لاقت القرارات الأخيرة للهيئة التطبيعيَّة المؤقتة للاتحاد المركزي لكرة القدم، بشأن هيكلية وتنظيم لجانه العاملة، ردود أفعال إيجابية ومرحبة، لاسيما بعد تسمية الزميل يوسف فعل ضمد مديراً للدائرة الإعلامية في اتحاد اللعبة، لما يتمتع به من كفاءة مهنية عالية وحضور متميز في العلاقات الإنسانية مع أبناء الوسط الرياضي الذي لا يزال يتطلع الى النهوض بواقع الكرة والاقتراب من العمل الاحترافي في جميع المفاصل، والأهم من ذلك، هو عمل وضع دراسات نقدية فنية وحيادية لتقييم أداء اللجان السابقة خلال الـ17 عاماً الماضية، وتفادي تكرار الهفوات السابقة التي أدت الى انحراف مسار الاهداف عن السكة الموضوعة لها بداعي المحاباة والمجاملة وجلب الأشخاص غير المناسبين لشغل أهم اللجان .
إن الدائرة الإعلامية أصبحت تمثل الواجهة الحقيقية لأي اتحاد قاري أو محلي، وتعكس فلسفة العمل الاداري للقائمين عليه، ومدى الشفافية مع الإعلام والقرب من الواقع، وعليه نقول: بات لزاما على اللجنة التطبيعية المؤقتة أن تولي الكثير من الاهتمام والرعاية للارتقاء بأداء هذه الدائرة الحيوية الى مصاف الاحتراف والتفاعل الحقيقي مع الاخبار والاحداث الرياضية وبرؤى غير مألوفة، وعليه نتقدم اليوم بمجموعة من الملاحظات والأفكار البسيطة للتطوير، آملين أن يتم الأخذ بها بعين الرضا لتحقيق الفائدة
العامة.
الموقع الإلكتروني الحالي بحاجة الى قاعدة بيانات «Databases” لاستنباط الشواهد الرقمية أو استرجاعها أو الإضافة أو التعديل عليها، وتنظيمها عبر تطبيقات خاصة سهلة ومرنة، وبعبارة أخرى فإن التنظيم الهيكلي للموقع الإلكتروني الحالي بحاجة الى إعادة النظر فيه، أو شراء “دومين” جديد من اجل رفع البيانات وتحميلها بشكل سلس، والاعتماد على برنامج استضافة “ WordPress” لزيادة سرعة التصفح على غرار ما نشاهده في مواقع بقية
الاتحادات.
الدائرة الإعلامية لا تحتاج الى إغراقها بالأسماء الصحفية والإعلامية وأحجية من سيخلف من؟ إنما هي بحاجة الى شخصيات شبابية ديناميكية ذات رؤى تطويرية تسهم في ارتقاء العمل وتصاعد الأداء على غرار جلب (مبرمجين) محترفين و(مدونين إلكترونيين) بارعين و(مصممين) غرافيك يمتازون بالكفاءة العالية ولديهم القدرة على تحديث الأخبار أولا بأول، فضلا عن التفاعل الجاد مع الأحداث والاستحقاقات والتغطيات لساعات متأخرة، فعلى سبيل المثال، فإن الدائرة الإعلامية في الاتحاد الايطالي لكرة القدم تتكون من عشرة أشخاص، ستة مدونين وأربعة أعضاء في المكتب الأول، بالإضافة إلى المتطوعين أو الذين يعملون بنظام المكافأة (القطعة) واعتقد أن نشاطاتنا لا تقارن بإيطاليا لا من حيث الدوريات ولا المسابقات.
على الدائرة الإعلامية الاستفادة من إمكانات وقدرات 35 منسقاً إعلامياً مسجلين رسمياً في اتحاد الكرة وتغيير واجباتهم، فبدلا من أن تختصر مهامهم في تنظيم اللقاءات المتلفزة بعد نهاية المباريات، يجب إلزام الاحبة بإرسال تقرير للمباراة “ Match Report” الى ديسك التحرير (المدونين) بعد كل مباراة، لا يتجاوز عدد كلماته الـ150 كلمة، تدرج فيه أسماء التشكيلتين والإنذارات وأوقات التبديلات والأهداف، بالتعاون مع مشرف الحكام، على أن يتم نشر هذه المعلومات لاحقا مع صور المباراة في الموقع الرسمي، وعلى معيار الجودة والمفاضلة يتم إرسالهم بالتعاقب مع المنتخبات
الوطنية .
الدائرة الإعلامية بحاجة الى تكوين منظومة إعلامية احترافية لإبراز التغطيات والنشاطات، وصولاً لفلسفة التسويق الرياضي وتنمية موارد الاتحاد المالية، أي نحن بحاجة الى دورات متعاقبة ومستمرة في مهارات الإعلام الاجتماعي مع الأندية والمؤسسات الرياضية لترسيخ ثقافة التدوين الإلكتروني وأرشفة الأنشطة وتبادل المعلومات والأفكار لتعزيز قدرات الاتحاد على العمل والتخطيط المستقبلي
الصحيح.
ختاما نقول إن جميع الأسماء التي عملت في السابق اجتهدت وفق الإمكانات المتاحة لها، كما نجدد ثقتنا بالطاقات الجديدة التي ستعمل في المستقبل، لكننا نتطلع الى عمل جديد يحدث نقلة نوعية في التعاطي مع الأحداث، وتحديث الأخبار أولاً بأول وتصميمها بشكل مميز، كما نتطلع الى أن يكون الموقع الإلكتروني لاتحاد الكرة أحد الينابيع الثرة للمعلومات والأرقام والبيانات والتصفح السلس على غرار بقية الاتحادات العربية والعالمية .