أفكارٌ لتمضية الحجر الصحي

اسرة ومجتمع 2020/03/29
...

بغداد/ سرور العلي
 
 
 
بحركات رشيقة تواصل رنا مجيد (30) عاما، رسم لوحتها في شرفة المنزل، وهي تجلس وسط علب الألوان والفرش بينما راحت من حين لآخر ترتشف كوب القهوة الساخنة، ومن الخلف كان صوت كوكب الشرق يصدح في الأرجاء، وعبرت مجيد عن سعادتها بالعزل قائلة:»الحجر ساهم في عودتي لشغفي القديم بالرسم إذ بادرت بإبداع الكثير من اللوحات الزيتية والمائية، وكانت أغلبها تواكب الحدث وتصور ما يمر به العالم من أوضاع بائسة، موضحة: بسبب الوظيفة لم تتوفر لي فرصة لممارسة هوايتي وقضاء وقت ممتع معها، أمل من الجميع في تلك الأيام تنمية قدراتهم ومواجهة الخوف بأنشطة إبداعيَّة».
وتنصح ماجدة حيدر (45) عاما، بالتمتع بقضاء أوقات سعيدة ومفعمة بالحب والتواصل مع الأبناء وزيادة الروابط الأسرية، وأضافت:»هذه فرصة جميلة لإعادة الترابط وكشف احتياجات الأبناء ومشكلاتهم، ومعالجتها بالتفاهم والمحبة».
أما الشابة نور دريد استغلت دراستها لعلم النفس في تقديم المساعدة للآخرين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بكسرعزلتهم وتخفيف عنهم 
القلق ورهبة المرض، وأضافت» معظم 
الناس لديهم وسواس قهري بإصابتهم بالفيروس، ويتوقعون أعراض 
ومشاكل ستقضي على حياتهم، مهمتي هي دعمهم وأبعاد الخوف والهواجس وطرد شعور الوحدة والتحكم في قلقهم».
وتابعت: «تصلني في اليوم الواحد عشرات الرسائل المحملة بالهلع، وأنا بحكم دراستي أحاول قدر الإمكان مساعدتي لهم».
وترى الثلاثينية سهاد يوسف، من أن هناك أنشطة منزلية خاصة بالأطفال بإمكانها أبعادهم عن الشعور بالملل بممارسة ألعاب تعليمية وهادفة لاسيما وأن الإنترنيت مملوء بها».
اما أحمد رحيم (35)عاما، (تدرسي للصفوف الثانوية)، سخر جهوده لتقديم الحصص الدراسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال بحماس ظاهر:
«نظرا للأزمة التي يمر بها العالم وإغلاق كافة المدارس قررت مع مجموعة من زملائي إعطاء المواد التعليمية للطلبة واستغلال أوقاتهم في البيت من أجل تعلم اللغة الانكليزية، أقوم بنشر محاضرة واحدة كل يوم».
وحث رحيم الأهالي أيضا على دعم أبنائهم بشتى الطرق لتعويض ما يفوتوهم في المدرسة بوضع خطة يومية، والتواصل مع المدرسة واستخدام طرائق تعلم مختلفة.
وقال حارث العاني(طالب ثانوي):» واظبت على تتبع دروسي عبر الانترنيت من خلال بث الحصص، ومواصلة المادة التعليمية إذ ساعد معظم الأساتذة الأكفاء في إيصال المادة بكل حب وعدم أهدار العزل، واستثمار الوقت لإكمال المنهج».
وكان للنشاط المدني دوره البارز إذ قامت الناشطة علا ليث، بجمع التبرعات من الأسر الميسورة وشراء مكائن الخياطة لإنتاج كمامات وقائية وتوزيعها على العاملون في البلدية ورجال الأمن، بينما قام الشاب فارس حسام بتصوير مقاطع الفيديو، ونشرها على موقع يوتيوب لمواجهة خطر كورونا، وعن ذلك بين:»الهدف من مبادرتي هو إعطاء إرشادات، ونصائح والاستخدامات الصحيحة للمعقمات والكمامات ومختلف الإجراءات الوقائية لمواجهة المرض والحد منه، نالت المبادرة الكثير من الإعجاب والترحيب».
وتسهم مريم جاسم (29) عاما، بإعطاء نصائح عبر يوتيوب لمحاربة البدانة التي يسببها العزل، وقالت:»الجلوس في البيت والحجر سيساهم بمضاعفة معدلات السمنة لعدم الخروج للعمل، هدفي هو التذكير على ممارسة الرياضة اليومية في البيت حتى لو لم تملك أجهزة رياضة».
وقالت الشابة زينب منير(طالبة جامعية):» وفر لي الحجر فرصة جيدة لقراءة المزيد من الروايات، وكتابة يومياتي وعما يحدث في العالم من أخبار سيئة ومرعبة».
وتنشغل الحاجة أم وسام (63)، في تنظيف منزلها وتعقيمه باستمرار وأوضحت مبتسمة:»الأمر يتطلب عناية فائقة ونظافة دائمة على أمل القضاء على خطورة الفيروس وانتشاره».
ويعمل الحاج علي حسن(75)عاما، على العناية والاهتمام بحديقته المنزلية وتوفير أجواء مريحة وجميلة مؤكدا»أن هناك الكثير من الوسائل المتاحة على الكل استغلالها لإنجاح الحجر الصحي».