خبراء: الإيفاء بالتزامات أوبك يتطلب مراجعة الاتفاق النفطي مع الإقليم

العراق 2020/04/12
...

بغداد/ هدى العزاوي
 
 
تباين تقييم خبراء النفط والاقتصاد، للنتائج الاولية التي خرج بها اجتماع (أوبك) الخميس، بشأن خفض الانتاج، لكنهم اجمعوا على اهمية اعادة النظر بالاتفاق النفطي مع اقليم كردستان لتحقيق التزامات العراق بخفض انتاجه أكثر من مليون برميل يومياً.
ويرى رئيس لجنة النفط والطاقة النيابية هيبت الحلبوسي، أن اجتماع (أوبك) الأخير لم يكن متوازنا، مشيرا الى ان «الطابع السياسي يسيطر على القرارات المصيرية والسيادية في أوبك».
وكشف لـ»الصباح» عن ان لجنته سوف تضيف الوفد العراقي لمناقشة ما دار في الاجتماع، وتوضيح الرؤى من اجل الوصول الى آلية لتطبيق الاتفاق».
واتفق اجتماع طارئ لمنظمة (اوبك بلاس)، الخميس، على خفض الانتاج بواقع عشرة ملايين برميل يوميا، على ان يدخل حيز النفاذ في مطلع أيار المقبل ويستمر شهرين.
واوضح وزير النفط ثامر الغضبان في تصريح سابق لـ»الصباح» ان نجاح الاتفاق مرهون بالتزام الدول المنتجة من المنضوين في (أوبك) وخارجها، كما هو مرهون بالسيطرة على فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، وادى الى تقليل استهلاك النفط.
من جانبه، يرى مقرر اللجنة المالية النيابية الدكتور احمد الصفار أن «تخفيض ١.٠٦١ مليون برميل باليوم من حصة العراق الإنتاجية مجحف جدا، خاصة ان النفط يشكل 93 بالمئة من إيراداته». وأشار الصفار لـ»الصباح» الى ان الايرادات غير النفطية متوقفة الان بسبب تفشي كورونا، وهو ما زاد اعتماد العراق على النفط بنسبة 98 بالمئة».
واكد بقوله: «يجب على الحكومة الجديدة ان تضع في اولوياتها التفاوض مع اقليم كردستان.. وباعتقادي فإن الإقليم مستعد للتجاوب مع الحكومة الاتحادية للمشاركة بكمية التخفيض».
واشار الصفار الى ان «الاقليم اعلن في وقت سابق، استعداده لتسليم النفط الى الحكومة الاتحادية، لكن تم تأجيل ذلك بسبب الازمة المالية التي حالت دون امكانية سداد مستحقات الشركات هناك».
 واكد مقرر اللجنة امكانية تأمين رواتب الموظفين خلال الاشهر المقبلة، من خلال ايجاد بدائل، منها اللجوء الى احتياطي البنك المركزي او الى الاقتراض الداخلي، او فرض ضرائب استثنائية، التي تعد احد الحلول التي تلجأ لها اغلب الدول في اوقات الحروب والكوارث والازمات، موضحا ان هذه الضرائب تفرض على اصحاب الدخول المرتفعة من الشركات العملاقة والأسر الاقتصادية التي تمتلك رؤوس أموال كبيرة «. من جانبه، يرى المستشار في رئاسة الوزراء الدكتور مظهر محمد صالح أن نتائج اجتماع (اوبك) بصورة عامة لم تكن مخيبة للامال. وقال لـ»الصباح»: ان نتائج الاجتماع تحمل بوادر ايجابية لاستقرار السوق، فيما لو التزمت جميع الدول بسقف الانتاج الذي حددته اوبك».
واكد صالح أن «الدول خارج اوبك، عدا روسيا، تعرضت الى خسائر كبيرة خلال الاشهر الماضية جراء انهيار اسعار النفط، وليس من مصلحتها عدم الاتفاق، لاسيما مع صعوبة تعويض هذه الخسائر، فهي مجبرة على الالتزام بالسقف الذي حدده الاتفاق بين (اوبك) وشركائها، وستضحي بدورها بـ10 ملايين برميل عدا الدول خارج اوبك».
وفي ما يخص الاتفاقات الداخلية والاتفاق مع اقليم كردستان، أوضح مستشار رئيس الوزراء «اهمية ان تقوم وزارة النفط بتقييد الاقليم في الانتاج، لكون هذه القضية داخلية وليست لها علاقة بأوبك.. لذا فهذه سياسات يتم توحيدها، وبالتالي فإن عدم الالتزام باتفاق (اوبك) سيمثل خطورة كبيرة على العراق». بدوره، عدّ الاستشاري في شؤون الطاقة الدكتور فلاح العامري، حصة العراق من التخفيض بمقدار ١.٠٦١ مليون برميل باليوم «مفاجئة».
وبين في تصريح لـ»الصباح» ان «حجم الاحتياطي والخزين العالمي كبير جدا، وان ما تم تخفيضه يمثل نسبة 23 بالمئة»، مضيفا بالقول: «في حال تطبيق العراق لهذا الاتفاق بشكل كامل، فإنه سيتسبب بإشكالات، لأن لديه عقودا والتزامات مع شركات عالمية».
وشدد العامري على اهمية ان تقوم وزارة النفط بالتفاهم مع الشركات لتخفيض 30 بالمئة من كلف الانتاج.
واشار الى ان الموازنة المالية السابقة احتسبت 56 دولارا لبرميل النفط، مع وجود عجز كبير، وانه رغم التوقعات بارتفاع سعر النفط خلال المدة المقبلة الى 40 – 45 دولارا، الا انها ستكون اصعب سنة مالية تمر على العراق منذ 2003، مضيفا ان على الحكومة اعداد موازنة طوارئ واتخاذ خطوات سريعة لتدارك الازمة.
اما الخبير النفطي حمزة الجواهري، فيرى أن «الحديث عن أي تخفيض مستقبلي بعد الاتفاق الأول غير مجد».
وقال لـ»الصباح» :ان «متغيرات السوق النفطية لم تعد كما كانت عليه سابقا نتيجة وباء كورونا».
واضاف الجواهري: «نتيجة عدم تطابق التقارير التي يشير بعضها الى تدني الطلب بواقع ١٥ مليون برميل الى 3 ملايين، فانه يتحتم على (اوبك) انشاء غرفة دراسات لمتابعة اوضاع السوق النفطية، مع توصيات ملزمة لجميع المنتجين من داخل المنظمة وخارجها، للتعامل مع المتغيرات بشكل آني، خاصة ان هذا التباين سيكون اكثر حدة خلال الايام المقبلة».
وشدد الجواهري على ضرورة الاتفاق مع اقليم كردستان، على تسليم جميع الكميات المصدرة عبر الأنبوب
التركي.