كاتدرائية نوتردام تنتظر الترميم

الصفحة الاخيرة 2020/04/11
...

 
باريس/ ا ف ب
 
 
منذ الحريق الذي خلف موجة تعاطف وتأثر عالمية، لا تزال نوتردام الجوهرة القوطية، في وضع حرج بسبب الأضرار التي لحقت بسقيفتها وقبتها على ما يؤكد الفريق الذي يسهر عليها مع أنه لا يرجح أن تنهار. وحول الفناء المسيّج بالحواجز، غاب السياح اليابانيون والصينيون والأميركيون الذين اعتادوا هناك على التقاط السيلفي.
وأكد رئيس أساقفة باريس المونسينيور ميشال ابوتي خلال مراسم قصيرة لمناسبة يوم الجمعة العظيم في الكاتدرائية الخالية من المصلين أنّ "الحياة لا تزال قائمة هنا".
ومنذ الحريق الهائل الذي شب مساء الخامس عشر من نيسان الماضي وأغرق باريس والعالم في حالة من الخوف ودفع متبرعين إلى قطع وعود بتقديم أكثر من 900 مليون يورو لإعادة بناء هذا الصرح، عرفت الورشة صعوبات فيما التحقيق يراوح مكانه.
فقد تأخرت الأشغال أولاً خلال الصيف بسبب اجراءات تتعلق بالتلوث بالرصاص. وفي الخريف والشتاء أدت الأحوال الجوية إلى توقف الورشة في كل مرة كانت تتجاوز فيها الرياج سرعة 40 كيلومتراً في الساعة.
ومع اقتراب حلول الربيع ومعه بدء عملية تفكيك 10 آلاف قسطل في السقالات التي التحمت ببعضها بسبب الحريق، أغرق كوفيد-19 والحجر التام في فرنسا، الأشغال في الجمود.
ويدرس المشرف على الأشغال الجنرال جان-لوي جورجولان قائد أركان الجيوش الفرنسية سابقاً الآن إمكانية استئناف الورشة جزئياً وتدريجياً. وكان يعمل في الورشة المتعددة الجوانب قبل منتصف آذار 60 إلى 70 عاملاً.
ويشدد جورجولان "بالنسبة للعمال الذين يعملون على الحبال فإن التباعد الاجتماعي أمر بديهي عندهم".
وقامت روبوتات بإزالة الركام في صحن الكنيسة لكن ينبغي إزالة الحطام عند مستوى الأقواس الضخمة. وهي مهام يفترض أن تنجز بحلول الصيف مبدئياً في حين أن تفكيك الأرغن الكبير وإزالة الغبار عنه سيتم بحلول العام 2024.
وقد وضعت مجسات مهمتها رصد أي تحرك محتمل إلا ان مصدراً مطلعاً على الملف اكد ان "لا حركة بتاتاً".
ويؤكد الجنرال جورجولان أنها "ستبدأ مبدئياً في 2021".
ويجري كبير المهندسين المعماريين فيليب فيلنوف دراسات الترميم التي ستحكم الأشغال. وقد تكون ثمة حاجة إلى تدعيم أقواس القبة. ويؤكد الجنرال "آمل أن ينجز كل ذلك في خريف العام2020 ".
وينبغي البت بالخيارات التي ينقسم حولها محبو هذا الرمز الوطني والديني فمنهم من يريد إعادة بناء السهم الذي صممه المهندس المعماري فيوليه-لو-دوك في القرن التاسع عشر بشكل مطابق فيما يريد آخرون "نفحة عصرية"، على غرار ماكرون...
اقترح البعض سهماً زجاجياً او إقامة بستان للزراعات العضوية على السطح أو حتى شرفة بانورامية للسياح...
ويؤيد فيليب فيلنوف الإبقاء على التصميم القديم معتبراً أن ذلك يسمح باحترام المهل المتاحة. ويبدو أن هذا الخيار يحظى بتأييد غالبية الفرنسيين.