في مصعد التزلج في مالام جابا، علق ملصق يلفت الانتباه بلونه الأصفر وسط بياض المشهد، كتب عليه "يمنع التدخين. يمنع حمل أسلحة". يصور منتجع التزلج هذا الذي سبق أن دمرته حركة طالبان، عزم باكستان على إنعاش قطاع السياحة الشتوية مغتنمة الطبيعة الجبلية، بعد سنوات دامية.
كان المكان يغص بالمتزلجين المتعرّجين بين القضبان المنصوبة، وزلاجاتهم تبعث أزيزا على الثلج، وبالمتنزهين الجالسين في الشمس، حتى إغلاقه في آذار من ضمن التدابير المتخذة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد الذي تسبب بنحو ستين وفاة في البلد.
وقال متحدث باسم المنتجع سيد عدنان "لم تسجل أي إصابة هنا. نأمل أن ينتهي الأمر بعد شهرين" مضيفا "ليست هذه أول مرة نواجه أزمة"، غير أن الأزمة الصحية الحالية ضربت قطاعي السياحة والنقل الجوي بصورة خاصة وأجبرت نصف سكان العالم على لزوم منازلهم.
وقبل إغلاقه، كان المنتجع الواقع في جبال الهملايا يأمل بعد تحسن الوضع الأمني في البلد، في اجتذاب متزلجين من جميع أنحاء العالم ليصبح "مركزا دوليا" للتزلج، كما يقول رئيس فريقه التقني جلال باشا.
ويصور منتجع مالام جابا الذي تم تطويره في الثمانينات في وادي سوات القريب من الحدود الأفغانية إلى الشمال الغربي، تاريخ البلاد بتقلباته.
فبين 2007 و2009، احتلت حركة طالبان باكستان الوادي وفرضت فيه أحكامها ، فحظرت أي وسيلة ترفيه وأحرقت المدارس، وأعدمت كل من قاومها. ودمر الفندق الفخم ومصعد التزلج. وروى سيد لياقات علي السائق البالغ من العمر 28 عاما "قطعوا الأعمدة وأعادوا بيع فولاذها".
وفي 2010 اجتاحت فيضانات وادي سوات. لكن بعد أقل من عام، جرت مباراة تزلج في مالام جابا، في مؤشر إلى عودة الأمور لطبيعتها. وأعادت مجموعة باكستانية شراء الموقع، فأعيد بناء مصعد التزلج، ثم شيّد فندق فخم على أنقاض السابق. وعاد السياح الباكستانيون تدريجيا، ما استحدث مئات الوظائف في الوادي الفقير.
وإزاء وضع اقتصادي صعب، قررت إسلام آباد إنعاش هذا القطاع. وقامت في هذا السياق بتليين نظام منح تأشيرات الدخول فشهدت إقبال حوالى 18 ألف سائح أجنبي بحسب الأرقام الرسمية عام 2018.
ولباكستان مزايا تجعل منها قبلة سياحية، بدءا بمنطقتها الجبلية في الشمال، وأنهارها الجليدية التي يزيد عددها عن سبعة آلاف.
في مالام جابا، أحدث المحطات، فإن الكيلومترات الأخيرة من الميدان تعمها الفوضى والزحمة، كما أن معظم فنادق المنتجع متقادمة.
ومصعد التزلج الوجيد في المنتجع بطيء وخدمته محصورة بميدان تزلج واحد. وقال ناصر فرهادوف القادم من أذربيجان "سيكون الأمر مملا بالنسبة للمتزلجين البارعين. لكن إن أرادوا ممارسة التزلج الجبلي، فسيكون بإمكانهم الذهاب إلى أي مكان" آخر.