أنقرة: لن نسمح للولايات المتحدة بعرقلة عمليتنا العسكرية

قضايا عربية ودولية 2018/12/17
...

بغداد / متابعة الصباح 
 
 اعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن الولايات المتحدة تحاول منع إجراء العملية العسكرية التركية في منطقة شرق الفرات بسوريا، مؤكداً أن أنقرة لن تسمح بذلك، وكانت الولايات المتحدة قد اشارت في عدة تصريحات صحفية الى أن الولايات المتحدة تعمل مع تركيا للتعاطي مع مباعث قلقها على الحدود، مشددة على أن أي عملية عسكرية تركية في شمال سوريا لن تكون حكيمة.
 

عملية عسكرية 
ونقلت وسائل الاعلام التركي عن  وزير الداخلية التركي  صويلو، أمس الاثنين “لم تؤيد الولايات المتحدة في وقتها المبادرة التركية بشأن إجراء العملية العسكرية “درع الفرات” شمالي سوريا، وأثناء عملية “غصن الزيتون” في عفرين كانت (واشنطن) تهدد أنقرة. أما الآن فتحاول واشنطن اتخاذ خطوات مماثلة شرقي نهر الفرات. لم تسمح تركيا لها بعمل ذلك سابقا، ولن تسمح بذلك حاليا”
وأضاف “كانت واشنطن تعتقد أنه سيكون بإمكانها استهداف تركيا على أيدي المسلحين الذين قام الأميركيون بتدريبهم. وحاولت الولايات المتحدة تنظيم ضغط دولي على تركيا، لكن أنقرة تمكنت من التغلب على كل العقبات”. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضي، عن استعداد الجيش التركي لبدء عملية عسكرية ضد قوات الدفاع الذاتي الكردية شرقي نهر الفرات خلال الأيام القريبة القادمة. من جانبه قال ممثل “البنتاغون”، شون روبرتسون: إن الأعمال العسكرية الأحادية الجانب لتركيا شمال شرق سوريا أمر غير مقبول.
 
مبعوث ترامب 
 في السياق ذاته، أكد مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت ماكغورك، أن الولايات المتحدة تعمل مع تركيا للتعاطي مع مباعث قلقها على الحدود، مشددا على أن أي عملية عسكرية تركية في شمال سوريا لن تكون حكيمة.
وقال ماكغورك، في حلقة نقاشية في منتدى الدوحة 2018، إجابة عن سؤال بشأن الاتصالات بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بشأن عزم أنقرة شن عملية عسكرية ضد الأكراد في شمالي سوريا: “مكالمة ترامب وأردوغان كانت بناءة ومهمة جدا”. وأضاف ماكغورك “نعمل عن كثب مع تركيا للتعاطي مع مباعث قلقها على الحدود، لدينا مسؤولية كبيرة لضمان أمن حلفائنا في “الناتو” وأي عملية عسكرية في شمالي سوريا لن تكون حكيمة”.
وتابع ماكغورك “نحن على وشك إنهاء أمر داعش وهو ما نركز عليه في هذه المرحلة، فالحملة ضد داعش يمكننا إنهاؤها خلال الأشهر المقبلة”، موضحا “كان لدى داعش 40 ألف مقاتل من شتى أنحاء العالم والآن ينحصر من تبقى منهم في مناطق صغيرة يسيطرون عليها في شرق الفرات”.
واتفق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نظيره الأميركي ترامب ، في اتصال هاتفي سابق على تعاون جديد في سوريا، وجاء في بيان الرئاسة التركية: “بحث أردوغان وترامب في اتصال هاتفي العلاقات الثنائية بين البلدين ومكافحة الإرهاب والمشاكل الأمنية وآخر التطورات في سوريا، ونقل أردوغان إلى ترامب قلقه بشأن وجود أعضاء من حزب العمال الكردستاني في تركيا. واتفق الرئيسان على تنسيق أكثر فعالية في سوريا”.
فيما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أن الرئيس الأميركي ، بحث في مكالمة هاتفية، مع نظيره التركي ، الوضع في سوريا، وقالت ساندرز في بيان تحدث ترامب مع أردوغان، مشيرة إلى أن الزعيمين ناقشا مكافحة الإرهاب في سوريا، والعلاقات الثنائية  واتفقا على التنسيق من أجل تحقيق أهدافهما المتعلقة بالأمن في سوريا. وكان الرئيس التركي، قد أعلن عن عملية عسكرية جديدة في سوريا، وقال: إن “عمليتنا شرق الفرات تبدأ خلال يومين”، فيما أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في الشمال السوري النفير العام وطالبت التحالف الدولي بقيادة واشنطن بأن يتخذ موقفا تجاه ما أعلنت عنه تركيا بشأن عملية مرتقبة في الشمال السوري.
 
الحكومة السورية 
 وفي الشأن نفسه، حذرت وزارة الخارجية الإيرانية من أن أي عملية عسكرية تركية في سوريا من دون التنسيق مع دمشق، ستؤثر في نتائج مباحثات أستانا بشأن السلام في سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أمس  الاثنين:  إن “أي عملية عسكرية تركية في سوريا يجب أن تكون بطلب من الحكومة السورية وبتنسيق معها، مؤكدا أنه لا يمكن لأي دولة شن أية عملية على الأراضي السورية من دون استئذان الحكومة السورية”، وذلك وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
وأضاف‘ “موقفنا في سوريا لم يتغير، لا تستطيع أي دولة أن تتخذ أي إجراءات في سوريا بدون التنسيق مع الحكومة السورية”. وتابع “إذا لم يتم التنسيق مع الحكومة السورية هذه المسألة سوف تؤثر سلبا في وضع سوريا بعد العمل المشترك التركي والإيراني والروسي في أستانا”.
تأتي هذه التصريحات في وقت أعلنت فيه أنقرة عزمها شن عملية عسكرية ضد المسلحين الأكراد في منطقة شرق الفرات خلال أيام قريبة، كما تعهد الرئيس التركي، بمهاجمة مدينة منبج في محافظة حلب في حال عدم إخراج الولايات المتحدة “وحدات حماية الشعب” 
منها. وبشأن تصريحات وزير الخارجية التركي الذي قال فيها: “إن بلاده قد تتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد في حال أعيد انتخابه عبر انتخابات ديمقراطية، قال قاسمي “ليس خافیا علی أحد أن تركيا كان لديها مواقف أخرى، لكن المهم الموقف الحالي واعتقد ان المحادثات والتعاون وأداء الإرهابيين سببت تغير مواقف عدد من الدول وليس تركيا 
فقط”.