خالد جاسم
كأحوال عباد الله في العالم الذي تعتصره جائحة الفيروس اللعين, هذه العاصفة التي تكاد تقذف بأمزجتنا بعيدا على شواطئ الاكتئاب والتصحر الذهني، تمر أحوالنا الكروية في كثير من المرات بموجات من التقلب الممتزج بطعم الهزيمة والخيبة المغلفة بالحزن الذي ربما يبلغ حد البكاء، ليس على لبن مسكوب ولا على أطلال ما عادت تحتمل المزيد من الرثاء والحسرة عليها، من فرط كثرة الخيبات والانكسارات، بل البكاء على واقع حال لا يسر أحداً، سواء من الأصدقاء أو من المصنفين في خانة الأعداء، ما دمنا حريصين على تفسير هزائمنا وتعليق أسباب فشلنا وضعف حيلتنا على شماعة المؤامرة وخطط الأعداء، وتناسينا الحقيقة المرة، وهي أننا من نختلق التآمر، ونحن من يصطنع العداء، ما دمنا حريصين على التعامل مع الامور بطريقة النعامة والهروب الى الأمام في طريق معبد بالأخطاء أساسا، والتي كلفتنا من قبل الكثير، وسوف ندفع الكثير بالطبع مستقبلا، طالما بقينا حريصين على عدم الاستفادة من أخطاء الأمس، وحريصين في الوقت نفسه على عدم الاعتراف بمنطق الخطأ الذي يغلف عملنا وقراراتنا وإصرارنا على وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، خلافا للمبدأ والقاعدة المنطقية التي يسير بهداها عباد الله من حولنا في الرياضة وليس في كرة القدم وحدها .
نعم أن ما حدث هو جزء من واقع حال مرير تسود فيه الارتجالية والفوضى وانعدام التخطيط في كل مفاصل عملنا الرياضي وليس في كرة القدم فقط , وأتمنى مع تدشين الهيئة المؤقتة لاتحاد الكرة أعمالها، وإن كانت على الورق حتى الآن نتيجة الظروف السائدة، أن نغادر ولو بشكل تدريجي هذه الانثيالات الخاطئة ونمنح الإخوة في الهيئة المؤقتة صبرا وزمنا يسيراً في إحداث ما يمكن من تغييرات منسجمة مع المهام والأهداف التي جاؤوا من أجلها، مع التركيز الكامل في العمل وفق مبدأ الضرورات والأهم قبل المهم، طالما أن المشهد الرياضي بكامله وفي كل تفاصيله وليس في كرة القدم فقط بحاجة الى اعادة نظر تستدعي التوقف والتأمل في كل الأمور التي بنيت على أساسها العملية الرياضية، وهي أساسات خاطئة في معظم تفاصيلها، وتستدعي المعالجات الصحيحة كي ننتج ولو متطلبات الحد الأدنى من العمل الرياضي السليم، وبغير ذلك سوف تستمر عجلة الخطأ بالدوران وتنتج لنا المزيد من الأخطاء والخطايا التي دفعت رياضتنا بسببها الكثير , ولا نريد أن تبقى الفاتورة مفتوحة الى أجل غير مسمى .