صناعة الآلات الموسيقية بمصر.. رزق يضيق وفن يندثر

الصفحة الاخيرة 2020/04/23
...

 
القاهرة/ وكالات
 
"علموا أولادكم الموسيقى المصرية ولا تعلموهم الموسيقى اليونانية، علموهم كيف يتذوقون جميع أنواع الفنون في مصر، وحين يتذوقون الفنون نستطيع أنْ نغلق السجون" هكذا وصف أفلاطون الموسيقى المصرية في كتابه الشهير "القوانين".
ومع توالي الأجيال امتزج الموروث المصري من الموسيقى وصناعة آلاتها بالحضارات والثقافات الوافدة، وبات المصريون من أشهر صناع آلات الموسيقى الشرقية، لكن هذه الصناعة أصبحت مهددة بالاندثار، خاصة مع دخول التكنولوجيا، فضلاً عن الاتجاه لاستيراد الآلات الحديثة كالغيتار والبيانو.
"الصنعة لا تحتاج إلى خبرة أو دراية بالسلم الموسيقي، ولكن تحتاج إلى صنايعي ماهر يستطيع أنْ ينتج العود وفق طلب الزبون " هكذا استهل الأسطى محمد حديثه حيث يعمل بصناعة وبيع الآلات الموسيقية الشرقية منذ نحو أربعين عاما قضاها بشارع محمد علي وسط القاهرة.
واستبعد الأسطى محمد انقراض المهنة تماما في ظل وجود معهد الموسيقى والطلاب والفنانين والهواة، مؤكدا أن تلك الفئات تعتبر الأكثر إقبالا على شراء العود من شارع محمد علي، بجانب السياح من محبي الفنون الموسيقية الشرقية.
وتعد مهنة صناعة آلات الموسيقى الشرقية كالعود والطبول والدفوف وغيرها من المهن التي يتوارثها العاملون بها، كما هو الحال بالنسبة للأسطى رضا الذي يعمل بها منذ قرابة أربعين عاما.
ويرى الأسطى رضا أن صناعة العود الشرقي حرفة تنازع البقاء مع مرور الزمن، مرجعا أسباب ذلك لمتغيرات عدة، على رأسها اتجاه رواد المهنة لنشاطات مختلفة تدر عائدا ماديا أكبر، خاصة مع انخفاض معدلات السياحة.
ولفت رضا في حديثه إلى أن صناعة العود تمر بأكثر من مرحلة بداية من التخطيط للشكل والتصميم العود، ثم جلب الأخشاب اللازمة، حيث تكون الأفضلية لأخشاب الصاج الهندي والسيسم والموجن والأبانوس.
وأوضح أن المرحلة اللاحقة تتمثل في تشكيل الخشب على هيئة قوالب "القصعة والرقبة" بجانب الأوتار التي يتم تثبيتها بعد لصق الرقبة بالقصعة، ويتم تلوين بالبني أو الأسود، لافتا إلى أن العود يتفاوت سعره حسب الخامة والتقفيل، فهناك أعواد تبدأ من ألف جنيه وهي أعواد الطلاب ودارسي الفنون والمتدربين، ويمكن أن يصل إلى أربعين وخمسين ألف جنيه.
لا تتوقف صناعة الآلات الموسيقية في مصر على العود فقط فهناك أيضا "الرق والطبل" إحدى أهم الآلات الموسيقية الإيقاعية والتي توجد ورش إنتاجها بصورة متناثرة بالأحياء الشعبية.