كانت واحدة من المجاهدات في انتفاضة شعبان عام ١٩٩١ الى جانب اولادها الثلاثة، كان واجبها آنذاك حمل القنابل اليدوية والسير مع المجاهدين وبعد اعتقالها اثناء نزول الجيش الى ازقة المدينة تعرضت الى ابشع انواع التعذيب في دهاليز الأجهزة القمعية.
وتتذكر الحاجة بنية الشكري والدة الشهيد سالم والمجاهدين غانم وصالح هلال في كل عام تلك اللحظات التي أراد الله بها ان ينتقم من عدو الانسانية لن أنسى ذلك المشهد حيث حبل المشنقة وهو يلف رقبة الطاغية صدام اجزم انه لن يمحى من ذاكرة المضطهدين والمظلومين، حيث تتجدد حكايته في نيسان من كل عام مع رحلة الضيم والقهر والحرمان التي عاشها العراقيون بكل فئاتهم وطوائفهم على مدار خمس وثلاثين سنة من حكم البعث، كانت مليئة بالقتل والتهجير والتغييب والحروب والجوع".
واضافت"تعرضت مع أولادي الثلاثة الى الاعتقال عشية مشاركتنا في انتفاضة شعبان المباركة وكنت آنذاك احمل تحت عباءتي القنابل اليدوية وحتى بعد اطلاق سراحنا امتلأت حياتنا جوراً وظلماً من قبل النظام القمعي وكنا ننتظر بفارغ الصبر قرار القصاص من طاغية العراق".
وتكمل الشكري" يوم التاسع من نيسان قررت إرادة العدل الإلهي وضع حد لذلك الجبروت الذي ملأ الارض طغياناً وعنجهية وادخل البلاد والعباد في متاهات القتل وسفك الدماء التي دفع ثمنها الآلاف من شباب العراق ، كان من اجمل الايام أعاد عمري الى الوراء عشرات السنين شعرت حينها ان الارض لا تسعني من الغبطة ".
وتابعت "حرصت على متابعة جلسات محاكمته وفي كل جلسة اتحدث معه واسأله، اي قساوة قلب تحملها وأي رعونة نفس تتصف بها ؟دمرت البلاد والعباد وقتلت الشباب والشابات وهجرت الشيوخ والأطفال والعجائز ولم يسلم من سيفك حتى ابناء عمومتك، لقد آن الاوان كي تنال جزاءك العادل على يد المظلومين من حكمك".
وختمت الشكري " لقد كان مشهده في المحكمة ومشهده على مقصلة الجزاء شاهدي اثبات على عدالة السماء وقدرة الشعوب وكل ما تمنيته ان يكون ذلك عبرة لمن يقرر تحمل المسؤولية في المستقبل".