بغداد/ بشير خزعل
في أغلب أحياء وأزقة مدينة الصدر ومناطق شعبية اخرى في جانب الرصافة من بغداد، ما زالت المحال والاسواق تفتح ابوابها بالرغم من التحذيرات والجهود المتواصلة، التي تقوم بها وزارة الصحة والجهات الامنية، لغرض فرض حظر التجوال، بسبب انتشار فيروس "كورونا" بشكل خطير في أغلب دول العالم، الدوائر الصحية في مدينة الصدر، تحاول توعية ابناء المناطق السكنية في المناطق الشعبية بخطورة المرحلة الحالية، وضرورة تعاون الجميع في تجاوز الازمة الوبائية التي تضرب جميع مدن العالم.
ظواهر
بعض المقاهي ومحال الكوفي شوب واسواق اخرى ما زالت تعمل بالخلسة او بشكل علني ينم عن جهل وعدم اكتراث بحجم المشكلة الكارثية، التي يمكن ان يسببها انتشار الفيروس بين ابناء المناطق الشعبية في ساعات محدودة.
عدم المبالاة
صلاح عبد الله صاحب محل الكترونيات ابدى عذراً غير مشروع لتواجده في المحل، بالرغم من حظر التجوال قائلا: إنه يشعر بضجر من التواجد في المنزل على مدار اسبوع مضى وانه يحاول تمضية الوقت من خلال تواجده في المحل مع بعض اصدقائه.
"كوفي شوب"
من خلال وضع ستائر مظللة واضواء خافتة تعمل بعض محال الكوفي شوب خلسة، وتزدحم بزبائن اغلبهم من مراهقين وشباب غير واعين لمخاطر انتشار فيروس" كورونا" الذي دمر دولا متقدمة في اجراءاتها الوقائية، يقول مواطن رفض ذكر اسمه: إن محال الكوفي شوب تعمل ولم تتوقف منذ بدء حظر التجوال وحتى الآن، وبعض اصحاب العمارات التجارية يشجعون اصحاب المحال على فتح محالهم لغرض استيفاء الايجارات الشهرية وابطال دعوات التكافل الاجتماعي لعبور هذه المحنة.
نداءات
الدوائر الصحية في مناطق مدينة الصدر وبعض احياء مدينة الشعب والاحياء العشوائية تحاول بجهود مستمرة توضيح خطورة حجم الكارثة الصحية التي يمكن ان يسببها عدم الالتزام بحظر التجوال، احد سكنة مدينة الصدر المواطن فلاح حسن (46) سنة قال: رغم التزام أسر كثيرة في مدينة الصدر بحظر التجوال، الا ان فئة الشباب هم الاكثر مخالفة لشروط الحظر الصحي وكذلك اصحاب المحال والاسواق والمقاهي، ولذلك لابد من تدخل القوات الامنية بشكل كبير للحد من هذه الخروقات التي ستسبب لنا كوارث صحية، بعد ان عجزت الدوائر الصحية بالرغم من جهودها التثقيفية الكبيرة في مدينة الصدر وباقي المناطق الشعبية الاخرى من اقناع الكثيرين من تطبيق حظر التجوال والاجراءات الوقائية بشكلها الصحيح.
دعوة
شيوخ ووجهاء في مناطق مدينة الصدر دعوا القوات الامنية للمشاركة في ردع المخالفين بقوة القانون، خوفاً من تفشي انتشار الفيروس في المناطق الشعبية المكتظة بالسكان، سيد حسن المولى احد وجهاء مدينة الصدر، اشار الى ضرورة تواجد قوات الجيش في شوارع المدينة واغلاق جميع المحال غير المشمولة بالاستثناءات الضرورية، ودعا الى تطبيق القانون بشكل فعلي على جميع المخالفين وغير المكترثين بسلامة وصحة الناس، بينما طالب الشيخ شياع البهادلي احد وجهاء مدينة الصدر بتوفير سلات غذائية للأسر الفقيرة لمنع الحركة وخروجهم من اجل العمل والالتزام بحظر التجوال.
تنسيق
السيد ابراهيم الجابري مدير مكتب الصدر في بغداد قال: سنتجمع بشكل مستعجل مع قيادات القوات الامنية، لغرض التنسيق بتطبيق حظر التجوال بشكل فعلي في مدينة الصدر ومنع التجوال لتلافي حدوث تفشي الاصابة بفيروس"كورونا"، الذي يمثل خطر كبيرا على صحة ابناء المدينة، بسبب عدم التزام البعض بالاجراءات الوقائية والصحية، اما بسبب غياب الوعي الصحي او بسبب الحاجة الى العمل، كون اغلب ابناء المدينة هم من الأسر الفقيرة، التي تعتاش على اعمال يومية، وأكد السيد الجابري أنَّ "التعاون ما بين أبناء المدينة والأجهزة الصحيَّة والأمنيَّة وحده الكفيل بتجاوز الأزمة الوبائيَّة التي تجتاح العالم وأطاحت بدولٍ تمتلك أنظمة صحيَّة متطورة وقدرات كبيرة".