شقَّ طريقه بصعوبة بالغة وقدم أوراقه الفنية بسرعة فائقة أوصلته لمنتخباتنا الوطنية والعسكرية والأندية الجماهيرية، لكن الاصابة اللعينة أوقفت طموحه عند منتصف الطريق، وبقيت ذكرياته في الملاعب الكروية كواحدة من قصص الف ليلة وليلة وكان ياماكان في سالف العصر والزمان.. عاش نجم برع في ريعان الشباب وتوارى عن الانظار مرغما وغادرنا الى دار الجنان .. موهوب فقده المستطيل الاخضر مبكرا وتتذكره الأجيال بحزن بالغ انه كاظم وعل .
أسرة رياضية
وعل محسن الفريجي والد الراحل كاظم عشق الكرة ومثل العديد من الاندية العسكرية ومنها قوة السيارة خلال تطوعه في سلك الشرطة وبرع ولده الموهوب في مرحلة الطفولة، متأثرا باسماء مبدعة محليا وعربيا وعالميا ومارس شقيقه الاخر فاضل اللعب في الملاعب الشعبية وسباقات المدارس في ثانوية الثورة ببغداد لكنه لم يظفر بالنجومية .
نهضة الشباب أول أحلامه
الارتباط مع أشهر الفرق الشعبية آنذاك كان يعد المصهر الأول للمبدعين في وقت انخرطت فيها تشكيلات من المواهب التي اخذت طريقها للمنتخبات وحافظت على تألقها في سوح الملاعب وسط زحام كبير من اصحاب المهارات والنجومية، وقد مثل كاظم وعل الذي ولد في العام 1950 اكثر من فريق في بدايته، الا ان «نهضة الشباب « هو الاكثر عشقا له بوجود ألمع الاسماء مثل طارق حنيص وحنون مشكور ورياض سالم وكاظم لعيبي وهاشم رويض وحمادة الاسود وكاظم عبود ووحيد كاظم
وغيرهم .
البريد انطلاقة وعل
قدم افضل مهاراته مع ناديه الاول في دوري الكرة « البريد» بوجود لاعبين شباب امثال الحارس كاظم شبيب والراحل كاظم عبود وكاظم كامل تحت اشراف المدرب عبد الرحمن ابو عوف واستدعى المدرب الروسي يوري العديد من المواهب ومنهم وعل وشبيب وعبود والفوالح الثلاثة (فلاح حسن وفليح وحسن وفالح عبد حاجم) لتمثيل منتخب الشباب دعت ابو عوف أن يطلق لازمته « انا الربيت واليوري يروحون» حسب ما ذكره لي المدرب الكبير عبد الاله عبد الحميد
.
الجوية بيته الثاني
امضى كاظم وعل معظم حياته الرياضية في البيت الجوي لاعبا ومدربا واداريا وعضو هيئة ادارية ومشرفا على الفئات العمرية منذ السبعينيات حتى رحيله الابدي في العام 2017 بعد معاناة طويلة من اصابته في ظهره في الملاعب وتعرضه لحادثة دهس وفي سنوات الحصار اللعين في التسعينيات عمل سائقا للاجرة على مدى سنوات وباع بيته في العامرية وسكن منطقة الحسينية في أطراف بغداد، ليعيل أسرته الكبيرة، وكنت شاهدا على العديد من التفاصيل، التي مر بها في حياته، منذ العام 1979 حتى اخر محطاته في الدنيا الفانية ستكون موضوعا في متناول القراء ان شاء الله ومن بينها تكليفه بالكتابة في « الصباح الرياضي» في العام 2010 واسرار سنتوقف عندها في عرض لاحق بمشيئة الباري .