نشأت أكرم: لقب جاكارتا وحَّد العراقيين وطبع البسمة على شفاههم

الرياضة 2020/04/21
...

حاوره/ علي حنون
 
 
 
كثر الحديث عن جيل (2000) أو من أُطلق عليهم في ما بعد تشكيلة الإنجاز القاري، وتشعّب في طياته بين مادح مُفتخر وبين قادح يرى فيهم مجموعة أخذت حزمة كبيرة من أضواء الاهتمام من دون وجه حق وفي كنف أجواء يَسّرت عليهم رفع كأس القارة الصفراء.. فهل أصبح لقب جاكارتا وبالاً على إبطال القارة الصفراء؟، وهل في الفؤاد بعدٌ وجفاءٌ بينهم وبين لاعبي الأجيال، التي سبقتهم؟.. 
هنا سنُلقي الضوء على بعض خفايا الصدور وخبايا الأمور عبر سطور لقاء كان بطله مايسترو خط وسط المنتخب الوطني السابق وأحد رموز إنجاز اندونيسيا نشأت أكرم، الذي وإن عكست رحلتنا معه أجوبته الدبلوماسية المعهودة، إلّا أنّ الآهات، التي كان فوه يُطلقها بين الفينة والأخرى، بدت وكأنّها تحمل إيماءات لكلام آخر يعتمر بين جنبات فؤاده يقينا أنه لم ولن يبوح به.. تعالوا معنا لنُبحرَ في قارب حوارنا هذا مع الجدلي المحبوب نشأت أكرم، ونشق معه عُباب يمّه المُتلاطم بأمواج الثقة بالنفس.
 
فسحة تفوق
 
* من الغياب إلى الظهور، الذي حفل بإطلاق علامات استفهام حول ما يَجول في فكر نشأت أكرم.. أخبرنا ماذا هناك؟
 
- كُلّ ما في الأمر أنه في مرحلة فائتة لم تكن أمامي خيارات لإبداء الرأي لأنني كنت قارئا للمشهد ومُدركا أنّ عملية الخوض في ما يجري لن يأتي بجديد، بل ربما يأكل من جرف محبة الآخرين لي، لهذا فضّلت الابتعاد مُمنيا النفس بواقع جديد سيأتي لا محال، وأن شمس التغيير، التي تستهدف فلسفة العمل الإداري في منظومة كرة القدم الوطنية، ستشرق عاجلا أم آجلا، وما قرأته تحقق فعلا.
 
*  لكنها لم تأتِ وليدة لقرار منكم؟
- ربما لم تأت بصورة مُباشرة من خلالنا، وهنا عندما ألجأ إلى صيغة الجمع في القول، فإنني أشمل بقية رفاقي وزملائي من اللاعبين الذين ظاهرهم التفاعلي مع الاحداث ثلاثة أو أربعة لاعبين، إلّا أنّ جذورهم تمتد إلى أعماق رغبات جميع نجوم 2007، وحتى لاعبي جيل التسعينات والثمانينات، جُلّهم يلتقي معنا في هذه الغاية، عودة للإجابة، نقرُّ أن الكابتن القدير عدنان درجال، هو من مسك صولجان التغيير، لأنه تعامل مع المشهد برؤية مدادُها سنين طوال من الخبرة، وتمكّن وبدعم أصحاب الرغبة الحقيقية من إيجاد فُسحة جديدة تتنفّس من خلالها كرة القدم العراقية، تمكّن فيها من إقناع الهيئة الإدارية للاتحاد بالتنحي بهدف إيصال رسالة ايجابية للجماهير فحواها أن التمسّك بالمناصب لن يرسو بقارب كُرتنا، في ضفة النجاة.
 
 * طالما نتحدث عن التغيير وتواجد اللجنة التطبيعية، هناك من يرى أن الضبابية تُؤطر صورتك في هذا المشهد؟
 
- ليست صورة نشأت أكرم فحسب، وإنما حتى صور بقية زملائي اللاعبين، البعض يراها ضبابية لكن التركيز عليَّ يأتي ربما للعلاقة الاجتماعية التي تربطني برئيس اللجنة المؤقتة إياد بنيان، مع أن احدنا لا يعتمد على الآخر، وشخصية كُل منا تفرض حضوره في الوسط مُستندة الى مُؤهلات لا رابط بينها سوى الكفاءة وكُل باتجاه تخصصه، فبنيان شخصية إدارية مُحنّكة وناجحة وله في كُل محطة عمل دليل تفوق، والمُتحدث لاعب دولي عمل على إيجاد فُسحة تفوق له في مجال التحليل الفني وسواها من حلقات العمل، من هنا فإنّ نظرية من يرى أن احدنا يعتمد على الآخر في المجال الرياضي لا تستحق حتى الوقوف عندها.
 
سراج نهتدي بنوره
 
* تُتهمون بأنّكم، (صادرتم) أضواء الاهتمام من ساحة الآخرين؟
 
- دعني أذهب معك في رحلة افتراضية قصيرة بحكم أنّني لم أخض غمارها، لسفر جيلين يكثر الحديث عنهما، الى جانب تشكيلتنا، وهم قائمة الثمانينات وقائمة التسعينات، برأيي أن جيل السبعينات، الذي امتد للثمانينات عاش الأجواء الأفضل، من حيث كثرة المشاركات وانعدام الضغوطات، وحضور كُل حوافز تحقيق التفوق ويُحسب لهم التواجد في نهائيات مونديال (مكسيكو 1986) وهم جيل كبير ومُحترم، وأما جيل التسعينات، الذي كان بين لاعبينا من عاش معهم محطات النهاية وأنا منهم، عاش أسوأ ظروف العطاء، عقوبات، ضغوطات، قلة مشاركات جراء الحصار، ومعاناة أبطال هذا الجيل ليست بخافية على أحد.
 
* ماذا عن وجوه 2000؟
 
- كنت سائراً نحو الكلام عنهم، جيلنا الذي ولد نهاية التسعينات وبداية عام 2000 هم من حقق لقب آسيا 2007، ولاعبو هذا الجيل توفرت لهم مشاركات عديدة أثبتوا فيها جدارة واستحقاقا، بدءا من ايجابية المشاركة بكأس القارة مروراً بكأس آسيا للشباب ومن ثمّ غرب آسيا وأبها وأثينا (المركز الرابع)، وانتهاءً بإحراز اللقب الأغلى وهو التتويج بالكأس، ونعي جميعا أنّ الذي ضاعف أهمية انجاز 2007، أنه كان محطة التقت عندها أطياف شعبنا الأبي، الذي عاش وقتها مخاض صراعه ضد الفتنة الطائفية في ظل وجود الاحتلال، لكن والحمد لله بفضل مُؤازرة جماهيرنا من زاخو إلى الفاو، والمساندة العظيمة لإعلامنا، نلنا مُرادنا وعدنا ببسمة كبيرة ارتسمت على شفاه العراقيين.
 
*  الإعلام الرياضي بقيَ حليفكم من دون رؤيته لرحلات الأجيال السابقة؟
 
- كما أسلفت إعلامنا، بكلّ منصاته، وبعيدا عن التزلّف، يبقى مُنصفا ولن يأتي مع جيل على حساب آخر، لكنّه (أي الإعلام) يمتلك رؤية بعيدة ووجد أنّ المحطة الوحيدة، التي يُمكن أن تجمع أبناء شعبنا وتُخفف عنهم وطأة ضنك الحال وتنتشل البلد من حالة القنوت والفرقة، وتُطل بهم على باحة الثقة، هي كرة القدم لذلك دعم بقوة حضور منتخبنا في البطولة بهدف تحقيق التفوق، وبالنتيجة جئنا بما عجزت عنه السياسة وخرجت احتفالات في أرجاء البلد، احتفاءً بما قطفته الكرة العراقية من إنجاز، ومن هنا كان الإعلام أحد أبرز شركائنا في التفوق القاري.
 
*  برأيك، هل من أمر سيأخذ الاهتمام من جيلكم؟
 
- بلا ريب إنجازنا سيبقى خالدا، لكن أضواء الاهتمام ستجد ضعفا فور تحقيق كرتنا الوطنية أي انجاز يفوق لقب جاكارتا، وشخصيا أتمنى أن يكون لمنتخبنا إنجاز أكبر ليُخلصنا ويُخلص البعض من عقدة 2007، ومع ذلك فإنّني أعتقد أن الجيل الحالي هو من يتغنّى بنا، وبعد عشر سنوات ربما ستذهب أسماؤنا وينصب التركيز على الجيل المقبل، ويصبح منتخب الشباب هو من يتقدم الركب، إنّها دورة الحياة.. عموما نحن لن ننسى إبداع جيل 86 و90 ونبقى نحفظ لهم مكانتهم الأثيرة ونعدهم سراجا أنار طريق التفوق
أمامنا.
 
*  ماذا يحمل لك المقبل.. عرّج بنا إلى انتخابات اتحاد الكرة؟
 
- استهلالاً، أتمنى النجاح للجنة التطبيعيّة في مُهمتها وأن تُوفق في إجراء التعديلات المطلوبة في النظام الأساس للاتحاد، وأن يأتي سعيها بمشاركة ومشورة جميع الشركاء، وهذه بالنسبة لي الفقرة الأهم، وأما بصدد حضوري من عدمه فهذا الموضوع سيأخذ مداه من التفكير ومشورة المقربين، وبالنتيجة الحديث وقتها سيكون أفضل من الخوض فيه في الوقت 
الحالي.