة.
سألته عن تأثر رزقهم بانتشار فايروس "كورونا" في العالم قاطبة؟ فأجاب "حركة الناس قليلة في بغداد بسبب الهلع الذي شمل الصوبين كرخ ورصافة" مؤكداً "أتجول في ارجاء بغداد فأجد ان أول المتأثرين هو رزق سائق
التاكسي".
وأضاف "لم نتلق تعليمات او معقمات للوقاية من الاصابة بـ "كورونا" لا من وزارة الصحة ولا المرور" متابعاً "أعتمد على نفسي في تعقيم السيارة من الداخل والخارج، وتنظيف "الكشنات – المقاعد" وها أنت تراني مرتدياً القناع الواقي وبالتالي الاعمار بيد الله".
قال صاحب أحد المطاعم في الميدان ، "قلّ الشغل فمعظم الناس "كعدوا" في البيوت، والدوائر تقلص دوام منتسبيها الى خمسين بالمئة" مشيراً الى ان "تنظيفات فائقة الحرص نجريها يومياً على أركان المطعم وأدواته ولم نعد نكتفي بغسل الملاعق والصحون والادوات الاخرى التي يستعملها الزبائن إنما نعقمها، وألزمت العمال بارتداء "قفازات – كفوف" طبية وعدم ملامسة حاجات الزبائن، ودربت العمال على التعليمات والارشادات التي تلقيناها من فريق طبي متخصص زارنا".
قلب أحمد سعد، "كرويتات" مقهاه الكائن في الميدان، منوهاً "سمحت مفارز وزارة الصحة والبيئة، بالسفري شاي وقهوة وحليب وكباتشينو وعصير وسواها، مانعة الجلوس" موضحاً "وإن تأثر رزقنا، لكنها فترة نتعاون خلالها مع الجهات الرسمية والمجتمع؛ لعبور الازمة، من دون خسائر بالارواح
إن شاء الله".
وأفاد مصطفى صادق ومرتضى صادق وصباح حيدر، العاملون في مخبز "ريحانة المصطفى" بالفضل "تأثير انتشار فايروس "كرونا" على السوق كبير ، إذ قل الشغل، فالناس صارت تفضل خَبْزَ عيشها بالتنانير المنزلية الخاصة، بدل الاختلاط بالآخرين" وبشأن الرقابة الصحية والسياحية، في ظل الازمة، مضوا الى القول: "جاءت مفارز وفرق صحية.. زارت المحال الواقعة في الجهة المقابلة لنا ووجهتهم، ونظنها ستصلنا قريباً" مجمعين: "خليها على الله". ونوه احمد سعد صاحب حلاقة في الفضل "لاحت شظايا "كورونا" عملنا من بعيد بدرجة خفيفة" مشدداً "زارتنا فرق صحية وسياحية، قدمت لنا إرشادات ، التزمناها، تشمل كيفية تعقيم أدوات الحلاقة، وضمان عدم انتقال الفايروس إذا صادف أن "زين" في محلنا شخص حاضن لـ "كورونا" ولم تمر عليه الايام الاربعة عشر اللازمة لظهور
الاعراض".