دوري الكــرة.. معضلــة تبحــث عــن حــل
الرياضة
2020/04/14
+A
-A
بغداد/ نبيل الزبيدي/ حيدر كاظم
يرى بعض المختصين في مجال كرة القدم أن انطلاق الدوري من عدمه مرتبط بالوضع العام، الذي يعيشه العالم في الوقت الحالي، بسبب التوقف التام لجميع مفاصل الحياة اثر تفشي فيروس "كورونا"ومن ضمنها الرياضة،
في الوقت الذي ايدوا فيه عودة المباريات حتى وان كانت من دون جمهور، بينما ذهب البعض الاخر مع فكرة الغاء الدوري، بسبب الصعوبات التي تواجه الاندية جراء توقف المسابقات الرسمية والتدريبات لفترة ليست قصيرة، "الصباح الرياضي" استطلعت آراء عدد من اصحاب الخبرة في المجال الكروي وكان اول المتحدثين المدرب حمزة داود، الذي قال إن اسلوب المسابقة المحلية مع التوقف وانسحاب عدد من الفرق وعدم وضوح الرؤية ستزيد المشهد تعقيداً، ومن وجهة نظر متواضعة، يجب أن ينقل الدوري الحالي مع جميع تعاقدات اللاعبين والمدربين الى الموسم المقبل، لأن الكل لا يريد أن يشاهد البطولة من دون جماهير، لاسيما ان أزمة كورونا لم تنته بعد، ومن المؤكد أنه في حال انطلاقها ستلعب المباريات بمدرجات فارغة.
وبخصوص الهيئة التطبيعية أشار الى أنَّ "عملها يحتاج لصياغة برنامج طويل الأجل لتطوير كرة القدم والاستفادة من اخطاء الماضي، لا سيما في ما يتعلق بالجانب الاداري والهيئة العامة".
وأوضح أن النظام الداخلي فنيا افضل من الجانب التنظيمي واسلوب عمل اللجان ومن يعمل بها لهذا لن يكون الطريق مفروشا بالورود، اذا ما علمنا ان الترشيح للهيئة الجديدة بعد 6 اشهر سيكون محموما بشكل كبير وفيه مطبات خطيرة، اذا لم تعالج في الفترة الحالية. وتمنى داود نجاح الهيئة المؤقتة بادارة الاتحاد والخروج بكرتنا الى بر الأمان، وأن يجنب الباري عزّ وجل جميع أنحاء العالم شر فيروس كورونا.
وأكد الصحفي يوسف فعل أن الزيادة الملحوظة في عدد الفرق التي تطالب بإلغاء الموسم الحالي، بسبب جائحة كورونا التي أكلت الاخضر واليابس، وعطلت الحياة في الكرة الارضية وارعبت البشر، واضطر دورينا الى التوقف، بالرغم من انه لم يكن الأول، إذ سبقته تاجيلات عديدة، فضلا عن الظروف المحيطة بالدوري، مهيأة لاطلاق رصاصة الرحمة عليه.
واضاف ان من أهم أسباب إلغاء الدوري انتشار الفيروس اللعين في المحافظات، وتوقف تدريبات الاندية لاكثر من شهر، وصعوبة العودة الى ميادين اللعب بسرعة وبذات الهمة، اذ تحتاج الفرق الى الكثير من الوقت لضخ اللاعبين بالجرعات التدريبية البدنية والفنية، إضافة إلى اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، الذي يصعب خوض المباريات في أيامه، مع الخشية من استمرار (كوفيد - 19) بالانتشار، لأنه حتى اللحظة إعداد المصابين في تزايد
ولم يتم الحد منه،
او ايجاد العلاجات الوقائية، التي يمكن تكبح جماح جائحة كورونا، هذه الامور تسهل من مهمة الهيئة المؤقتة، باصدار القرار الحاسم بإلغاء الموسم الحالي، من دون التعرض الى الضغوطات القوية من قبل الفرق الجماهيرية صاحبة السطوة والمال، التي تهز اكبر كيان اداري، فعندها يمرر القرار، من دون الدخول في الصراعات والمناوشات الكلامية والاعلامية لاكتمال
مبررات اصداره.
وبين أن زيادة عدد الأندية المطالبة بإلغاء الدوري، وسكوت الفرق الكبيرة اصبحا امرين واقعين، يحفزان البقية الى انتظار القرار الحاسم ويعطيان القوة المعنوية لفريق اياد بنيان في الهيئة المؤقتة باصداره قرارا من دون الشعور بالندم أو الخوف من اشعال فتيل الغضب، على الرغم من وجود كتلة ترفض الالغاء، وتعمل جاهدة على الوقوف بقوة أمام الفكرة، ولكنها بدأت بالانحسار لتحول اغلب اعضائها الى الجهة الاخرى المؤيدة للقرار، بسبب تحملها العديد من الاعباء المالية لطول المسابقة، لذلك فان الالغاء يعد الحل الافضل للخروج من الازمات المالية
والفنية والتنظيمية.
وختم فعل حديثه قائلا: إن الغاء الموسم الحالي، مثل المريض، الذي يوصف له الحنظل كعلاج، فيرفض تناوله بالبداية لمراراته، ولكنه يستجيب ويصبح العلاج منقذه، فعملية قبول الاندية المتزايدة للإلغاء لم تأت اعتباطا، وانما وفقا للقراءة المتأنية منها والهيئة المؤقتة، التي خففت من وطأة تحمل القرار، لأن تطور المنتخب الوطني يرتبط بانتعاش الدوري، وتقدمه في المنافسات الاسبوعية، وبحسب المعطيات وتحركات الفرق السرية، فإن الامور متجهة صوب الإلغاء
على الرغم من الاعتراض.
من جانبه أكد مدرب نفط الوسط راضي شنيشل أن اكمال الدوري رهين باستقرار الوضع، فاذا ما انتهى في اواخر الشهر الحالي، فلا بد من العودة الى المنافسات وهي ضرورة ملحة لان الرياضة عامة وكرة القدم خاصة لها مكانتها عند الجماهير الرياضية وتسهم بعودة الحياة فضلا عن التزامات الاندية تجاه اللاعبين وكذلك المدربون وامور اخرى مثلا تسمية بطل الدوري، ولا ننسى ان المنتخب تنتظره استحقاقات خارجية وبالتالي سيكون اللاعبون جاهزين للمشاركة في حال عودة التصفيات الاسيوية، مبينا أنه لم يتبق للمنافسات المحلية سوى تسع او عشر مباريات لا تأخذ من الوقت اكثر من 45 يوما، من وجهة نظري اذا استقر الوضع يمكن اعطاء الفرق مدة اسبوعين
من اجل الاعداد.
واضاف ان آخر مباراة لعبناها في الموسم الماضي كانت في الثاني والعشرين من تموز الماضي ويمكن ان يصل قطار مباريات الدوري الحالي الى شهر تموز المقبل وليس لدينا مشكلة، لأنها استحقاقات ومسؤولية تقع على عاتقنا، وبالامكان اقامة المباريات من دون جمهور، حفاظا على سلامة الجميع، منوها بأنه يتابع جميع اللاعبين وتم اعطاء برامج لكل لاعب وبيئته وظرفه الخاص ونشدد على سلامتهم
بالدرجة الاولى.
من جانبه قال مدرب الطلبة أحمد خلف: طبعا مع انتظار رفع الحظر واستئناف المباريات لانه لم يتبق لدينا سوى تسع مباريات وبالتالي يمكن خلال شهر ونصف الانتهاء من المسابقة، بمعنى ان الانطلاق سيكون الاول من حزيران وينتهي منتصف تموز المقبل وبالتالي لدينا وقت كاف حتى ايلول انطلاق منافسات الموسم المقبل، وبالتالي يمكن اعتبار هذه المباريات فرصة اعداد جيد للموسم المقبل، واذا لم تتم عودة الدوري، فسوف تكون فجوة كبيرة وانقطاعا بين الموسمين وهذا يؤثر بشكل سلبي، منوها بأنه يمكن ضغط المباريات واقامتها من دون جمهور وان شاء الله عودة الحياة الى طبيعتها
في اقرب وقت.
بينما بين مدرب الصناعات الكهربائية عادل النعمة ان استمرار الدوري مرتبط بالوضع العام للبلاد، منوها بأنه اذا انجلى هذا الوباء قريبا، فانني مع استمرار منافسات الدوري، لان اللاعب لم يلعب سوى خمس او ست مباريات في الموسم الحالي وهذا يشكل انخفاضا كبيرا في مستوى اللاعب المحلي بسبب الابتعاد الكبير والطويل وقد ينعكس سلبا مستقبلا، منوها بأن الموسم الحالي شهد توقفا لمدة ليست قصيرة، لمسنا تأثيره بعد عودة المباريات وقد عانت اغلب الفرق من موضوع اللياقة البدنية ونتمنى مزاولة عملنا الطبيعي ونلتقي مع اللاعبين على ارض الملعب في اقرب وقت.