«الصباح» تقترح: من هو الأول؟

الصفحة الاخيرة 2020/04/01
...

زيد الحلّي
 
عيون العراقيين ترنو الآن الى اخوانهم الذين حباهم الله بالرزق الحلال والثراء الموزعين في بلدان العالم، ترنو اليهم، ليس طمعاً بحاجة مادية على شكل معونة في الظرف الصحي الذي يمر به الوطن ، نتيجة فيروس كورونا ، بل الى موقف شجاع ، يظهر معدن رجال رضعوا من حليب امهات طاهرات ، وشربوا ماء دجلة والفرات، وشموا هواء بلاد الرافدين.. موقف يرضي الضمير والوجدان..
اظن ان انبثاق لجنة سريعة تمثل ميسوري العراق المتواجدين في بقاع الارض، لاسيما في دول الجوار تحظى بثقة الجميع، مهمتها جمع تبرعات مالية ، تناسب حالة العراق المبتلى بالفيروس الاسود « كورونا « وتناسب سمعة واسماء اصحاب المشاريع الضخمة التي يعرفها العراقيون عن كثب، هي نقطة الارتكاز في هذا المقترح.
لا خجل من القول ان العراق الان بحاجة الى ابنائه، فدواء وباء « كورونا» ومستلزمات مواجهته يتطلبان مسؤولية مجتمعية ، واموالاً، وجهداً كبيراً ، لوجود ملايين المواطنين واسرهم ممن فقدوا موارد ارزاقهم نتيجةقرار الحظر الذي اتخذته الدولة حرصاً على السلامة العامة، وايضاً انخفاض اسعار النفط الذي نعتمد عليه بصورة اساسية، كل ذلك، وغيره الكثير، بحاجة الى المساهمة المالية من ابناء العراق الميسورين،فالتكافل الاجتماعي يعمل على صون الفرد في مجتمعه وشعوره بالطمأنينة والراحة والحب، وزيادة الثقة بالنفس، لاسيما حين يكون مصدر هذا التكافل اشقاء وابناء البلد الواحد، فبذلك يصبح المجتمع اكثر لحمةوتماسكاً، ويستطيع مواجهةاكبر الازمات التي تعترض الطريق، كما انه يسهم في زوال الضرر وسد متطلبات الحياة، التي شحت في المرحلة المعروفة الحالية، ويسهم في زيادة اواصر الالفة والوفاق بين افراد الشعب..
 لا شك، ان الرؤية البيضاء التي ينبغي أن نشترك بهاجميعاً، ازاء واقعنا المعاش في ظل الظرف الصحي العصيب، هي عنوان نبيل، وتمثل الاخوة الصادقة ، والحب النقي،وبهذه الخصاليمكننا الانتصار على الوباء الخبيث، وحل كل مشكلاتنا المالية ، إن اتحدت قلوبنا بنبض واحد..
لقد كان لمبادرة البنك المركزي العراقي، بفتح باب التبرعات امام البنوك الرسمية والاهلية والشركات المالية، اثر طيب في نفوس العراقيين، حتى ان تلك التبرعات، قاربت الـ 45 مليار دينار، وهو مبلغ سيسهم، في توفير مفاصل كثيرة من احتياجات وزارة الصحة ازاء فيروس كورونا، لكن الطموح، يتجه الى الجهات العليا ، من اجل اتخاذ خطوات عملية، لإغناء صندوق التبرعات، مثلما تبقى العيون متجهة الى رأس المال العراقي في الخارج، فنحلة واحدة لا تجني عسلاً ، مثلما لا يبنى الحائط من حجر واحد..
وبانتظار صاحب الخطوة السباقة من ميسوري العراق في الخارج،فمن هو المبادر الاول، الذي ستنشر « الصباح « صورته واسمه على صفحتها الاولى؟.