انتشر بالآونة الاخيرة العديد من القاعات الفنية والكاليريهات في بغداد، وراحت تمارس نشاطها الفني وتقيم الاماسي والفعاليات الثقافية والفنية، على نحو غير مسبوق في ارجاء العاصمة، ما يعكس الوجه الحضاري لهذه المدينة وهي تواصل خطابها الثقافي.. وفي أحيان كثيرة تقام أكثر من فعالية وأمسية بوقت واحد، فنتحير الى ايهما نمضي؟.
فهناك مقهى رضا علوان ومقهى كهوة وكتاب ومنتدى بيس بغداد، وملتقى الخميس الابداعي، وملتقى الاذاعيين والتلفزيونيين، وقاعة حوار وكاليري مجيد.. واخرها قاعة عناوين، التي فتحت قبل أيام. ولغرض تسليط الضوء على هذه الظاهرة الجميلة والآخذة بالاتساع والانتشار، كانت لـ "الصباح" جولة لعدد من هذه القاعات والمنتديات للحديث مع اصحاب الشأن.
عادت الاعلامية بشرى سميسم مسؤولة اللجنة الثقافية في منتدى "بيس بغداد" بذاكرتها الى حقبة الثمانينيات قائلة:"انتشرت عشرات القاعات الفنية في هذه الفترة مثل قاعة الرواق وقاعة الرشيد وقاعة حوار وغيرها.. وكانت ملاذاً لكل الفنانين وطلبة الفن، بعد ظروف العراق الراهنة تدهور المشهد الثقافي بشكل كبير، نظراً لفقدان الامان ما انعكس على كل مناحي الحياة، لاسيما على الواحات الثقافية كالمقاهي الفنية والقاعات".
وتواصل سميسم سرد حديثها.. "بعد أن شهد العراق نوعاً من الاستقرار، انتعشت بشكل ملحوظ هذه القاعات التي ترتادها النخبة الثقافية واصبحت متنفساً لجميع المثقفين والفنانين وجمهورهم، وهذا برأيي مناخ صحي ودليل على أن الجو الثقافي اخذ يتعافى".
فيما اشارت النحاتة كفاح عبد المجيد مسؤولة كاليري مجيد الى أن "الاسس الصحيحة لنهضة الامم تأتي من تهيئة النخبة من المبدعين في مجال السياسة والثقافة والفنون والعلوم.. مؤكدة هذا الشرط يحتم وجود بيئة مناسبة للحوار والنقاش بكل حرية، وانا اؤكد على عنصر الحرية، التي هي غذاء المبدعين".
وترى عبد المجيد ان انتشار المنتديات وقاعات الفنون والثقافة اليوم في بغداد، علامة تبشر بنهضة وهي حالة صحية سوف تأتي ثمارها من الوعي والحس الثقافي.
الجدير بالذكر ان الفنانة كفاح عبد المجيد فتحت قاعتها امام المبدعين لاقامة نشاطاتهم من دون أي مقابل.
الفنان بارع جبار الذي افتتح قبل ايام قاعة ومعهد " عناوين" تحدث عن فكرة مشروعه الثقافي قائلاً:" انطلقت الفكرة من مجموعة من الاصدقاء بمختلف المجالات الفنية، بأن يكون هناك مكان جامع لكل الفنون، فأنت ممكن أن تقرأ أو تشاهد معرض فني أو تسمع موسيقى.. بنفس المكان، فانبثقت قاعة "عناوين" بهدف ان نعمل حواراً بين الاجيال.
مشيراً جبار الى ان المشروع فني ثقافي وليس ربحياً وبامكان أي فنان أن يقيم نشاطه مجاناً، مختتماً حديثه بامنية " اتمنى ان لا يقول الفنان أنني احتاج الى دعم".