جددتْ وزارة الصحة تحذيرها من التراخي في تطبيق شروط السلامة، وأكدت أنَّ العراق لم يغادر بعد مرحلة الخطر من تفشي فيروس كورونا المستجد، بينما نوهت بأنَّ إجراءاتها تتضمن متابعة الإصابات بين الملاكات الصحية، واخضاعهم الى فحص دوري لضمان سلامتهم والحد من انتشار العدوى.

وتأتي تصريحات وزارة الصحة، مع قرب اتخاذ اجراءات جديدة من قبل خلية الازمة، تتضمن تخفيف قيود الحظر مع مطلع شهر رمضان، وفقا لتصريحات مسؤولين في الخلية. كما تأتي هذه التصريحات، في وقت قررت فيه خلية الازمة في واسط رفع حظر التجوال بشكل جزئي ابتداء من يوم غد الثلاثاء.

وأكد الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور سيف البدر أن "من المبكر الحديث عن مغادرة خطر جائحة كورونا لا في العراق ولا في الاقليم ولا العالم". وقال لـ"الصباح": "علينا أنْ نبقى في مستوى المتابعة والالتزام ذاته بتوجيهات وزارة الصحة، فالكثير من دول العالم التي تهاونت في اجراءاتها تعرضت الى انتكاسة خطيرة في زيادة عدد الاصابات".

واعلن البدر ان الوزارة بانتظار ورود الشحنة الثالثة من مستلزمات مكافحة كورونا من الصين، مشيرا الى ان الوزارة كانت قد استوردت على وجه السرعة عدة شحنات من هذه المستلزمات التي تتطلبها مكافحة فيروس كورونا".

وبين المتحدث أن "بعض هذه المتطلبات تم تصنيعها محليا بامكانيات عراقية" وأكد قائلا: "لا نعاني من أي نقص في معدات الوقاية ".

وأشار الى "وجود اصابات بالعدوى بين الملاكات الطبية نتيجة انتقال الفيروس، إلا أنه يتعذر الحصول على بيانات دقيقة بأعداد المصابين بسبب احجام البعض عن الابلاغ، برغم أن ذلك يعد مخالفة خطيرة وخرقا للقانون العراقي الذي يعاقب كل من يتسبب بنشر المرض ويشكل خطورة على الصحة العامة".

وحذر البدر من "ان الاصابات بين منتسبي الوزارة تشكل عبئا على الملاكات الصحية التي تعاني اساسا من عجز في اعدادها"، مشددا على ان الوزارة تحرص على سلامة منتسبيها وتقوم باخضاعهم الى فحص بشكل دوري للتأكد من سلامتهم الصحية.

من جانبه، اكد مسؤول شعبة الامراض الانتقالية في مستشفى ابن الخطيب الدكتور عباس الدهلكي، ان المستشفى لم يسجل اية حالة اصابة بين منتسبيه.

وقال لـ"الصباح": " نستقبل حالات الاصابة بفيروس كورونا منذ أشهر، ولم نسجل اية حالة اصابة لملاكاتنا في ابن الخطيب وابن زهر، وذلك يعود الى الالتزام بالاجراءات الوقائية، فضلا عن الدورات التدريبية المتعلقة بارتداء الملابس الوقائية وعمليات التعقيم بمشاركة واشراف من منظمة اطباء بلا حدود العالمية".

وشدد الدهلكي على اهمية ان تعمل المستشفيات بنظام الاحالة لتفادي اي حالات تجمع قد تكون سببا في انتقال العدوى.من جانبه، اكد مدير عام دائرة مدينة الطب الدكتور حسن التميمي، ان دائرته تحرص على اخضاع منتسبيها الذين يتعاملون مع حالات الإصابة، الى فحص دوري، والتأكيد على اجراءات حجرهم الاحترازي".

وشدد في تصريح لـ"الصباح" على ان "هذه المرحلة حرجة جدا وعلى الجميع الالتزام بتعليمات وزارة الصحة.. فالحجر الصحي هو الطريق المؤدي الى بر الامان". مبينا: " يعاقب منتسب الصحة في حالة عدم الالتزام بمعدات الوقاية وتتم محاسبته في حالة الاخلال بضوابط الصحة العالمية وارتداء البدلة والكمامة والنظارات والحذاء الخاصة بالتعامل مع حالات كهذه خلال فترة واجبه الـ 7 ساعات . 

مشيرا الى أنه : " على الرغم من كونها مخصصة لحالات معينة، لكننا نرى البعض اليوم يستخدم البدلات للدعاية أو التصوير، وذلك بسبب تداخل كل الجهات مع عمل وزارة الصحة، وبالتالي ظهر هذا الامر على مواقع التواصل الاجتماعي، لذا يجب اخذ المعلومات من الجهات الرسمية ذات العلاقة، فاليوم لدينا مخزون كاف من البدلات الشخصية والمعدات الوقائية".وفي الجانب الاخر، تستعد خلية الازمة الخاصة بمتابعة جائحة كورونا، لتخفيف قيود حظر التجوال مع حلول شهر رمضان.

وقامت الجهات المعنية برفع الحواجز عن عدد من الشوارع الرئيسة في بغداد، واعادة افتتاحها بعد ان كانت مغلقة امام حركة السير، مع تنامي الوعي لدى المواطنين والتزامهم بالحجر الصحي واجراءات الوقاية التي أسهمت، بإقرار خلية الازمة ووزارة الصحة، بانحسار نسبة الاصابات خلال الايام الماضية.

ووفقا للاحصائيات الصادرة من خلية الازمة، فإن عدد حالات الشفاء ارتفع قياسا بالاصابات الجديدة، الى اكثر من 60 بالمئة، اذ تجاوزت حالات الشفاء حاجز الـ900 مقابل اكثر من 1500 عدد الاصابات التراكمية منذ ظهور الفيروس.وفي واسط، قررت خلية الأزمة رفع حظر التجوال بشكل جزئي ابتداء من يوم غد الثلاثاء.وجاء في بيان لمحافظ واسط محمد المياحي، ان "الخلية قررت فتح الشوارع الرئيسة داخل الاقضية والنواحي من الساعة 6 صباحا الى الساعة 5 عصرا، والسماح لأصحاب المهن اليومية والمحال التجارية ومناطق الحي الصناعي، خارج الأسواق الكبيرة، بممارسة أعمالهم من الساعة 6 صباحا الى الساعة 5 عصرا، وإلزامهم بارتداء وسائل الوقاية الصحية".

كما قررت الابقاء على قرار منع الدخول والخروج من السيطرات الخارجية للمحافظة، وفرض غرامات مرورية مضاعفة بحق المخالفين، واستمرار إغلاق دوائر الدولة والاسواق الرئيسة في المحافظة، اضافة الى منع إقامة التجمعات كافة، واستمرار اغلاق المقاهي والمطاعم والنوادي بشكل كامل طيلة شهر رمضان الكريم، مؤكدة أن خطر وباء كورونا ما زال قائما، وأي تجمعات ستؤدي إلى مخاطر حتمية.واشارت الخلية، الى انها ستعيد النظر بالإجراءات بشكل يومي وبحسب الموقف الصحي.