كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة فرضت نفسها بقوة في ساحات الرياضة ، لتستقطب الأطفال ممن شغفوا بحب الساحرة المستديرة وتملكتهم تلك التي جذبت الأنظار اليها من دون بقية الرياضات الأخرى ، لنرى كيف تهافت اللاعبون خصوصا من الفئات السنية الصغيرة الذين يمنون أنفسهم بالوصول لما وصل اليه نجوم الأمس واليوم ، الا وهي الأكاديميات الرياضية التي صارت تفوق الأندية والملاعب والمؤسسات الرياضية ، فعلى ما يبدو فان طريقة تأسيسها تعد سهلة جدا بحيث أصبح أغلب لاعبي الأمس يمتلكونها ، وعن مدى صلاحية تلك الحالة ومعرفتها جيدا ان كانت صحية أو غير صحية حاورت (الصباح الرياضي) مدير المركز الوطني للموهبة الرياضية اللاعب الدولي السابق بسام رؤوف ، ليدلي بدلوه حول ظاهرة تعدد الأكاديميات الرياضية لنسجل معه هذا الحوار ..
• حدثنا برأيك الشخصي في مدى صلاحية وفرة الأكاديميات الرياضية ، هل هي ظاهرة صحية وتخدم كرتنا أم لا ؟
- بصراحة أرى ان الأكاديميات المعتمدة في العالم تختلف عما هو موجود في العراق ، لأن هذا الموضوع من وجهة نظري المتواضعة أصبح استثماريا أكثر مما هو يدر بفائدة فنية على اللاعبين.
• وكيف تقيم عمل القائمين عليها ، بعد أن نظرت له انه استثماري وليس فيه فائدة فنية ؟
- من خلال ما تابعناه فان هناك مدارس تخصصية غير معتمدة ، لأن مفهوم الأكاديميات شامل للبرامج التعليمية والتربوية واللوجستية والتدريبية ، بينما أشرت ظاهرة تأسيس الأكاديميات في العراق الى انها عبارة عن جهات ربحية استثمارية فقط.
• لماذا حكمت عليها بهذا الحكم القاسي ؟
- لأنها لا تتوفر فيها البرامج والتنظيم ولا حتى التطوير الفني المطلوب عند أغلبها وليس جميعها ولا نريد أن نذكر أسماءها ، لتصبح في النهاية عبارة عن ساحة مفتوحة للاستغلال.
• بكلامك هذا فقد أفرغتها من محتواها الايجابي والغرض الذي تأسست من أجله ، فماذا تقول ؟
- أنا لا أريد اتهام من أسسها لكن ربما لأنها حديثة على مجتمعنا نوعا ما لذلك لم تتوضح معالمها بعد ما بين السلب والإيجاب ، الا اننا يمكن أن نعدها ظاهرة لها ايجابياتها وسلبياتها ، فتتركز إيجابياتها بأنها فرصة للأولاد بالتواجد في الملاعب القريبة لدورهم لممارسة الرياضة والابتعاد عن المهالك السلوكية بالشارع ، فضلا عن فتح فرص عمل للمدربين .
• لننتقل الى مراكزكم التي تشبه الى حد ما عمل تلك الأكاديميات التي وصفتها بالسلبية أكثر مما هي إيجابية ، فبماذا ستحدثنا عنها ؟
- بصراحة ان مراكزنا للموهوبين فأهدافها ومخرجاتها معروفة لدى الجميع وهي مجازة من قبل الدولة وأغلب العاملين فيها هم أسماء كبيرة في عالم التدريب ، فمركزنا خلال 6 سنوات وبالبيانات خرج أكثر من 100 لاعب ينضوون حاليا تحت لواء المنتخبات الوطنية ، إضافة الى انضمامهم مع أنديه الزوراء والطلبة والشرطة وأمانة بغداد والقوة الجوية.
• إذن لماذا لا يتم تطويره أو توسيعه لاحتواء هذا العدد الهائل من اللاعبين الصغار الذين ذهبوا الى الأكاديميات التي همها فقط كسب المال بحسب ما ذكرت ؟
- الحقيقة وبكل فخر فانه وفي تاريخ العراق لن تجد ناديا أو مدرسة تخصصية حققت هذا النجاح الذي حققه مركزنا ، لكننا وللأسف مظلومون لتعرضنا الى الإجحاف من قبل الإعلام الذي يعد الشريك الأساسي في بناء رياضة أي بلد ، فضلا عن عدم وجود أي تقييم أو تكريم من أي جهة رسمية.
• لمن تعزو هذا الإجحاف بحقكم ، وهل هو مقصود أم حصل بصورة عفوية ؟
- لا أستطيع الجزم بهذا الخصوص ، بل يمكن أن يكون بسبب الجهل أو ربما لكره الإعلام لوزارة الشباب ، فالوزير السابق عبد الحسين عبطان لم يهتم بالموهوبين بل جعل جل اهتمامه ينصب على بناء الملاعب فقط.
• هل يمكن أن توضح لنا هذه الخصوصية ليتسنى للمتابعين معرفة الامور بالتفصيل ؟
- كانت هناك مبالغ ترصد من وزارة المالية لتكون ضمن الخطة لمشروع مراكز الموهبة الرياضية ، وهي مخصصة للبرامج والبطولات والمعسكرات ولصيانة الملاعب والقاعات ، ويحق للوزير مناقلة تلك الأموال لمشاريع أخرى اذا ما اقتضت الضرورة ، لذلك كان الاهتمام بها أكثر عند الوزير عبطان من اللاعبين الموهوبين والاهتمام بهم ورعايتهم.
• ما هي انجازات مركزكم على الصعيد الدولي؟
- قبل أشهر قليلة أحرزنا المراكز الاولى لبطولة الأكاديميات العربية التي نظمت في قطر للفئات العمرية 2004 ، 2005 ، 2006 بقيادة المدرب محمد أنور جسام وبأعمار حقيقية وبشهادة الجميع.
• وماذا كان رد فعل الوزارة إزاء هذا الإنجاز ؟
- بابتسامة خجولة .. لا شيء على الإطلاق ولا حتى الحديث عن الإنجاز من قبل الوزارة أو الايعاز بتكريمنا حتى اللحظة.