خليَّة الأزمة تلوّح بعودة الإجراءات المشددة

الثانية والثالثة 2020/04/23
...

بغداد / شيماء رشيد
 
 
حثت خلية الأزمة المواطنين على الالتزام بالاجراءات الوقائية والابتعاد عن التجمعات والاختلاط لفترات طويلة خلال فترة رفع الحظر الجزئي، بينما شهدت محافظة النجف الأشرف، افتتاح مستشفى العزل الخاص لمصابي وباء كورونا التابع لمكتب سماحة المرجع الديني السيد علي السيستاني الذي أنجزته ملاكات العتبة العباسية المقدسة بمدة قياسية لم تتجاوز الـ 19 يوماً.
وقال وزير الصحة، جعفر علاوي، في تصريح صحفي: إن “العراق نجح في السيطرة على وباء كورونا مقارنة بغالبية دول الجوار وأوروبا”، مبينا أن “عدد الإصابات الجديدة اليومي يتراوح بين 25 و40 إصابة، وهذا عدد محدود وفقا للمعايير الدولية».
واضاف علاوي، ان “وزارة الصحة عانت من قلة الإمكانيات، وتردي الوضع المالي، لكن الوضع تحسن بعد الحصول على مساعدات من بعض الدول، مثل الكويت والولايات المتحدة، فضلاً عن تبرعات من مصارف ومواطنين، وأصبحت لدينا ميزانية تكفي لعدة أشهر، ونسعى لتوفير أماكن لحجر المصابين، إذ يجب أن يكون لكل مصاب غرفة وسرير، وطعام جيد».
وأشاد وزير الصحة بـ “تعاون المواطنين في تطبيق حظر التجول الذي أدى إلى تراجع عدد الإصابات بالفيروس”، موضحا أن “حظر التجول التدريجي سيستمر في حال نجاحه، وقد يتم تمديد العمل به بعد نهاية شهر رمضان». 
وبين ان “الوزارة تراقب وضع الشارع، وعدد الإصابات، وقد حققنا نجاحاً حتى الآن في مواجهة الوباء، وسنعود إلى الإجراءات المشددة السابقة مثل منع التجول، وإغلاق الحدود في حال تبدل الأوضاع».
 
خلية الأزمة
بدوره، أشار عضو خلية الأزمة، مدير صحة الرصافة، عبد الغني الساعدي، في حديث لـ “الصباح”، إلى أن “المؤشرات والارقام تشير الى أن هناك استقرارا وبائيا، لكننا لم ندخل الى المنطقة الآمنة الى الآن، لذلك يجب أن يكون هناك حذر وترقب وعدم تهاون أمام هذا الفيروس لأنه ما زال فعالا وما زال قادرا على الانتشار».
واضاف الساعدي، “إننا نعتمد على وعي المواطن في احترام فترة ساعات حظر التجوال الذي يبدأ من الساعة السابعة مساءً الى الساعة السادسة صباحاً، كذلك عند التعامل مع ساعات رفع الحظر الجزئي من خلال الالتزام بالوصايا الصحية والتباعد الاجتماعي ومنع المخالطة والابتعاد عن التجمعات في الاماكن العامة والمحال التجارية المكتظة».
ونبه الساعدي الى أن “الخلية إذا لاحظت ارتفاعا بأعداد الاصابات مجدداً، ستراجع الاجراءات وقد نضطر لاعتماد الحظر التام مرة اخرى”، مبيناً ان “سيطرة الملاكات الطبية على الفيروس ضمن حدود قدرة مؤسساتنا الصحية على التعامل معها».
وأشار الى أن “هذا الفيروس لم تسيطر عليه أي دولة في العالم، لذلك لا يمكن التكهن بفترة زمنية لانتهائه ومن المهم جداً الالتزام بالتوصيات لحين انتهاء هذا المرض”، موضحاً أن “الدول بدأت تسيطر على الفيروس ضمن قدرات مؤسساتها الصحية، لذلك بدأت بتخفيف اجراءات حظر التجوال الشامل معتمدة على الوعي المجتمعي بالالتزام التام بالوصايا الصحية والالتزام بأوقات وساعات الحظر الشامل». 
يشار إلى أن الفريق الإعلامي للأمر الديواني، ذكر في بيان تلقته “الصباح”، أن “منظمة الصحة العالمية أعربت عن قلقها من خروقات بعض المواطنين أثناء الرفع الجزئي لحظر التجوال».في السياق، قال عضو خلية الأزمة البرلمانية، فالح الزيادي في تصريح صحفي، تعليقاً على انتشار صور ومقاطع فيديو في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تظهر عودة التجمعات البشرية، والاختلاط بين المواطنين بعد قرار رفع حظر التجوال جزئياً: إن “الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها بشأن عودة التجمعات البشرية والاختلاط، أمر مؤسف للغاية”، داعيا المواطنين، الى “الالتزام بالاجراءات الوقائية والابتعاد عن التجمعات والاختلاط لفترات طويلة».
وأضاف، إن “قرارات خلية الأزمة الحكومية في ما يخص حظر التجوال الجزئي كانت واضحة من حيث منع التجمعات وكل ما يسبب بنقل العدوى بفيروس كورونا».
مستشفى جديد
إلى ذلك، أفاد المشرف على مشروع مستشفى العزل الخاص بالمصابين بوباء كورونا المهندس علاء توفيق عنوز الذي نفذ بأمر المرجعية الدينية، بأنه “تم افتتاح المستشفى الخاص بمرضى كورونا الذي تبرع به مستشفى أمير المؤمنين التابع لمكتب السيد السيستاني ونفذته ملاكات العتبة العباسية بـ 19 يوما بمواصفات فنية وصحية خاصة تتلاءم وما يحتاجه المصابون بفيروس كورونا».وأضاف عنوز، إن “المستشفى يحتوي على 24 سريراً في طريق كربلاء – النجف عمود 244 ضمن ثلاث بنايات خصصتها دائرة صحة النجف ليكون مركزا طبيا عالميا”، مشيراً إلى أنه “تم تسليم المستشفى الى دائرة الصحة التي يمكنها تشغيله كونه مجهزاً بجميع الاجهزة الطبية والاسرة والمتطلبات اللازمة».
 
الصحة العالمية
من جانبه، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق أدهم إسماعيل في تصريح لوكالة الانباء العراقية (واع): إن “اليوم الأول لرفع الحظر الجزئي لم تكن مؤشراته جيدة، بشأن الالتزام بالإجراءات الوقائيَّة على عكس اليوم الثاني». وأضاف ان “رفع الحظر الجزئي الأفضل في أول يوم من شهر رمضان، إلا أنَّ الحكومة ارتأت رفعه لحاجة المواطنين إلى شراء التجهيزات استعداداً للشهر الفضيل». 
وتوقع اسماعيل، أن “يكون التزام المواطنين أكثر خلال شهر رمضان المبارك، لا سيما في النهار بسبب الصيام وحرارة الطقس”، مؤكداً أنه “في حال تراجع الإصابات إلى الصفر أو واحد يمكن الإعلان عن رفع الحظر
 كلياً». 
وشدد على ضرورة “استمرار غلق المنافذ الحدودية حتى بعد سيطرة العراق على الفيروس، لكون هناك دول مجاورة للعراق ما زالت تشهد إصابات كثيرة، فيمكن أنْ يعود المرض من جديد”، وتابع إنَّ “العلاج الحقيقي في الوقت الراهن هو الالتزام بالاجراءات الوقائية».